بواسطة باحث قانوني
الشروع في الجريمة هي أن يأتي الفاعل بقصد ارتكاب الجريمة عملاً من شأنه أن يؤدي مباشرة إلى اقترافها وذلك إذا لم تتم ، ولا يعد شروعاً مجرد العزم على ارتكاب الجريمة أو الأعمال التحضيرية لها أو محاولة ارتكابها.
ركنا جريمة الشروع:
1ـ مادي
2ـ معنوي
1ـ ويتكون الركن المادي من عنصرين: 1ـ البدء في التنفيذ 2ـ عدم اتمام هذا التنفيذ لأسباب لا دخل لإرادة الفاعل فيها..
2ـ أما الركن المعنوي فيأخذ شكل (القصد الجنائي)..
أمثلة:
ـ دخول المنزل أو كسر الخزانة التي بها المال المسروق يكون مجرد أعمال تحضيرية في السرقة وليست بدء في التنفيذ مهما كان قربها من تنفيذ الجريمة لأنها لا تدخل في الركن المادي لجريمة السرقة كما حدده القانون..
ـ يكون العدول اضطرارياً في كل حالة يتدخل فيها سبب خارجي يحول بين الجاني وبين تنفيذ الجريمة ، ويضطره مكرهاً على عدم إتمام تنفيذها وسواء كان هذا إكراهاً مادياً أو معنوياً ، فلا يعتبر شارعاً في قتل إنسان من يحاول كسر باب المنزل وبحوزته سلاح الجريمة فيتم القبض عليه أو ضبطه وإن كان يدخل في عداد جريمة أخرى (محاولة اقتحام منزل دون رضا صاحبه)..
*ما يعد عدولاً اختيارياً ينفي جريمة الشروع:
العدول الاختياري هو العدول التلقائي الذي يرجع إلى أسباب نفسية خالصة يكون من شأنها عدم استمرار الجاني في تنفيذ الجريمة أو هو العدول الذي يصدر عن الإرادة الحرة للجاني والذي يترتب عليه عدم إتمام الجريمة..
ـ إن هذا العدول ينتج أثره مهما كانت البواعث التي تدفع إليه ، وأثر هذا العدول هو عدم عقاب الجاني عن المحاولة أو الشروع في الجريمة في حالة الشروع الموقوف وتخفيض العقوبة في حالة الشروع الخائب..
ثانياً: الركن المعنوي: (القصد الجنائي)
ـ الركن المعنوي في الشروع هو ذاته القصد الجنائي في الجريمة التامة ، فالتمييز الوحيد بينهما (يتعلق بالركن المادي فقط) وخاصة في الجرائم ذات النتيجة..
ـ القصد الجنائي في الشروع هو قصد ارتكاب جناية أو جنحة تامة ، ويجب أن يثبت توافر هذا القصد من خلال الوقائع والظروف والملابسات المحيطة بها..
ـ ففي الشروع في السرقة على سبيل المثال يلزم أن يكون قصد السارق هو اختلاس المال المسروق وتملكه ، وتطبيقاً إذا لم تتجه إرادة الجاني إلى ارتكاب الجريمة التامة فلا يسأل عن شروع فيها وإنما يسأل عن الجريمة التي تتكون من الأفعال التي ارتكبها..
ـ لا يتوافر الشروع إذا كان قصد الجاني مجهلاً أي لا يتجه إلى نتيجة إجرامية معينة وإن كان يمكن عقابه عن فعله إذا كون جريمة مستقلة ، فمن يدخل منزل الغير دون أن يكون قصده قد اتجه إلى ارتكاب جريمة معينة فلا يسأل عن شروع وإن كان قد يسأل عن جريمة منزل بقصد ارتكاب جريمة فيه..
ـ اعتبار القصد الجنائي ركناً في الشروع يستلزم استبعاد الجرائم غير المقصودة من نطاقه فلا شروع في الجرائم غير القصدية ولا شروع في الجرائم المتعدية القصد..
ـ يجب على محكمة الموضوع أن تبين في حكم الإدانة توافر أركان الشروع والدليل على توافرها وإلا كان حكمها معيباً..
ـ يستخلص القصد الجنائي في الشروع من خلال وقائع الدعوى وقرائنها وما تنتهي إليه محكمة الموضوع بشأن المسائل السابقة يدخل في نطاق سلطتها ولا رقابة لمحكمة التمييز أو النقض عليها إذ هو بحث في وقائع الدعوى..
ـ لكن تكييف الأفعال التي صدرت عن المتهم بأنها بدء في تنفيذ جريمة معينة أو مجرد عمل تحضيري لها هو فصل في مسألة قانونية تخضع لرقابة محكمة التمييز أو النقض ، كما يخضع لرقابتها ضرورة ثبوت توافر العدول الاضطراري أي أن عدم إتمام التنفيذ قد حدث لأسباب غير إرادية ولا دخل لإرادة المدعى عليه فيها.
معلومات و تفاصيل عن الشروع في جريمة السرقة
قضية هذا العام من الدكتور طارق الجملي مدرب
بعد أن سمع أحمد صوتا غريبا في فناء منزله، خرج ليستوضح الأمر، فوجد إلكسندر جارهم الإفريقي يحاول أخذ نضيدة سيارته الرابضة في موقفها داخل المنزل، فما كان من أحمد إلا أن سدد له لكمة على وجهه أسقطته أرضا، ثم انهال عليه بالطعن بسكين كان يحمله للدفاع به عن نفسه؛ استطاع إلكسندر أن يدفع أحمد ويسقطه أرضا محاولا الخروج من باب المنزل، حيث اعترضه جادالله شقيق أحمد البالغ من العمر 12 سنة الذي تصادف وجوده عند خروج إلكسندر، حيث دفع الأخير أرضا مهشما رأسه بحجر التقطه من أمام المنزل، ما أدى إلى إصابته بنزيف حاد أدى إلى وفاته. في تلك الأثناء خرج ميشيل صديق إلكسندر من منزلهما المجاور، فشاهد صديقه مرميا على الأرض والدماء تحيط به، فأقبل نحو جاد الله مطوقا عنقه بيديه مرددا ( نقتلك)، وفي هذه الأثناء وصل مسعود مؤجر منزل إلكسندر وميشيل فتدخل مسددا طعنة لجاد الله في قلبه أجهزت عليه. ثم توجه مسعود نحو سيارته واخرج منها قنينة مملوءة بمادة شفافة كالماء، و دعا ميشيل للدخول إلى منزل أحمد حيث دخلا وتوجها إلى السيارة وأثناء سكب مسعود للسائل على سيارة أحمد باغتهما الأخير مسددا ضربة لميشيل على رأسه أسقطته أرضا مفارقا الحياة واخذ يفتش جيوبه فوجد بها مبلغ 400 دينار فاستولى عليها؛ وفي هذه الأثناء ولتدارك الوقت، أسرع مسعود بمحاولة إشعال النار في السيارة وبعد عدة محاولات تبين له أن المادة التي قام بسكبها ليست كايروسين وإنما ماء، فغادر المكان مسرعا.