سوف نتحدث في هذا المقال عن كل ما يخص عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر، وما هي أسباب العنف ضد المرأة، وحلول تلك المشكلة الشائعة التي حولت حياة العديد من النساء إلى كابوس.
المرأة نصف المجتمع، وهي عمود قيام الحضارات، فقد أثبتت كفاءتها ونجاحها في شتى مجالات الحياة، سواء في رعاية أسرتها، أو في العمل خارج المنزل.
جرائم العنف ضد المرأة موجودة منذ قديم الأزل في جميع المجتمعات، حيث تعاني المرأة من التفرقة العنصرية من أشباه الرجال على مر العصور والأزمنة.
وما زالت المرأة تعاني من هذه الأفكار الجاهلية حتى يومنا هذا، لذا كان لا بد من وضع قانون رادع لحماية المرأة في المجتمع، ضد أي اعتداء.
وقبل أن نتحدث عن عقوبة العنف ضد المرأة في في القانون الجزائري، سوف نشرح أولًا ما هو المقصود بالعنف ضد المرأة، وما هي الأسباب الكامنة وراءه.
ما هو العنف ضد المرأة؟
طبقًا لتعريف هيئة الأمم المتحدة، فإن العنف ضد المرأة هو عبارة عن مظلة واسعة تشمل جميع أنواع الممارسات القديمة والمستحدثة التي يمكن أن تسبب أذى للمرأة.
يُقصد بالعنف ضد المرأة أي فعل عنيف يتم ارتكابه ضد المرأة بدافع التعصب الجنسي ينتج عنه ضرر وأذى للمرأة.
قد يكون الأذى نفسيًا أو جنسيًا، أو جسديًا، شاملًا التهديد بأي فعل من الأفعال التي تسبب أذى للمرأة، كالعنف، أو القسر، أو قمع حريتها.
طبقًا للإحصائيات التي أقرت بها الأمم المتحدة في أحدث تقاريرها، فإن واحدة ضمن كل 3 فتيات تتعرض للتعنيف مرة واحدة عالأقل خلال حياتها.
قد يكون التعنيف من طرف شريك حياتها أو أي شخص آخر، أو كلاهما بأي طريقة من الطرق السابق ذكرها.
تلك الإحصائية خاصة بالتعنيف المادي، غير شاملة العنف المعنوي الذي لا يترك أثرًا على جسد المرأة، ولكن لا يمكن حصر ضحاياها.
والقانون الجزائري يحارب جميع الأنواع الإجرامية التي تؤدي إلى التعنيف بالمرأة والطفل، كضرب الرجل لامرأته وتعذيب الأطفال وضرب القُصَر.
المقال يتحدث حول عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر
ما هي أسباب العنف ضد المرأة؟
أسباب العنف ضد المرأة متعددة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تدني مستوى التعليم مما ينتج عنه إنكار دور المرأة وأهميتها في المجتمع وما لها من حقوق وواجبات.
- عدم توفر فرص العمل مما يؤدي إلى احتكار الرجال للوظائف وإعطاء المرأة حقها في المشاركة في سوق العمل.
- إنفراد الرجال باتخاذ القرارات وعدم إعطاء المرأة حقها في المساهمة في اتخاذ القرارات.
- عدم منح المرأة حريتها الكاملة في إبداء رأيها والمشاركة في المجتمع
- عدم معاقبة الذين يقومون بتعنيف وإيذاء المرأة عقابًا رادعًا موازيًا لجريمتهم.
- بعض المجتمعات التي يتفشى فيها الفقر والجهل، والتخلف الفكري الذي يتعامل مع المرأة على أنها كائن مهمل يقتصر دوره داخل جدران المنزل.
- رضا المرأة بالأمر الواقع والخضوع لرغبات الرجل دون إبداء أي وجه اعتراض ومحاولة الحصول على حقوقها.
مقالنا عن عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر
العنف ضد المرأة في الإسلام
المرأة في الإسلام هي شريكة حياة الرجل، وحامي عرضه، وهي الأم الفاضلة التي تحمل على عاتقها مسؤولية تربية أجيال الغد، من أجل بناء مستقبل الأمة بأكملها.
وهي الابنة البارة العطوف، والأخت المسؤولة، وقد كلفها الله بمهمة إعمار الأرض جنبًا إلى جنب مع الرجل.
قد كرم الإسلام المرأة ورفع شأنها إلى أعلى المقامات، وأولاها اهتمامًا عظيمًا، ووضعها في مكانة التكريم والاعتزاز.
وكفل الإسلام للمرأة حقوقها في كل شئ كالرجل تمامًا، مثل حق المرأة في الميراث والنفقة والتملك والزواج.
