الأمة الإسلامية في المفهومين القانوني و السياسي

تنسب الأمة الإسلامية لمحمد صلى الله عليه و سلم، فيقال عنها أمة محمد و كذلك الأمة الإسلامية و الأمة المسلمة. في شأن هذه النسبة قال بعض العلماء أن صفة النبي الأمي التي امتدح بها الله عز و جل رسوله محمد صلى الله عليه و سلم تفيد صفة صاحب الأمة التي ميزه الله عز و جل بها عن سائر الرسل.
بهكذا نسب، تحتل الأمة المسلمة درجة شريفة عند الله عز و جل تعلو بها على كل الأمم.
غير أن أفضلية أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند الله لم تعفها من قانون تداول الأيام بين الناس في الدنيا. فقد جربت عبر تاريخها الطويل قيادة العالم بما في ذلك من نشوة النصر، وجربت كذلك الخضوع للغير بما فيه من مرارة الهزيمة.
صار أمر الأمة في العصر الراهن إلى التشتت بشكل لم يعهد له مثيل. لكن  ذلك لا يغير من واقعها على الأرض شيئا. فهي لم تزل تحتفظ بوجود قانوني في حيز جغرافي شاسع و حضور بشري كثيف يؤهلها لقيادة العالم من جديد متى أزالت عن نفسها الوهن.

باب تمهيدي : مصطلح الأمة

لقد انبرى المستشرقون و تبعهم العلمانيون من المسلمين لإنكار وجود الأمة بمعنى الشخص المالك للسيادة الشرعية. غير أن حججهم جاءت مرجوحة بسبب ما ارتكبوه من خطأ منهجي حين انطلقوا من مسلمة أن الأمة هي الدولة، فخلصوا إلى أن الأمة الشرعية لا تمثل شخصا عموميا له السيادة لأن الشرع لا يتضمن أحكام الدولة الحديثة التي سبقه القانون الوضعي إليها حسب زعمهم.

المبحث الأول:الاصطلاح الشرعي للفظ أمة.

صحيح أن الشرع لم يطبق فكرة الدولة بصفتها الشخص الأوحد للأمة كما تدعي ذلك المدرسة الحديثة، و إنما يأخذ بدلا عن ذلك بفكرة الأمة التي تتألف من مجموع الأشخاص العموميين بمن فيهم السلطان الذي هو الدولة ، و الخواص بمن فيهم الذميون و المليون ،المرتبطين برباط القانون المقدس.
كانت منهجية البحث النزيه تتطلب من المستشرقين و العلمانيين أن يتوقفوا بداية عند معنى الأمة في نظر الشرع بدل القفز عليها رأسا إلى الدولة. لقد تعمدوا ارتكاب هذا الخطأ لدواعي سياسية، فلم يكن بحثهم نزيها محايدا. لا أدل على ذلك من تغاضيهم عن مدلول لفظ الأمة كما هو مستعمل في القانون المقدس بدعوى أنه غامض و مستعمل بشكل عشوائي حسب زعمهم. [1]

المطلب  الأول:الاستعمال اللغوي للفظ الأمة

استعمل لفظ الأمة بمعاني مختلفة في نصوص القانون المقدس بشكل مقصود و غير عشوائي. فقد ورد استعماله بمعنى الوقت كما في قول الله عز و جل ( و لئن أخرنا العذاب إلى أمة معدودة) [2] و قوله عز و جل ( و قال الذي نجا منهما و اذكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله) [3].

استعمل اللفظ كذلك بمعنى الإمامة كما في قول الله عز و جل ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا و لم يكن من المشركين)[4] و قول الله عز و جل كذلك ( إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مهتدون)[5].
و استعمل لفظ الأمة أيضا بمعنى الجماعة من الناس على الإطلاق في قول الله عز و جل ( و لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون) [6]  ، و استعمل كذلك بمعنى الجماعة من الناس المجتمعة كلمتهم على أمر واحد كما في قول الله عز و جل ( و إذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم)[7] ، و قول الله عز و جل ( كلما دخلت أمة لعنت أختها) [8] و قوله عز و جل ( كان الناس أمة واحدة ) [9]و قوله عز و جل ( و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) [10]  و قوله عز و جل (كذلك زينا لكل أمة عملهم)[11]
من جهة أخرى استعمل لفظ الأمة بمعنى الجماعة المكلفين بالأمر الواحد كما في قول الله عز و جل ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله) ، و قوله عز و جل ( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهمون عن المنكر ) و قوله عز و جل ( و لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم)[12]، و قول الله عز و جل ( و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله ) [13] و قول الله عز و جل ( كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم)[14].
استعمل اللفظ كذلك بمعنى الجماعة الخاضعة لنفس المصير كما في قول الله عز و جل ( و لكل أمة أجل ) [15] ، و قول الله عز و جل ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعملون)[16] و قول الله عز و جل  ( و لكل أمة رسول ، فإذا جاء رسولهم قضي بينهم ) [17]
لقد استعمل القرآن الكريم مختلف هذه المعاني للفظ الأمة كما كانت معروفة عند العرب في لغتهم و لم يخترعها، علما أنه تحداهم أن يأتوا بسورة من مثل القرآن الذي بلغتهم فعجزوا عن ذلك.
تتميز اللغة العربية بتعدد معاني اللفظ الواحد حسب الاستعمالات و يتميز القرآن الكريم باستعماله للفظ الواحد بمعانيه المختلفة في دقة متناهية كما هو الشأن مثلا بالنسبة للفظ الأمة.
تلك خاصية يمتاز بها القرآن الكريم عن غيره من الكلام نثرا و شعرا بما في ذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم. فمحمد رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أنزل عليه القرآن لم يستعمل لفظ الأمة بمختلف معانيه المعروفة في اللغة العربية، و إنما اقتصر منها على معنى الجماعة من الناس المجتمعة كلمتهم على أمر واحد.

الأعمال التي اعتبرت تحضيرا للثورة ضد النظام القديم في فرنسا.
حدث ذلك لما دافع كتاب و مثقفو القرن الثامن عشر في فرنسا عن حق جمهور العامة في الحكم لأنهم الأمة بالمقارنة مع الملك و الإقطاعيين من جهة و الكنيسة من جهة أخرى اللذين هم الأقلية.
كان الملك و الطبقة الإقطاعية هم الطرف الأول في الدولة و الطرف الثاني هم رجال الكنيسة أما جمهور عامة الناس فكانوا الطرف الثالث الذي على الهامش.

كان الطرف الثالث من المجتمع مقصيا من ممارسة الحكم لأنهم في نظر النبلاء و رجال الدين دهماء و رعاع لا يصلحون للتصرف في الشأن العام، و هم كذلك غوغاء غير منظمين، لا يشكلون جسدا واحدا.
كانوا يرونهم مجرد غبار أفراد غير قادرين على السيطرة على السلطة بشكل دائم.

لإخراج جمهور العامة من الهامش كان على المفكرين الفرنسيين إيجاد تسمية نبيلة لهم فسموهم الأمة ليلبسوا عليهم الاسم الذي كانت أشخاص القانون الدولي تعرف به، و ليجعلوا لهم حق ممارسة الحكم.
تأثر المفكرون الفرنسيون ببيئتهم تلك لصياغة نظرية الأمة فعرفوها بأنها رابطة سياسية تجمع بين أجيال مختلفة في ظل الدولة.
أخذ المفكرون الألمان فكرة الأمة عن الفرنسيين لكنهم صاغوها تحت تأثير عامل مختلف هو التشتت السياسي للشعب الألماني.

فعلى عكس الشعب الفرنسي الذي كان مشتتا عرقيا و لغويا لا يوحده غير الحكم السياسي، كان شعب الألمان مشتتا سياسيا بين عدة دول رغم و حدة عرقه و لغته. لذلك صاغ المفكرون الألمان نظرية الأمة لجمع شمل الشعب الألماني، و ليس فقط لإخراج جمهور عامته من الهامش السياسي.

