العلامات التجارية وهوية الشركات
في سبيل تطوير حلول مهنية عملنا طيلة السنوات الماضية على تسجيل العديد من العلامات التجارية ونحاول هنا أن نقول لأنفسنا ولمن حولنا أهمية العلامة التجارية وكونها قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في حال عدم تسجيلها

وللحق أقول وبناءا على حالات لبعض الشركات التي تواصلت معنا لإيجاد حلول ( لإستيلاء ) البعض على علاماتهم التجارية نتيجة عدم تسجيلهم ولعل أحد أهم الحالات هو وجود علامة تجارية لمنتج إستهلاكي يملكه شركة سعودية تم الإستيلاء عليه بنسبة 100% ولعله من الطريف هنا أن نقول أن من إستولى على العلامة وقام بتسجيلها قام برفع دعوى على الشركة صاحبة العلامة الأصلية والمطالبة بالتعويض وبالنسبة لنظام العلامات المعتمد عالميا فهنالك ثغرات قانونية وبالتالى فإن الملكية لأي علامة هو من قام بتسجيلها ( مالم يكن هنالك أسباب لا مجال للخوض بها الآن )

ولعلي أشير هنا إلى وجود ( عصابات ) للإستيلاء على العلامات التجارية من مؤسسات وأفراد لا علاقة لهم بالموضوع وعلى الرغم من حماية النظام لهذه الفئات إلا أنني أنادي وزارة التجارة والإستثمار الموقرة في كبح هذه الظاهرة
نعود إلى أهمية العلامة التجارية وهوية الشركة
أحد أهم عناصر التطوير هو العلامة التجارية ( طبعا بالإضافة إلى الجهود السابقة في تطوير الخدمات والمنتجات أو دراسة الجدوى ) فمع مرور الوقت تكتسب العلامة التجارية زيادة في قيمتها وتنعكس إيجابا على الشركة في قوائهما المالية أو تقييمها أو مايسمى ( قيمة الشهرة ) كما تعتبر من الناحية المالية ( أحد الأصول ) ومن خلال إطلاعي خلال الفترات الماضية نستغرب أن يبدأ بعض أبنائنا وبناتنا مشاريع متناهية الصغر ومع ذلك يقومون بتسجيل علاماتهم وفي المقابل كيانات وإستثمارات ضخمة لا تقوم بتسجيل العلامة
علينا أن نعلم قيمة العلامة التجارية
علينا أن نفرق بين العلامة التجارية والهوية والشعار
علينا أن نفرق بين شعار الشركة ومنتجاتها
علينا أن نعلم أن تطوير علامة تجارية يخضع لمعايير فنية بالتصميم قد تكون بعيدة كل البعد عن هوية الشركة أو شعارها
علينا أن ندرك أن العديد من العلامات والشعارات التي نراها من وقت لأخر سيئة لدرجة كبيرة جدا نتيجة إجتهادات أصحاب القرار
علينا أن نتعلم جميعا وندرك أن إختيار التصميم وطرح المتطلبات الواضحة وترك المجال مفتوحا أمام المصممين وإستقبال طرحهم وتصميماتهم
من غير المعقول أن نطلب من مصمم أو شركة تصميم مثلا تصميم شعار أو علامة وفي نفس الوقت نطلب منه أن يتضمن الشعار ريشة دجاجة ونخلة وطائرة وأن تكون كذا وكذ واللون كذا وأن تكون دائرة …. الخ وقد عاصرت وعشت العديد من هذه الطلبات في حياتي المهنية كما أن أحد اكبر الأخطاء حين يتم تكليف أحد الموظفين أو إدارة بالتصميم وبعد جهد جهيد يتم التصميم ويتم القبول ثم تعرض على مدير آخر ويرفضها ويبدي ملاحظات ويتم تعديلها ثم تعرض على مدير المدير ويطلب تعديلها أو رفضها وهكذا والناتج سيكون شعار أو علامة فرنكشتانية لا تمت بصلة لأي أحد وبالواقع فإنه حتى لو سلمنا وتمت الأمور على خير فإن المصمم أو شركة التصميم لن يتقبل ذلك وبالمناسبة هي أحد عوائق شركات التصميم في المنطقة العربية بشكل عام