كما نهى الإسلام عن تعنيف المرأة، فقد وصى النبي (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع عن المرأة قائلًا: استوصوا بالنساء خيرًا.
ما زلنا نتابع معكم عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر
العنف ضد المرأة في المجتمع العربي
لم يقتصر العنف ضد المرأة على الجانب المحلي، فقد شمل المجتمع العربي بأكمله، وشغل اهتمام الرأي العام.
وهو الأمر الذي تولدت منه فكرة ضرورة المناداة بحماية المرأة من جميع الممارسات القهرية على الساحة الدولية.
وقد تم توطيد الفكرة في جميع التشريعات الدولية، ووضع قوانين صارمة لحماية المرأة، بهدف حماية المجتمع ككل.
وسوف نتناول في هذا المقال عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر.
مقالنا يتحدث عن عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر
إحصائيات العنف ضد المرأة في الجزائر
شهدت الجزائر في الآونة الأخيرة العديد من جرائم العنف المأساوية ضد المرأة، وقصص تدمي القلوب لنساء تحولت حياتهن إلى كابوس.
نشرت صفحة “فيمن سيدز ألجيري” وهي صفحة على الفايسبوك مهتمة بتسليط الضوء على جرائم العنف ضد المرأة في الجزائر إحصائية عام 2020 أقرت بأن أكثر من 51 امرأة تعرضن للعنف بالجزائر في ذلك العام.
العنف ضد المرأة في قانون العقوبات الجزائري
تُعد الجزائر من أوائل الدول التي تحمست لفكرة المناداة بحقوق المرأة، وحمايتها ضد العنف بجميع أنواعه، كما بادرت بتوطيد تلك الفكرة في تشريعات قانون عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر.
وبناءً على تلك المبادرة قامت بإجراء تعديلات عام 2005 تخص عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر.
وقد تطرق المشروع إلى دراسة استشرافية تخص جميع صور العنف التي يمكن ممارستها ضد المرأة، وتحديد الموقف القانوني المناسب، بهدف الحفاظ على استقرار المجتمع الجزائري.
تابع معنا عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر
عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر
لقد تم تعديل عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر، سواء تسبب لها العنف في إيذاء جسدي، أو جنسي، أو معنوي، أو اقتصادي.
وكذلك تعديل القانون الخاص بجريمة الشتم والسب بوجه عام، الخاص بالمادة رقم 226 من قانون العقوبات الجزائري، بهدف حماية المرأة وتحقيق الاستقرار في المجتمع.
رقم التبليغ عن العنف ضد المرأة في الجزائر
الساكت عن الحق شيطان أخرس، لذا فالشخص الذي يمكنه التحدث والنهي عن المنكر، وتغيير الفعل المنكر وُجب عليه التحرك واتخاذ الإجراء المناسب.
قال تعالى: “وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
يمكن لأي مواطن جزائري الإبلاغ عن جريمة العنف ضد المرأة في الجزائر من خلال وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة في الجزائر عن طريق رقم الهاتف التالي: 00213021449946.
والإبلاغ لا يقتصر على جريمة العنف ضد المرأة فقط، بل يشمل جميع أنواع العنف والضرب الزوجي أو العنف اللفظي ضد المرأة، والعنف الأسري والعنف ضد الأطفال وكبار السن.
حلول العنف ضد المرأة
لا أحد ينكر أهمية إيجاد حلول جذرية للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة خاصة في المجتمعات العربية التي تنتشر فيها تلك الظاهرة، وأهمها:
- إلغاء ثقافة المرأة كائن مهمل ليس له حقوق بشتى الطرق.
- عمل خطط وندوات تهدف إلى ترسيخ مبادئ حقوق المرأة ومساواتها بالرجل في العقول.
- تقديم برامج وغيرها من المواد الإعلامية على مختلف الوسائل الإعلامية تعزز حقوق المرأة.
- تعديل نصوص القوانين التشريعية بحيث تضمن حقوق المرأة وكرامتها.
- توقيع أشد العقوبات على مرتكبي جرائم العنف ضد المرأة.
- رفع مكانة المرأة في المجتمع من خلال تقليدها أعلى الوظائف والمناصب.
- دعم المرأة وتدريبها على كيفية الحصول على حقها في التعليم والعمل.
- محاربة التحرش بأنواعه كافة.
- تعليم المرأة في القرى ومحو أميتها.
ختامًا، متى ينتهي العنف ضد المرأة؟ ومتى يدرك الرجل قيمة المرأة، أعتقد الإجابة تكمن في القضاء على التمييز العنصري نهائيًا، والاعتراف بالمساواة بين الرجل والمرأة في جميع الأمور الحياتية، مع منح المرأة حقوقها كاملة.
تحدثنا معكم عن عقوبة العنف ضد المرأة في الجزائر.