تبلورت النظرية الألمانية للأمة مع الممارسة الدبلوماسية لوزير خارجية قيصر الألمان بسمارك في القرن التاسع عشر. فقد ظهر في المراسلات و الوثائق الدبلوماسية آنذاك مصطلح الأمة الألمانية كشخص من أشخاص القانون الدولي رغم تشتت الألمان في دول عدة لكل منها شخصيته القانونية.
سعا الوزير بسمارك من خلال مصطلح الأمة الألمانية إلى تجاوز حكام الدول الجرمانية لتوحيد الشعب الألماني تحت حكم القيصر. لقد أفلح في أن يجعل هذا الأخير هو المعبر عن إرادة الأمة بعد أن صورها للعالم بأنها جمع الألمان ذوي الإرادة المشتركة بحكم أنهم يشكلون جسدا موحدا من خلال وحدة قوميتهم.
تبين في وقت مبكر اختلاف وجهة النظر الألمانية و الفرنسية حول استعمال لفظ الأمة. فالألمان قصدوا به القومية الواحدة التي تمتلك بحكم وحدة العرق و اللغة و الوطن إرادة مشتركة و لها بالضرورة وسيلة التعبير عنها بشكل موحد. أما علماء القانون الفرنسيين فيقصدون بالأمة جمهور عامة الناس الذين يمتلكون بحكم وحدة الرباط السياسي الذي يجمعهم  في الدولة الواحدة إرادة مشتركة و لهم بالضرورة كذلك وسيلة التعبير عنها بشكل موحد.
غير أن نظرية الأمة الوضعية لم تبق على هيئتها التي نشأت بها في أوروبا، فقد طورها الكتاب الأمريكيون باستعمال مصطلح الشعب بدل جمهور العامة. اكتمل بذلك التمييز بين الأمة و الشعب و الدولة و القومية و العامة.

المطلب  الثاني: تطور معنى الأمة الوضعية.

انتبه المفكرون الفرنسيون مثل جان بودان خلال أعمالهم التحضيرية للثورة الشعبية إلى أهمية مصطلح الأمة كبديل لجمهور العامة و العموم. فهذا الأخير  يفيد معنى الجمع المفتقر لمقومات السيادة.
غير أن هؤلاء المفكرين لم يكونوا وحدهم من انتبه لذلك فقد استوعبه كذلك دهاة النظام الإقطاعي فاجتهدوا في حينه لتصوير جمهور العامة على أنه مشلول سياسيا لا يستطيع تمثيل نفسه بواسطة نواب منتخبين، و لا يستطيع الانتظام دون سيطرة النبلاء عليه.

لأجل ذلك أقدم ملوك القرون الوسطى على إنشاء مجالس العموم كمنحة منهم  لتمكين جمهور العامة من المشاركة في الحكم بواسطة ممثليهم المعينين من قبل الملك إلى جانب النبلاء.
تحقق بذلك نجاح إقطاعي مرحلي في استبعاد مصطلح الأمة من الثقافة السياسية فحل محله مصطلح الجمهور حتى على لسان دعاة الثورة أنفسهم في القرن الثامن عشر.
لما نجحت الثورة الفرنسية عام 1789 سارع قادتها إلى تسمية نظام دولتهم بأنه دولة جمهورية نقلا عن اليونانيين القدامى لكنهم سرعان ما استدركوا أنفسهم لما ثار التساؤل عن دولتهم أ هي أجمهورية العامة أم جمهورية الأمة ؟؛ فواظبوا على وصف جمهوريتهم بأنها أمة الفرنسيين.
صحيح أن الثورة الفرنسية أغنت الفكر السياسي الحديث باستعارة مصطلح الجمهورية من اليونان العتيقة لتطبقه على الأمة و ليس المدينة.  لكن مفهوم النظام الجمهوري الحديث لم يتضح إلا بعد قيام الثورة الأمريكية.
فقد ثار المعمرون الأوربيون في المستعمرات البريطانية هناك ردا على إقصائهم من التمثيل لدى الملك في مجلس العموم البريطاني.

لم يكن منظرو الثورة الأمريكية ليرضوا بإطلاق اسم جمهور العامة  على  المعمرين الثائرين بعد أن بلغهم خبر تراجع الكتاب الفرنسيين عنه، فاستبدلوه باسم الشعب. بذلك أدخلت الثورة الأمريكية إلى ساحة الفكر السياسي الحديث مصطلح الشعب باعتباره المالك لسيادة الأمة.

مصطلح الشعب كذلك قديم ليس من إبداع الكتاب الأمريكيين. فقد استعمله الإغريق و الرومان بمعنى القومية.
ذلك واضح في تصوير اليونانيين القدامى لنظام الحكم الديمقراطي على أنه حكم عامة شعب المدينة. و قد تبين من خلال الرومانيين كيف أن من سبقوهم إلى استعمال لفظ الشعب إنما قصدوا به عامة العرق و السلالة و ليس أي جمهور من الناس مطلقا.

لم يكن نظام المدن الإغريقية يقبل غير المنتسبين لسلالة اليونان للمشاركة في حكم المدن. كذلك فعل الرومان فميزوا بين القانون الروماني الخاص بشعب الرومان و قانون الشعوب الخاص بشعوب الإمبراطورية الآخرين.
لم يغير الكتاب الأوروبيون في عهد النهضة و لا في عهد الأنوار بعد الثورة الفرنسية مدلول لفظ الشعب و ظلوا يقصدون عامة السلالة من الناس.

على خلاف ذلك، استعمل منظرو الثورة الأمريكية لفظ الشعب بمعنى جمهور الناس بمختلف أعراقهم ممن يجمعهم الخضوع لنفس الدولة.
لقد جعلوهم يمارسون الحكم بكل حرية عن طريق الديمقراطية، و بذلك اتضح معنى النظام الجمهوري الحديث، إذ صار يرمز إلى نظام حكم العامة بمختلف أعراقهم مقابل النظام الملكي الذي هو نظام حكم الفرد و الأقلية الإقطاعية.
صار نظام الحكم الجمهوري يجسد نظام الحكم الديمقراطي في مقابل النظام الملكي الذي كان عنوان أنظمة العهد القديم.
مع ذلك، فقد كانت الممالك البروتستنتية ذات التوجه الحداثي في أوروبا مثل ألمانيا و بريطانيا على غير استعداد لتقبل تفوق الجمهوريتين الفرنسية و الأمريكية عليها في التطور الديمقراطي.
بل إنه بعد ارتكاس فرنسا إلى النظام الملكي أسرعت ممالك ألمانيا و بريطانيا في مسيرها نحو توسيع المشاركة السياسية للعامة.

كانت ألمانيا أكثر الأمم أخذا بنظام حكم الشعب حيث تعوّد فيها المواطنون على أجواء التعدد الحزبي و تمرسوا على أساليب الانتخاب، كما تعودت فيها الأحزاب على المنافسة السياسية النزيهة.
لم يمنع ذلك من حدوث الانحراف الديموقراطي في ألمانيا نفسها. فقد خرج فيها بطريق الديمقراطية نظام النازية الذي تسبب في كارثة الحرب العالمية الثانية.
بعد حدوث تلك الكارثة نهض المفكرون الأوربيون للبحث عن وسائل الحد من حرية العامة في الحكم و إيجاد صيغة للتوفيق بين النظام  الديمقراطي و ضرورات الحضارة. ذلك ما عثروا عليه بتفسير الفرق بين الأمة و الشعب باعتبارهما مالكين معا للسيادة الوطنية. فقد أجتمع علماء القانون الدستوري في أوربا على القول بأن الشعب هو الجيل الحاضر من الأمة، و أن الأمة هي الأجيال السابقة و الحاضر و كذلك اللاحقة من القومية الواحدة  أو من أقوام الدولة الواحدة.
استقر قول علماء القانون الدستوري بعد ذلك في المدرسة الوضعية كلها، سواء في أمريكا أو أوروبا، على القول أن الدولة هي سلطة الأمة و شخصها الأوحد الذي يمتلك كل قوتها مطلقة. أجازوا للدولة أن يجسدها الملك كما  رئيس الجمهورية ، على أن يسيطر عليها الشعب في الحالتين بطريق الديمقراطية.