من المهم حتى في حال المراجعة الأولية أن يشترك كافة أصحاب القرار بذلك وتنظيم متطلبات التصميم وتقديمها للمصمم بشكل مهني وإنتظار النتائج وهذا لا يعني ترك القرار للمصمم أو قبول للتصميم ففي حال عدم الإقتناع بالإمكان التوجه إلى مصمم آخر أو شركة أخرى

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال عملي ومنطقي وهو كيف اختار المصمم أو شركة التصميم والإجابة سهلة جدا
النظر إلى الأعمال السابقة وتقييمها ومن خلالها يمكن التقييم وذلك بناءا على عنصر واحد وتحديد قدرة المصمم أو الشركة وهو هل الأعمال المنفذة سابقا من قبلهم أي تصميماتهم السابقة مهنية professional and corporate concept أو أنها تصماميم شخصية

وهنا أنتقل إلى مابعد التصميم أو دعونا نتحدث عن مرحلة ما قبل التصميم
أي منشأة أو علامة تجارية لا بد أن لها مفهومها وإستراتيجيتها من نواح عدة مثل طبيعة المنتجة وطبيعة المستهلك أو الجهات المستفيدة من المنتج أو الخدمة أو الشركة إضافة إلى الربط الذهني للعلامة بأي من المدرستين أو الطابعين التقليدي أو المستقلبي

كما أن هناك بعض المنتجات أو العلامات التجارية لها خصوصية معينة في طبيعة تلقى المشاهد لها وبالتالي النظر إلى كافة التطبيقات التي سيتم إستخدام العلامة التجارية بها والقائمة بالمناسبة طويلة جدا جدا وتختلف من منتج لآخر حتى داخل الشركة الواحدة وبالواقع إن كانت مسألة توحيد العلامة لعدة منتجات أو وجود علامة لكل منتج هي مسألة قد يختلف من شركة إلى أخرى على سبيل المثال أخذت شركة المراعى الموقرة النمط العالمي للشركات العريقة في وجود علامة واحدة لمنتجات متعددة فكلنا يعرف لبن المراعي وهو نفس العلامة لأجبان المراعي وبقية منتجاتهم وفي المقابل قد نجد شركة أخرى أقل إمكانية من المراعي قامت بتطوير علامة وهوية مختلفة لمنتجاتها وبالتالي فقدت هويتها وهي بحاجة إلى إنفاق مالي كبير لتأصيل كل هذه العلامات ( Branding )

ورش العمل بين أصحاب العلاقة لتطوير العلامة أو الشعار مهمة جدا فإن القاعدة تقول أن الشعار مبنى على الهوية والهوية مبنية على الشعار وللأسف الشديد فإن العديد من الشعارات أو العلامات التجارية أقول وأن أجري إلا على الله أن العديد من الشعارات أو العلامات التجارية ينقصها عبارة صغيرة ( عمل الطالب دحوم صف أول / 2 )

أما مرحلة ما بعد التصميم وتسجيل العلامة فإن إعداد دليل الهوية وتطبيقاتها وتعريف منسوبي الشركة على الهوية وإرتباط هذه العلامة بثافة العمل لدى كافة الموظفين ذوي العلاقة المباشرة أو غير مباشرة بالعلامة وتوفير النماذج الورقية والرقمية للعامة وطريقة إستخدامها

وهنا أختم الجزء الأول من هذي المشاركة بالتأكيد على الحفاظ على العلامة التجارية في المناطق الجغرافية المستهدفة فعلى سبيل المثال نعمل حاليا على أحد العلامات التجارية على مستوى بعض دول الخليج ومصر ولبنان حيث نعمل على تصميم العلامة وتطويرها ثم تسجيلها

كما نعلم أهمية تحديد فئة حماية العلامة التجارية وقد تكون الحماية مطلوبة في عدة فئات وبالمناسبة فإن تكلفة كل فئة حوالي 7500 ريال وهي الرسوم الحكومية في ما تتراوح أتعاب التسجيل بين 3 إلى 15 ألف ريال.

الحديث ذو شجون ولنا عودة ولا بد أن أشير أننا نعمل حاليا للإستحواذ أو تطوير شركة متخصصة في بناء الهويات بإذن الله

مدونة عبد العزيز
إعادة نشر بواسطة لويرزبوك

العلامات التجارية وتأثيرها على هوية الشركات وفقاً للنظام السعودي