متى يفسخ عقد النكاح وفقا للتشريع السعودى
النكاح
إنّ النّكاح هو لفظٌ مرادفٌ للزواج، حيث يعدّ النّكاح من المسائل التي شرعها الله -عزّ وجلّ- لإشاعة المودة والرحمة والألفة بين الناس، وبالنكاح يستمرّ النّسل الإنساني وتحيا الأرض وتبقى عامرة إلى أن يرث الله تعالى الأرض وما عليها، لذلك رَغَّب الإسلام في الزواج وحثّ عليه، ولهذه المسألة قواعدها وقوانينها، وفي هذا المقال تخصيص للحديث حول تعريف النكاح عمومًا، وشروط فسخ عقد النكاح في السعودية، خصوصًا، وأخيرًا حديث حول نعمة النكاح.
تعريف النكاح
يُعرف النكاح لغةً:
الضم والتداخل، ومنه قولهم: تناكحت الأشجار؛ أي انضم بعضها إلى بعض، وكثر استعماله في الوطء، وسمي بالعقد؛ لأنه سببه،
أمّا تعريف النكاح شرعًا هو:
“عقد يعتبر فيه لفظ نكاح أو تزويج أو ترجمته، وهو حقيقة في العقد، مَجازٌ في الوطء؛ لكثرة وروده في الكتاب والسنة في العقد، وفي وجه عند الشافعية والحنفية أنه حقيقة في الوطء، مجاز في العقد، وقيل مشترك بينهما”، وقد تم تعريفه في قانون الأحوال الشخصية في الدول على أنه: “الزواج عقد بين رجل وامرأة تحلُّ له شرعًا لتكوين أسرة وإيجاد نسل بينهما”، وأيضًا: “هو عقد ينعقد به الزّواج بإيجاب وقَبول ممّن هما أهل لذلك”.
مقاصد النكاح
إنَّ للنكاح مقاصدَ عظيمة وفوائد جلية، فقد حضّ النبي صلى الله عليه وسلم على النكاح وذلك من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ”، ومن خلال النكاح تسكن النفس ويستريح الضمير من تعب التفكير ويحصّل الولد ويعمر البيت بالطمأنينة، فهذا الحديث يدل على أن سبب الترغيب في الزواج خوف الفساد في العين والفرج، وأي زمان أشد أن يُخاف فيه مثلُ ذلك من زماننا هذا الذي انتشرت فيه الفتن وعظمت فيه دواعي المحرمات فأصبح المسلم يفتن في دينه صباح مساء، فالزواج هو خير سترة لكل مسلم ومسلمة.
شروط فسخ عقد النكاح في السعودية
إن النكاح أمرٌ رغّبت به الشرعية الإسلامية وجميع الدول، لما في الزواج فوائد عظيمة تعود على المجتمع والفرد، لكن هناك بعض الحالات يتعذر بها إكمال رابطة العلاقة الزوجية والاضطرار إلى إنهائها، مما يؤدي إلى فسخ عقد النكاح وذلك ضمن شروط معينة، وفي الآتي بيان شروط فسخ عقد النكاح في السعودية:
1-وجود عيب منفّر بأحد الزوجين أحد شروط فسخ عقد النكاح في السعودية، فإذا ثبت عيب منفر في أحد الزوجين، يحق للطرف الآخر فسخ العقد. إعسار الزوج، بحيث لا يستطيع النفقة على زوجته وأولاده، ولا يؤمن حاجاتهم الأساسية من مأكل ومأوى وطعام وملبس، وإن ثبت ذلك يحق للزوجة طلب فسخ عقد النكاح.
2-أن يكون النكاح قد وقع باطلا من أصله، بحيث لم يكون مكتملًا لجميع أركان عقد النكاح الرئيسة، كأن يكون العقد قد وقع بغير ولي ولا شهود، أويكون الرجل قد تزوج بإحدى محارمه كأخته من الرضاع مثلًا.
3-إباء أحد الزوجين الدخول في الإسلام بعد دخول الآخر فيه.
4-خيار البلوغ لأحد الزوجين عند الحنفية، إذا زوجهما في الصغرغير الأب والجد.
5-خيار الإفاقة من الجنون عند الحنفية إذا زوج أحد الزوجين في الجنون من غير الأب والجد والإبن.
6-رِدَّة الزوجين معا أو أحدهما، فإذا حصلت الردة قبل الدخول انفسخ النكاح، أما إن حصلت الردة بعد الدخول فإنه يفرّق بينهما ويوقف النكاح إلى انتهاء العدة، فإن رجع المرتد فهو على نكاحه وإن لم يرجع انفسخ النكاح.