سيطرة الشعب، بالمفهوم الأمريكي للكلمة، على الدولة تتم بواسطة رئاسة ممثليه المنتخبين للسلطات الدستورية، لكنها سيطرة محدودة و ليست مطلقة.
فسلطة الدولة لا ترجع لممثلي الشعب المنتخبين وحدهم، بل تملكها معهم الأجيال السابقة و الأجيال اللاحقة بصفتها أمة.
إضافة الدولة إلى الأمة و الشعب معا باعتبارهما مشتركين في ملكيتها استدعى النظر في مرتبة كل منهما، و قد حسم الترتيب لمصلحة الأمة على حساب الشعب لتبرير حالات الاستثناء من الخضوع للقانون.
استقر بالفعل نظر أنصار المدرسة الوضعية على إعطاء الدولة الحق في أن تستقل بنفسها عن الشعب لمصلحة الأمة.
فللدولة كسلطة قائمة بذاتها أن توظف نفسها باسم الأجيال كلها متى دعت الحاجة  لخدمة مصلحتهم جميعا ، فتدخل بفعل ذلك في مواجهة مع الشعب الذي ليس هو بالنهاية إلا واحد من تلك الأجيال .
بهذا التفسير أوجد علماء القانون الدستوري هؤلاء قيودا على حرية الشعب في ممارسة الديمقراطية و برروا أعمال السيادة، و حالة الإستثناء و نظام أحكام الطوارئ.
هذه النظريات الوضعية مردودة بالضرورة في نظر الشرع، لأن الأمة تحكم نفسها بنفسها عن طريق الإجماع و ليس الديمقراطية.
فهي ليست مجرد الشعب، و ليست كذلك عبارة عن أجيال مشتتة بين ميت و حي و من لم يخلق بعد.
الأمة الشرعية هي على عكس الأمة الوضعية، مجموع الأشخاص العموميين و الخواص، الملتزمين بنفس القانون المقدس الذي يرسم لهم جميعا حدود حرياتهم و يضمن لهم حقوقهم السياسية و المدنية على قدم المساواة.
القانون المقدس هو الذي يضمن التزام الأمة بضرورات الحضارة في مختلف تعاملاتها و أيا كانت ظروفها و ليس أعمال السيادة، أو أحكام الطوارئ.

المبحث الثالث : مفهوم الأمة الشرعية.

يختلف معنى الأمة في المفهوم الراشد عنه جذريا عما هو عليه في المفهوم الطائفي. إذ يتبين من فقه السياسة الشرعية الطائفية أنه لا فرق بين الأمة و الملة الإسلاميتين. ذلك أن السلطات الدينية المبتدعة في الطوائف الأربعة متفقة على إنكار حق الأمة في السيادة و امتلاك صلاحية الأمر و النهي. فالأمة في نظر الأئمة الروافض و المتصوفة كما في نظر  سلاطين و أمراء أهل العصبية القبلية و الخوارج مجرد رعية محكومة يجب عليها طاعة أولي الأمر في المنشط و المكره.
ذلك كله مردود في نظر العلماء الراشدين. فالملة مكون من مكونات الأمة و ليست هي الأمة نفسها، و ما يصدق على إحداهما لا يصدق بالضرورة على الأخرى.

المطلب  الأول : تمييز الأمة عن الملة.

الملة هي الجماعة المرتبطة بالدين الواحد، فالمسلمون ملة كما اليهود ملة و النصارى و المجوس و الصابون و غيرهم ملل.
ملة المسلمين هم الموحدون المؤمنون بالله و المصدقون لكل الرسل و الأنبياء من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه و سلم.
كان إبراهيم عليه السلام هو أول رئيس للملة المسلمة فجعله الله أبا لكل المسلمين في قوله عز و جل ( و جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل و في هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و اعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى و نعم النصير).[25]
جدد الله عز و جل رئاسة الملة المسلمة بمحمد صلى الله عليه و سلم، فجعله مثل إبراهيم أبا للمسلمين، و أكد النص على ذلك من خلال جعل زوجاته أهل بيته أمهات المؤمنين.
فالمسلمون كلهم إخوة بصفتهم آل إبراهيم عليه السلام و أبناؤه بنص القرآن الصريح و في الوقت نفسه آل محمد صلى الله عليه و سلم أبناء زوجاته رضوان الله عليهن . ذلك مؤكد في التشهد أثناء الصلاة كما أمر رسول الله بذلك حيث يتم ترديد عبارة ( اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد).
كل من نطق بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و لم ينكر فرائض الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج  يعتبر عضوا في ملة المسلمين و لو كان منافقا أو علمانيا.
فقد ثبت للمنافقين حق العضوية في الملة المسلمة بنص القانون المقدس، أما العلمانيون فحق عضويتهم في الملة مؤكد لعدم إلحادهم بالعقيدة و عدم إنكارهم أركان الدين الخمسة. لأجل ذلك يجوز للمؤمنين التزوج من نسائهم و تزويج المؤمنات لهم، كما يجوز إشراكهم في احتفالات الأعياد و مختلف الأفراح و كذلك دفنهم في مقابر المسلمين.
من جهة أخرى، تعد طوائف المسلمين الدينية و مختلف فرقهم الكلامية ملة واحدة؛ فأهل العصبية القبلية و الروافض و الخوارج و المتصوفة كلهم ملة واحدة مع جماعة الراشدين. غير أنه لتجسيد ذلك يجب عليهم اتخاذ رئاسة موحدة و الكف عن الفرقة. ذلك أن ملة المسلمين ملزمة شرعا بإتباع رئيسها الذي تأتم به فيما يفتي به في مختلف شؤون الدين دون أن يكون لها الخيرة من أمرها.
سنرى في المباحث اللاحقة كيف بين القانون المقدس طريقة تعيين رئيس الملة و نوع سلطاته، فهو يعين من قبل سلفه الذي له أن يترك أمر التعيين لمجلس أئمة علماء الأمة يختارون رئيسا للملة بمعرفتهم.
رئيس الملة المسلمة هو إمامها الأعظم الذي يرأس هيئة الأطر الدينيين من أئمة المساجد و الوعاظ و الدعاة و المفتين، إلا أنه لا يملك أية سلطة إلهية.
فدور رئيس الملة المسلمة ينحصر في ضمان وحدة تفسير و تأويل نصوص القرآن و السنة فيما تعلق بالعقائد و الشعائر منعا للبدعة. لا يستطيع رئيس الملة أن يحدث عقيدة أو شعيرة  جديدة كما أنه لا يملك حق الشفاعة و لا أن يطرد أيا كان من رحمة الله.
من جهة أخرى لا يحوز رئيس الملة المسلمة بالضرورة صفة رئيس الأمة بمختلف مللها. فقد استخلف رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر رضي الله عنه ليكون إمام المسلمين الأعظم فأمره أن يصلي بالناس في المسجد النبوي و أكد إمامته العظمى بالصلاة خلفه قبل وفاته صلى الله عليه و سلم. من وقت استخلافه للصلاة بالناس إلى أن بايعه الناس لرئاسة الأمة ظل أبو بكر رضي الله عنه هو الإمام الأعظم من غير صفة رئيس الأمة.
خلال تلك الفترة صدق عليه وصف الإمام الراعي و صدق على الملة وصف الرعية. كان يرعى الملة بحفظ وحدتها الدينية من خلال توحيد الفتوى الدينية ، و كانت الملة رعية منقادة له من خلال التزام المسلمين جميعا بما يفتي به هو عند اختلاف آراء العلماء.
لكن بعد مبايعته لرئاسة الأمة، انتقل الخليفة أبو بكر رضي الله عنه إلى منزلة ولي الأمر الواجب عليه تنفيذ إرادة الأمة عند صدور أمر منها بالمعروف ونهي منها عن المنكر.
ذلك ما لم يعبئ به علماء الطوائف فجعلوا لمن نصبوه رئيسا للملة صفة راعي الأمة و جعلوا هذه الأخيرة كالملة رعية له.

المطلب  الثاني: أمة محمد صلى الله عليه و سلم.

على خلاف ملة المسلمين ليست أمة محمد صلى الله عليه و سلم هي الجماعة المرتبطة بأخوة الإسلام بل هي الجماعة الملتزمة بالقانون المقدس الذي جاء به.
لقد امتاز الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم عن سائر الأنبياء و الرسل عليهم السلام بصفة النبي الأمي التي أساء المسلمون فهمها. إنها شرف جعله الله له بصفته صاحب الأمة الشرعية التي تجتمع في ظلها كل الملل و تنتهي إليها إمامة البشرية جمعاء. فالمسلمون و الذميين غير المسلمين ليسوا ملة واحدة لكنهم أمة واحدة كما نصت على ذلك وثيقة المدينة المنورة التي جعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم  دستورا مكتوبا.
المسلمون و الذميين ليسوا إخوة، مع أنهم مواطنون في أمة واحدة. فالمسلمون هم آل محمد صلى الله عليه و سلم و أهل بيته يربطهم به نسب الدين، أما الذميون فهم مواطنون لا يربطهم بمحمد صلى الله عليه و سلم نسب الدين و لكن فقط رابطة القانون.
فالأمة الشرعية لا تقوم على مجرد الروابط المادية و الدينية كما في التعريف الألماني و لا تنحصر في حدود الرابط السياسي كما في التعريف الفرنسي.
بل تقوم الأمة الشرعية أساسا على الرابط القانوني، ذلك أن كل الملتزمين بنفس القانون يشكلون أمة واحدة و لو اختلفت دولهم و أعراقهم و دياناتهم و لغاتهم.
إن الأمة و ليست الدولة هي التي تمثل في نظر الشرع منتهى التطور البشري و أكمل صور التنظيم الاجتماعي. إنها معدة لتشمل البشرية جمعاء دون تمييز بين الأعراق و الأديان و الألسن و الأوطان.
أمة المسلمين تتشكل منذ عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم  من كل من يلتزم بالقانون المقدس و هم كل المسلمين بالضرورة نتيجة نطقهم بالشهادة، و كذلك كل غير المسلمين الذين في ذمتهم.
يلتزم كل مسلم بالقانون المقدس بصفته طرفا أصليا في عقد البيعة مع الله عز و جل عند النطق بالشهادة، و يلتزم كل ذمي بنفس القانون كطرف متضامن مع أغلبية المسلمين الذين يرتضي العيش في ذمتهم عند التصريح بقبوله المواطنة معهم.
بهذه المناسبة يجب التنبيه إلى أن الأقليات المسلمة التي تعيش في ظل حكم دول غير مسلمة تعتبر من الأمة المسلمة و يحشر أفرادها يوم القيامة في أمة محمد صلى الله عليه و سلم  و ليس مع الأمم التي يعيشون فيها. ذلك أنه رغم التزامهم بقوانين تلك الأمم فهم لا يخرجون من أمة محمد صلى الله عليه و سلم لأنهم يظلون ملتزمين مع كل المسلمين بنفس القانون المقدس.
هذه لمحة عن أمة محمد صلى الله عليه و سلم لا تكفي لتصور حقيقتها، فالأمة المسلمة موجودة في الواقع القانوني و السياسي و الجغرافي، وزنها عظيم ومستقبلها واعد.

القسم الأول: شخص للأمة.

ليست الأمة مجرد فكرة وضعية تكونت من تراكم التجربة الحضارية ، بل نشأت بنصوص القانون المقدس و لما تزال قائمة إلى يوم الدين.
أنشأها محمد صلى الله عليه و سلم، و قام صلى الله عليه و سلم بتجميع عناصرها التي لا تفنى ما بقي في الوجود مسلمون.
فمن خلال نصوص القانون المقدس يتبين أن الأمة شخص اعتباري قائم بذاته.

الفصل الأول : الشخصية القانونية للأمة.

تخاطب نصوص القانون المقدس الأمة بصفتها شخصا له ذمة، يقدر على الفعل و التصرف.
مفاد ذلك في نظر القانون أن الأمة شخص اعتباري يمتلك منفردا حق ولاء سياسي لا يحل لمسلم أن ينازعه فيه. هي شخص اعتباري يكونه مجموع الأشخاص العموميين و الخواص، المليين و الذميين، المرتبطين فيما بينهم برابطة القانون المقدس.

المبحث الأول : طبيعة شخص الأمة.

شخص الأمة اعتباري أي معنوي كما في اصطلاح القانون. إنه في نظر المدرسة الشرعية يمثل جمع المرتبطين بالقانون المقدس بما لهم من إرادة جماعية تنشأ من نفس ذلك الارتباط .
بهذا المعنى يتمتع الجمع في ذاته باستقلال عن الأشخاص المكونين له، لامتلاكه وسيلة التعبير التي بها دفاع عن مصالحهم المشتركة.
 
المطلب  الأول:مفهوم الشخصية الاعتبارية.

يجدر أن نعترف بفضل علماء القانون الوضعي في تطوير نظرية الشخص الاعتباري. فقد اكتفى علماء القانون الشرعي بتبيين شروط التكليف من غير البحث في أنواع  شخص المكلف على عكس علماء القانون الوضعي اللذين بحثوا في ذلك و ميزوا بين الشخص الطبيعي و الشخص المعنوي.
عملا بقاعدة أن عدم الإيجاد لا يدل على عدم الوجود، ليس معقولا القول أن القانون المقدس لا يطبق نظرية الشخص الاعتباري. فعدم انتباه العلماء إلى مثل هذا التطبيق لا ينفي وجوده، و بالفعل نستطيع في العصر الحديث أن نجد في أحكام القانون المقدس المتعلقة بالأمة تطبيقات لنظرية الشخص المعنوي.
و الشخص الاعتباري كما يعرفه علماء القانون الوضعي هو الجمع المكلف اعتبارا لملكة الإرادة التي تتحقق له من حيازته وسيلة التعبير و الدفاع عن مصالحه. هو جمع مكلف يقع عليه التكليف منفصلا عن أعضائه، فتثبت له الحقوق و تقع عليه الالتزامات بشكل مستقل عن أعضائه. وجوده مؤكد بإقرار ذمته التي تنشأ من أهلية الوجوب له، و مؤكد كذلك من إرادته التي تنشأ من أهلية الأداء عليه بنفسه.
الشخص المعنوي هو المكلف الذي يؤدي عن نفسه من خلال إرادته الجماعية المستقلة عن إرادة كل واحد من أعضائه، و المعبرة عن ذكاء جماعي مستقل عن ذكاء كل فرد فيه.
فالجمع الذين لا يعبرون عن إرادتهم الجماعية لا ذمة و لا أهلية و لا ذكاء لهم، إنهم الغوغاء و الدهماء و يقال عنهم كذلك الرعاع و العامة؛ فهم لا يعْدون أن يكونوا غبار أفراد و ليس شخصا معنويا. لذلك اشترط علماء القانون الوضعي أن يكون الجمع واعيا بذاته، ينتظم بأي شكل يجعل منه جسدا واحدا كالبنيان المرصوص يملك إرادة موحدة و ذكاء موحدا، و أن تكون له الوسيلة للتعبير عن إرادته و للدفاع عن مصالحه.
فالشخص الاعتباري هو جمع له إرادة مشتركة يعبر عنها بوسيلة مشتركة.

المطلب  الثاني: الشخصية القانونية للأمة.

يشكل مجموع الأشخاص المرتبطين فيما بينهم برابط القانون المقدس شخصا متميزا عن أشخاصهم، يمتلك إرادته المستقلة عن إراداتهم فرادى، و يمتلك كذلك قدرة على التمييز منفصلة عن قدراتهم منفردين.
إنه بذلك شخص مكلف اعتبارا تجب له الحقوق و تقع عليه الالتزامات، فتصدر تصرفاته صحيحة أو فاسدة أو باطلة حسب الظروف التي تتم فيها.
هو مثل المكلفين من بني آدم يملك  ذمة و أهلية ، و له اسم يعرف به، و وطن يتمركز فيه، و سيادة على الأرض و ولاية على اللذين يعيشون عليها.
يختلف شخص الأمة الاعتباري عن أشخاص بني آدم من حيث عدم امتلاكه الجوارح الذاتية للتفكير و التعبير و الفعل، فهو يستعمل في سبيل ذلك الوسائل التي يوفرها له مجموع الأشخاص المنتسبين إليه.
إنه يفكر بعقل المجموع، و يعبر بلسان المجموع، و يفعل بأيدي المجموع.
ذلك أن شخص الأمة يتكون من القوى الجماعية المادية و العقلية و الإرادية و ليس من الأجيال السابقة و الحاضر و اللاحقة كما تدعي النظرية الوضعية. يؤكد ذلك خطاب الله عز و جل للأمة بصفتها شخصا حاضرا يملك السيادة و القدرة على الأمر و النهي و يكسب أفعال الجمع المؤلف له دون غيرهم من الأجيال فيقول عز من قائل  ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعملون).[26]
فباعتبارها قادرة على كسب الأفعال تعد الأمة شخصا حقيقيا و ليس مجرد شخص خيالي، فهي بصفتها تلك نفس مكلفة مصداقا لقول الله عز و جل ( كل نفس بما كسبت رهينة )[27] ، بل إنها نفس لها أجل محتوم مصداقا لقول الله ( ما تسبق من أمة أجلها و ما يستأخرون)[28] .
و قد جعل الله عز و جل لشخص الأمة سيادة شرعية  تمارسها على أشخاصها العموميين و الخواص باستعمال سلطة الأمر و النهي حيث قال الله عز و جل ( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و ألائك هم المفلحون)[29] و قال أيضا ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله)[30] ؛ و قد نسب الله عز و جل صراحة سلطة الأمر للجمع المكون للأمة في قوله عز من قائل ( و الذين استجابو لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون )[31].
تفسيرا لذلك بين رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح أن الأمة تأمر و تنهى بطريق الإجماع فقد صح عن أنس بن مالك أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم )[32]،   و صح عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد صلى الله عليه و سلم على ضلالة و يد الله مع الجماعة و من شذ شذ إلى النار)[33].
على عكس الملة و الطائفة الوطنية التي تعتبر أشخاصا فرعية  لشخص الأمة، يتم تمثيل هذا الأخير من طرف رئيس الأمة الذي هو بالضرورة خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المنصب.
ظل تمثيل الأمة بعد عهد النبوة موحدا من طرف رئيس يحمل لقب الخليفة طيلة اثني عشر قرنا في ظل الخلافة الراشدة خلال أربع و أربعين سنة ثم في ظل الدولة الإسلامية العظمى بعد ذلك تحت حكم الأمويين و العباسيين و العثمانيين.
استقر العرف في ظل الدولة الإسلامية العظمى على أن يرأس رئيس هذه الدولة الأمة الإسلامية جمعاء رغم استقلال أمم مسلمة فرعية عن سلطانه.
ففي ظل الدولة الأموية كانت دول مسلمة عدة تتمتع بالاستقلال عن سلطان الخليفة و كذلك الشأن في ظل الدولة العباسية و من بعدها الدولة العثمانية.
تحرج فقهاء الطوائف المسلمة كثيرا لتبرير هذا الواقع إلى أن أفتى فيه عبد القادر البغدادي المتوفى سنة 1058 ميلادية الموافق لسنة 429 هجرية في كتابه الفَرق بين الفِرق. قال هذا الفقيه السلطاني (لا تصلح الإمامة إلا لواحد في جميع أرض الإسلام. إلا أن يكون بين الصقعين حاجز من بحر أو عدو لا يطاق و لم يقدر أهل كل واحد الصقعين على نصرة أهل الصقع الآخر، فحينئذ يجوز لأهل صقع عقد الإمامة لواحد يصلح لها منهم). [34]
تلقى خلفاء الدولة العباسية و كذلك العثمانيون من بعدهم هذه الفتوى باستحسان، بل و توسع بعضهم في العمل بها لدرجت تبادل السفراء مع ملوك وسلاطين و أئمة مسلمين يستقلون عنهم.
على أنه من باب الإنصاف يجب التنويه بأنه في ظل الدولة الإسلامية العظمى و رغم البدعة الطائفية ظلت دار الإسلام موحدة في كنفدرالية ضمنية من الدول المسلمة.
فقد كانت حدود تلك الدول مفتوحة لكل المسلمين تجارا وحجاجا و طلبة علم. كما أن الدول إياها ظلت مرتبطة فيما بينها عسكريا بالحلف المقدس للدفاع المشترك عن دار الإسلام في مواجهة الكفار.
من ذلك مثلا ما حدث من تعاون عسكري في مواجهة الصليبيين بين المصريين بقيادة إمام الروافض الفاطميين و بين الشاميين بقيادة الأكراد الأيوبيين التابعين للخليفة العباسي.
غير أنه في بداية القرن التاسع عشر ضعف نفوذ الدولة العثمانية و لم يعد الخليفة يسيطر على وظيفة تمثيل الأمة.
مع انتهاء هيمنة الدولة الإسلامية العظمى انفرط عقد كنفدرالية الدول المسلمة، و أعطى كل سلطان و إمام و أمير مسلم لنفسه حرية التصرف فحدثت فوضى انتهت بإلغاء الخلافة العثمانية و احتلال دار الإسلام من طرف الأوروبيين.
بقي الأمر على ذلك إلى ما بعد الاستقلال إلى أن اجتمعت الدول المسلمة في ظل منظمة المؤتمر الإسلامي و قررت توحيد تمثيلية شخص الأمة عبر هذه المنظمة.
كما في نظام تمثيل الأمة من طرف رئيس الدولة المسلمة العظمى، لا تلغي منظمة المؤتمر الإسلامي شخصية الدول المسلمة.
إلا أنه في غياب دولة مسلمة عظمى تهيمن على منظمة المؤتمر الإسلامي وتقود الدول المسلمة من خلالها، تظل هذه المنظمة ضعيفة في مواجهة أعضائها قبل أمم الكفار.
لا شك أن كل دولة مسلمة مؤهلة لقيادة منظمة المؤتمر الإسلامي بشرط أن تتمكن من ضمان الحماية العسكرية لباقي أعضاء المنظمة. و ليس سرا أن ذلك موضوع تنافس بين عدة دول مسلمة، و أن قوى الامبريالية الكافرة تجتهد لتحييد أكبر عدد ممكن من الدول المسلمة عن هذا التنافس.
في رد فعلها على الضغط الامبريالي تنهج الدول المسلمة ثلاث سياسات مختلفة.
أول سياسة و أقدمها منذ نشأة منظمة المؤتمر الإسلامي كانت هي إظهار المعارضة لسياسة تمثيل شخص الأمة الإسلامية بقوة من طرف منظمة المؤتمر الإسلامي سواء من خلال إصلاح مؤسسات هذه المنظمة أو من خلال العمل على قيادتها بالهيمنة عليها.
ظلت تلك هي سياسة كل الدول المسلمة إلى أن نشأت الجمهورية الإسلامية في إيران سنة 1979 التي التزمت بسياسة تحدي القوى الامبريالية الكافرة و السعي علنا لتمثيل شخص الأمة الإسلامية من خلال العمل على قيادة منظمة المؤتمر الإسلامي بطريق الهيمنة عليها.
كان من إيجابيات ذلك إثارة روح المنافسة لدى كثير من الدول المسلمة التي لم تجرؤ مع ذلك على تبني سياسة التحدي للإمبريالية الكافرة، فظهر منها النهج الثالث لرد الفعل على الضغط الإمبريالي.
طفا مجهود أنصار هذا النهج إلى السطح بمبادرة الحكومة التركية، يقودها حزب الرفاه الإسلامي، إلى تشكيل منظمة من سبع دول كبرى لزعامة الأمة الإسلامية هي تركيا و إيران و مصر و نيجيريا و باكستان و إندونيسيا و بنجلاديش.
مهما قيل عن هذه المبادرة فقد كانت بداية طيبة لعهد جديد من العمل الإسلامي  بقيادة أحزاب إسلامية تنئو بنفسها عن سياسة التحدي و تحرص في الوقت نفسه على تمثيل شخص الأمة الإسلامية بقوة من طرف منظمة المؤتمر الإسلامي عبر إصلاح مؤسسات هذه المنظمة.
منظمة المؤتمر الإسلامي تصلح بالفعل لتمثيل شخص الأمة الإسلامية كما ينبغي إن هي تحولت إلى وعاء قانوني لقواها خاصة قوة السواد الأعظم لشعوب المسلمين و قوة جمهور العلماء.

المبحث الثاني : مؤسسات الأمة

كانت دار الأرقم أول مؤسسة في تاريخ الأمة، و منذ انعقاد البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الكبرى توالى إنشاء مؤسسات جديدة تنوعت عبر العصور و صارت لا تعد و لا تحصى.
فمساجد أمة محمد صلى الله عليه و سلم منتشرة في كل الأرض و بعدد الملايين. كذلك المدارس و المعاهد و الجامعات و المختبرات و الثكنات و البنوك و المشافي و المحاكم و الأحزاب والجمعيات صارت تعد بالآلاف.
بجانب تصنيفها من حيث الموضوع، تتوزع مؤسسات الأمة  المسلمة بين أممية حكومية و غير حكومية، و أخرى وطنية حكومية و غير حكومية.
تتنوع المؤسسات الوطنية الحكومية و غير الحكومية من بلد مسلم لآخر، و إن كانت جميعها تتسم بالصورية في المجال الدستوري، و الفساد في المجال الإداري، والضعف في المجال الاقتصادي.
تشهد نصوص الدساتير صراحة بصورية المؤسسات الوطنية الدستورية من حيث أن نظام الحكم في حقيقته فردي مطلق يجعل من الملك أو الرئيس صاحب القول الفصل في كل شأن دون ميز بين أعمال التشريع و التنفيذ و القضاء.
أما فساد المؤسسات الإدارية للدول المسلمة فتشهد عليه تقارير الأمم المتحدة؛ و يشهد العجز المزمن في الميزانيات على ضعف المؤسسات الاقتصادية للدول المسلمة.
تتنوع كذلك مؤسسات المسلمين الأممية الحكومية و غير الحكومية، فيأتي على رأس المؤسسات الحكومية منظمة المؤتمر الإسلامي، و منظمة الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية و مجموعة السبع دول إسلامية الكبرى.
أما الغير حكومية فمنها ذات الطابع الإنساني كمنظمة الهلال الأحمر ، و منها ذات الطابع الدعوي كرابطة العالم الإسلامي و الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، و منها ذات الطابع السياسي كمنظمة الإخوان المسلمين.
على غرار المؤسسات الوطنية تتسم مؤسسات الأممية للمسلمين كذلك بالصورية و بالضعف و الفساد.
فمنظمة المؤتمر الإسلامي كما جامعة الدول العربية و منظمة الاتحاد الإفريقي تشكل امتدادا لأنظمة الحكم الوطنية ذات الطبيعة الفردية المطلقة. ذلك أن القرارات فيها حكر على مجلس القمة المكون من رؤساء الدول الأعضاء، لا يشاركهم فيه مجلس للنواب عن الشعوب و لا مجلس ممثل لجمهور العلماء.
من جهة أخرى، لا تملك الأمة من خلال هذه المنظمات سلطة قضاء مستقل تحكم به على الدول الأعضاء.
أما الفساد فهو آفة ممتدة من المؤسسات الإدارية الوطنية إلى الأجهزة الإدارية للمنظمات الأممية بحكم تسلط الأولى على هذه الأخيرة. و هو كذلك سمة مميزة للمنظمات غير الحكومية ذات الطابع الإنساني، بل و حتى الدعوي، لنفس السبب الذي فسدت به مؤسسات المنظمات الحكومية.
تبقى وحدها المؤسسات الأممية غير الحكومية، ذات الطابع السياسي، في منأى عن الفساد و الصورية بفعل استقلالها عن المؤسسات الإدارية الحكومية للدول المسلمة. لكنها مع ذلك تتسم كلها بالضعف. إذ أنه ليس من جماعة أو حزب أو جمعية تقدر على العمل الأممي بشكل موحد و فعال.
ليس سبب ذلك هو المنع القانوني، فالقوانين لا تحرم الأحزاب والجمعيات في البلدان المسلمة  من الانتماء إلى مختلف الأمميات و الاتحادات العالمية التي تقوم على التعاون السلمي دون تهديد لاستقلال الدول.
إن الأمة أحوج ما تكون لعمل موحد تقوم به المؤسسات غير الحكومية ذات الطابع السياسي لترشيد الصحوة.
فهي في أمس الحاجة لمن يوفر لها إعلاما نزيها يطلع شعوبها على حقائق الواقع. و هي تحتاج أكثر من ذلك إلى من يدفع جمهور علمائها الراشدين إلى الاجتماع في منظمة غير حكومية تمارس قوتها العقلية؛ وهي كذلك في حاجة ماسة لمن يدفع بالفقهاء إلى صياغة مشاريع تعديل الدساتير  و القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية بما يتماشى مع القرآن و السنة.
تحتاج الأمة من جهة أخرى لتدخل المؤسسات الغير حكومية ذات الطابع السياسي لدفع المؤسسات ذات الطابع الإنساني إلى المرابطة في الثغور حيث يتعرض اليتامى والمستضعفون من الرجال و النساء للتنصير.
لا بد كذلك من عمل موحد تقوم به  الأحزاب و الجمعيات الإسلامية لدفع المؤسسات ذات الطابع الدعوي لنشر الإسلام في البلدان التي تحتكرها ملل أخرى لنفسها كما هو الشأن في دول أمريكا الوسطى والجنوبية و في جزر بحر الكاريبي و المحيط الهادئ.
هذه ميادين للعمل الموحد لا يمكن أن تقع تحت طائل المنع القانوني في أي دولة مسلمة، لأنها لا تمس باستقلال الدول و ليس فيها مساس بمصالحها القومية. مع ذلك تسعى كثير من الحكومات المتسلطة على الشعوب المسلمة إلى عرقلة كل عمل أممي بدعوى مخالفة القانون.
في الواقع، و باعتراف هذه الحكومات نفسها،  ليس هناك قانون يمنع التعاون الأممي غير الحكومي بين المسلمين. إنما المسألة مشكلة سياسية تتمثل في  توظيف بعض الحكومات نفسها علنا و مجانا في كثير من الأحيان لخدمة الهجمة الامبريالية ضد شعب أمة الإسلام.

الفصل  الثاني : عناصر شخص الأمة.

مثلها في ذلك مثل أي شخص قانوني، تمتلك الأمة الشرعية عناصر الشخصية التي تنعكس فيها طبيعتها كشخص اعتباري عام من أشخاص القانون الدولي و هي الاسم و الوطن و الذمة المالية و السيادة.

المبحث  الأول: اسم الأمة.

تحمل الأمة الشرعية اسم أمة محمد صلى الله عليه و سلم دون غيره. فهي لا تسمى باسم غيره.
و يمتاز محمد صلى الله عليه و سلم عن كل الرسل و الأنبياء بصفة صاحب الأمة. أمته صلى الله عليه و سلم هي وحدها الأمة الشرعية للبشرية جمعاء ؛ فوض لها الله ملك السيادة الدنيوية و خول لها ضم الملل كلها تحت راية الشرع.
لم يخص الله عز و جل محمدا صلى الله عليه و سلم بصفة النبي الأمي لمجرد أنه لا يقرأ و لا يكتب ، فكثير من الأنبياء كانوا مثله لا يقرءون و لا يكتبون؛ لكن الذي من أجله ذكره بتلك الصفة فيما لا يشترك معه نبي غيره هو أنه صاحب الأمة.
صفة الأمي جاءت مضافة إلى الحبيب المصطفى بصيغة التعريف للحصر. إنها صيغة تعريف للدلالة على أن الصفة التي عرف بها محمد صلى الله عليه و سلم خاصة به دون سائر الأنبياء.
بين المفسرون بالفعل أن تعريف محمد صلى الله عليه و سلم بهذه الصيغة لا يحمل فقط  معنى الأمية بل يمتد كذلك إلى معنى الأمة الشرعية التي هو صاحبها.
ذلك هو مقتضى قول الله عز و جل لمحمد و من معه ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله)[35]  ، و في الآيات 52 –53-54  من سورة المؤمنون ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا ، إني بما تعملون عليم ، و أن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاتقون ؛ فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ) .
فرض الله بموجب هذه الآيات على كل الرسل و مللهم  الدخول في خير أمة أخرجها للناس و هي  أمة محمد صلى الله عليه و سلم. و ذلك فرض أنجزه كل الرسل و الأنبياء ليلة أن أسري بمحمد صلى الله عليه و سلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك .
فقد جاء في الحديث الصحيح أن الأنبياء كلهم حضروا للصلاة في المسجد الأقصى و أنهم كلهم قدموا محمدا صلى الله عليه و سلم إماما يصلي بهم، فكان ذلك اتخاذ منهم له رئيسا لملة الإسلام التي هم عليها جميعا.
لا يمنع من ذلك أن ملل الأنبياء السابقين تقطعت أمرها من بعدهم و تفرقت إلى أحزاب دينية أكثرها لا يعترف برسالة محمد صلى الله عليه و سلم، بل يحاربون دعوته و يسعون لاستئصال ملته. فمن استجاب منهم لهذا الأمر على الأقل بقبول العيش في ظل أمة محمد صلى الله عليه و سلم و لم يحاربها يكون قد عمل صالحا و ضمن لنفسه مصلحة دينية عظيمة هي النجاة من الخلود في جهنم.
فالموحدون من أهل الكتاب اليهود و النصارى و الصابون في النار و لو كانوا من أمة محمد صلى الله عليه و سلم بطريق الذمة ؛ و كذلك أولى أن يكون مصير غير الموحدين من أهل الذمة مثل المجوس و الوثنيين و الملحدين و غيرهم.
لن تنفعهم شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة إلا لتجنيبهم الدرك الأسفل من النار مع المشركين و المنافقين و الممل الكافرة التي ترفعت عن ذمة الأمة الإسلامية. لن تنفعهم بعد ذلك شفاعة أنبيائهم باعتراف كتبهم المقدسة التي لا زالت بين أيديهم. فالتوراة لا تذكر لليهود أنهم يدخلون الجنة بشفاعة نبي من أنبيائهم بل تعدهم أسفار عدة بأن الجنة حق مكتسب لكل من كان يهوديا يدخلها بمجرد انتمائه إلى شعبهم.
لا شك أن موقفهم أمام الله عز و جل يوم القيامة يصبح صعبا عندما يذكرهم الله تعالى أن تلك الأسفار مزورة و أنه لم يعدهم قط بما يدعون. لن يبق لهم من سبيل للنجاة من غضبه عز و جل إلا  شفاعة أنبيائهم و ليس في التوراة ما يعدهم بأن لهم ذلك.
أما إنجيل النصارى كما هو بين أيديهم فيعدهم بدخول الجنة لمجرد اتباع المسيح في الدنيا كما هو مجسد صليبا.
ليس في الإنجيل نص على أن المسيح عليه السلام يشفع للعصاة منهم يوم القيامة. و لقد بلغت ثقة القوم من النصارى بذلك درجة جعلت الكنيسة تستغني عن التفكير في شفاعة المسيح يوم الحساب و تبادر إلى توزيع  صكوك الغفران  و شهادات السعادة الأخروية على رعاياها.
لا شك أن موقف النصارى هم أيضا سيكون صعبا أمام الله عز و جل يوم القيامة عندما يذكرهم أن وعود الكنيسة كانت اختلاقا من عندها و ليس بوحي من عنده عز و جل.
قطعا لن تنفعهم شفاعة عيسى عليه السلام لأن أي نص من الإنجيل لا يقول بها. بل على العكس، يتحدث الإنجيل عن الشفاعة باعتبارها ميزة خاصة للفارقليط الذي يأتي بعد عيسى المسيح عليه السلام و ليست ميزة لعيسى عليه السلام و لا الكنيسة من بعده.
بهذا الشأن أثبت كثير من علماء المسيحية اللذين اسلموا أن معنى الفارقليط باليونانية ينطبق على النبي محمد صلى الله عليه و سلم  باسمه و صفته .
لفظ الفارقليط يحمل في اللغة اليونانية معنى الأحمد بمعنى الأكثر أهلا للتحميد ، كما أن نصوص الإنجيل تصف الفارقليط هذا بأنه صاحب الشفاعة.
إنه هو محمد صلى الله عليه و سلم  الذي قال الله في شأنه على لسان المسيح عيسى عليه السلام ( و أنبأكم بنبي من بعدي اسمه أحمد ) [36].
إنه هو محمد صلى الله عليه و سلم صاحب الشفاعة الذي جاء عنه في الحديث الصحيح  أن الله جعل لكل نبي دعوة عجل له الاستجابة لها و ادخر محمد صلى الله عليه و سلم دعوته للشفاعة في أمته إلى يوم القيامة.
لا شك أن الأنبياء كلهم سيكونون في الجنة مع محمد صلى الله عليه و سلم، و أنهم يشفعون لمن دخل الجنة من مللهم كي يرفع الله درجاتهم فيها ، أما الذين لم يدخلوا الجنة من ملل الأنبياء الآخرين فلا يكون لهم أمل في الشفاعة إلا من النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
لا شك أن الأنبياء يستطيعون إن شاءوا أن يلتمسوا منه أن يشفع لمن دخل النار من مللهم كي يخرجهم الله منها. لا يخبر الوحي عن مثل هذه الشفاعة لكنه لا ينفيها، بل يوفر بالأحرى علامة على وجودها من خلال الحوار الذي يدور بين الله عز و جل و المسيح عيسى بن مريم يوم القيامة حول مصير ملة النصارى .
قول المسيح عليه السلام لله عز و جل في ذلك الموقف عن النصارى (إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)[37] دليل على أن أي نبي يظل يحفظ الود للمنتسبين إلى ملته بمن فيهم اللذين لم يدخلوا في ذمة أمة محمد صلى الله عليه و سلم، الشيء الذي يرجح طلب كل الأنبياء من أخيهم محمد صلى الله عليه و سلم الشفاعة لمن لم يدخل الجنة من مللهم.
ليس محمد صلى الله عليه و سلم بالذي يرد طلب إخوته الأنبياء لكنه لن يستفيد كل اليهود و النصارى و الصابين كما باقي الملل  من شفاعته صلى الله عليه و سلم للخروج من جهنم و عدم الخلود فيها . إنما يشفع محمد صلى الله عليه و سلم لمن كان من أهل الخير و هم الذين قبلوا ذمة أمته في الدنيا و تضامنوا مع ملته في الالتزام بالقانون المقدس.
محمد صلى الله عليه و سلم لا يشفع لأهل الشر و لو كانوا من ملة المسلمين؛ فقد جاء في الحديث الصحيح أنه يدعو يوم القيامة بالسحق على من غيّروا و أحدثوا من أهله و أصحابه من بعده في الدين، فيكون ذلك من باب أولى دعاء على كل من حارب المسلمين في دينهم برفض ذمة أمتهم.
لا شك أن  الذين رضوا بذمة أمة محمد صلى الله عليه و سلم في الدنيا هم من أهل الخير و لو أنهم كفار. إن في ذلك أمل لهم أن يخرجوا من جهنم بعد أن يكونوا ليس فقط قد سمعوا حسيسها بل و قد وردوها و عذبهم الله فيها شديد العذاب.
لهم أمل ألا يخلدوا في نار جهنم برحمة من الله و لكن من غير دخول الجنة لأنهم يقضى عليهم فيموتوا و يصيروا ترابا. أما ملل الذين اتخذوا في الدنيا أئمة ضالين من غير الأنبياء و الرسل مثل  إبليس و فرعون و الأحبار و الكهنة و الباباوات و الرؤساء و الملوك الملحدين و العلمانيين و البروتستنتيين فإنهم لا حظ لهم في الشفاعة للخروج من النار لأن أئمتهم لن يستطيعوا طلبها من محمد صلى الله عليه و سلم.
سيكونون معهم في جهنم و ليس معه في الجنة؛ و عندما يبلغهم خبر قضاء الله على  الكتابيين من أهل ذمة أمة محمد صلى الله عليه و سلم بشفاعة محمد صلى الله عليه و سلم  لوضع حد لعذابهم لن يسع أئمة الضلال إلا النداء ( يا مالك ليقض علينا ربك) فيجيبهم الذي نادوه و لعلهم يقصدون به محمد صلى الله عليه و سلم مالك الشفاعة يومئذ (إنكم ماكثون).[38]
حب محمد صلى الله عليه و سلم لأمته بمن فيها جميعا لن يثنيه قطعا عن الشفاعة لغير الكتابين من أهل الذمة قصد الخروج من جهنم بالقضاء عليهم مثل الكتابيين من أهل الذمة سواء بسواء.
لأجل ذلك لا ينبغي لمسلم و لا لذمي أن يتبرأ من انتسابه لأمة محمد صلى الله عليه و سلم، و لا يحق لمسلم أن ينكر على ذمي نسبه لأمة محمد صلى الله عليه و سلم و لا أن  ينكر عليه حقه في استعمال هذا النسب رسميا كعنصر لتحديد هويته.

المبحث الثاني  :  وطن الأمة

وطن أمة محمد صلى الله عليه و سلم هو العالم الإسلامي و يقصد به مجموع البلدان التي تزيد فيـها نسبة المسلمين على 50 %. إنه يغطي مساحة تقدر بـخمسة و ثلاثين مليون و خمسمائـة ألف كيلومتر مربع  (35,500,000 كـم2) ممتدا من المحيط الأطلسي غربًا إلى المحيط الهادي شرقًا، ومن شمال كازاخستان عند دائرة عرض 55ْ شمالاً إلى جزر القمر عند دائرة عرض 13ْ جنوبًا.
و للأمة أقاليم شاسعة انتزعتها منها أمم كافرة في القرون الوسطى مثل الفيليبين و بلغاريا و صقليا و الأندلس.
طرد المسلمون من هذه الأقاليم و استوطنها غيرهم، فبات المسلمون المطرودين من ديارهم يعيشون في الشتات؛ منهم من يتمسك بحق العودة إلى وطنه و منهم من يتناساه.
حدث كذلك أثناء مرحلة الاستعمار الحديث أن سلبت بعض الأمم الكافرة أقاليم شاسعة من الأمة المسلمة أو ظلت تسيطر عليها و ترفض الاعتراف باستقلال سكانها المسلمين. ذلك هو الشأن في فلسطين و الهند و الصين و تايلاند و روسيا و بعض الدول الإفريقية.
أكبر الأقاليم المستعمرة التي لا زال يسكنها المسلمون هو وطن شعب الهوي في أرض نينغيشيا الممتد في شمال غرب الصين و الذي يمثل أكثر من ربع مساحة الصين.
من ذلك أيضا أوطان شعوب التتر و الكزخ و الإنغوش و الشيشان و الأبخاز و الأتراك و الألبان و البوشناق في سيبريا و القوقاز و  البلقان، و شعب كشمير في الهند.
لا شك أنه متى أخذت أوطان الشعوب المسلمة المستعمرة كما التي في الشتات بالاعتبار تغيرت خريطة وطن الأمة كثيرا عما هو منشور في الخرائط الرائجة حاليا في العالم.
فمن جهة تقفز مساحته لتتجاوز الأربعين مليون كيلومتر مربع ، و تتوسع من جهة أخرى حدوده لتشمل جنوب غرب أوروبا و البلقان و القوقاز و غرب الصين مع أجزاء كبير من سيبريا و الهند و أقيانوسيا.
ذلك مؤشر على معضلة كبيرة في طريق الأمة عليها أن تتعامل معها من الآن. فالدول التي انتزعت منها أطرافها ترى في مجرد صحوة المسلمين خطرا داهما، و تتحسب لليوم الذي يقتصون فيه منها. لذلك فهي تناصب الأمة العداء و لا تسمح لها بالعودة إلى ساحة الأمم.
في هذا الشأن يقف المسلمون من الأمر موقفين اثنين، أحدهما لفريق يقبل بالأمر الواقع و يروم إقامة علاقة ود و تعاون مع الدول التي سلبت من الأمة أجزاء من أرضها، فيدعي العلمانية على مضض و هو إنما يفعل ذلك خوفا من مواجهة العالم.
أما الفريق الثاني فيتمسك بحقوق الأمة الترابية و لا يخشى المواجهة.
مهما كان الموقف الرسمي، فإنه حتى دون حساب الأجزاء المقتطعة، يظل وطن الأمة ممتدا على قارات آسيا و أفريقيا و أوروبا مطلا على البحر الأبيض المتوسط و البحر الأحمر و بحر العرب و المحيط الهندي و المحيط الأطلسي كما البحر الأسود و بحر قزوين بالإضافة إلى البحيرات الكبرى في أفريقيا.
توجد في وطن أمة محمد صلى الله عليه و سلم  أكبر الصحاري و بعض من أكبر الأنهر في العالم كما تكثر فيه السلاسل الجبلية و الهضاب مع سهول خصبة شاسعة و غابات مترامية الأطراف مع ما يوفره ذلك من إمكانيات اقتصادية عملاقة.
لا شك أن إيجاد كيان موحد فوق تراب الأمة ستقوم به قوة عظمى في العالم تتغير بها موازين القوى بشكل جذري. فحتى لو توحدت أرض الأمة تحت راية علمانية فإن ذلك يشكل نفس  الخطر الذي تمثله دولة الخلافة على الأمم الكافرة.
وحدة الأمة المسلمة تحت أي شعار و بأي وسيلة تعني بالفعل نشأة كيان مستقل قادر على مواجهة سائر الأمم الأخرى مجتمعة و متفرقة.

المبحث  الثالث :  ذمة الأمة

معلوم أن ذمة الشخص حسب النظام الشرعي هي مجموع ما لديه من حقوق و التزامات لا فرق في ذلك بين المالي و الشخصي منها و لا بين المدني و السياسي كذلك.
سبق أن عرفنا في عرضنا لنظرية الحق الشرعية أن القانون المقدس يقرر للأمة مجموعة من الحقوق المدنية و السياسية على إقليمها الذي هو وطنها، و على المواطنين بمختلف مللهم الذين هم شعبها؛ كما يقرر لهؤلاء حقوقا مماثلة عليها.
في إطار التعريف بالأمة يجدر بنا أن نبين محتوى ذمتها من الناحية الاقتصادية على أن نفصل القول في الحقوق و الالتزامات المدنية و السياسية بمناسبة عرض النظرية الشرعية في كل فرع من فروع القانون.
بالفعل تمتاز أمة محمد صلى الله عليه بامتلاء ذمتها المالية رغم كثرة الديون المتراكمة عليها.
موارد أمة محمد صلى الله عليه و سلم كبيرة جدا وإن كان اقتصادها لا يبلغ درجة الرفاهة.
فرغم أن الأمة توفر لأبنائها عيشا كريما، تسعى وسائل الإعلام الغربية إلى تثبيط عزائمهم بالتركيز على ما في اقتصادهم من نقائص. من ذلك أن التقارير الدولية لا تنفك عن ترديد أن حوالي 37 % مـن أمة المسلمين يعيشون تحت مستوى خط الفقر، أي ما يعادل 504 مليون شخص تقريباً، و أن نسبتهم إلى فقـراء العالم تبلغ حوالي 39 %. على صعيد آخر يتم عادة تصنيف البلدان المسلمة من بين الأقل نموا و الأكثر فسادا.
حسب تصنيف الأمم المتحدة الذي يميز سنة 2005 بين ثلاثة مستويات تتراوح بين 1 و 0 ، تقع 31 دولة إسلامية في مستوى التنمية المتوسطة بين0,5  و  0,8 ، و تقع 20 دولة مسلمة في مجموعة مستوى التنمية المنخفض بأقل من 0,5 و تتمتع خمس دول فقط هي بروناي و البحرين و الإمارات و الكويت و قطر بمستوى نسبة مرتفع.
هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة؛ فالنسبة المتعلقة بالفقر مبنية على مفهوم للفقر يتحدد بالمقارنة مع الثراء الفاحش الذي تعيشه دول الشمال. واضعوه لا يزنون مستوى المعيشة بالنظر إلى الفرق بين المصالح الضرورية و التحسينية و الكمالية، كما أنهم  لم يقارنوا بين مؤشرات العيش الرفيه و العيش الكريم و العيش البئيس , و إنما جمعوا بين حالة العيش الكريم و العيش البئيس .
صحيح أن أغلب المسلمين لا يسكنون المنازل الواسعة الجميلة الأثاث، و لا يملكون السيارات الأنيقة و الأرصدة البنكية، لكنهم يعيشون  عموما بكرامة.
يؤشر على ذلك أنه بعكس الملاحظ في الأمم الكافرة، فإن نسبة الذين يتسولون و الذين ينحرفون إلى الجريمة ممن وصفهم تقرير الأمم المتحدة بأنهم يعيشون تحت خط الفقر من المسلمين ضئيلة جدا.
باستثناء قلة قليلة، ليس فقراء أمة المسلمين بؤساء لا يجدون ما يفي بحاجاتهم اليومية و لا هم فاقدي الأمل يجعلهم اليأس ينحرفون.
من جهة أخرى، تدل الأرقام نفسها التي تنشرها الأمم المتحدة حول حالة العالم أن المسلمين يسيرون قدما على طريق الصحوة الحضارية بخطى ثابتة.
فمعدل أعمارهم أصبح 61 سنة بعد أن كان أقل من ذلك بكثير . كما أن متوسط نصيب الفرد المسلم من السعرات الحرارية هو 2534 و ذلك حسن لأن الإنسان يحتاج يوميا 2500 سعر حراري كحد أدنى.
باتت نسبة التعليم كذلك تبلغ في أمة المسلمين 2, 63% وهي نسبة عالية جدا بالمقارنة مع ما كانت عليه فقط في منتصف القرن العشرين.
أما أن 40% من المسلمين يظلون أميين فإن ذلك لا يعزى إلى تقصيرهم في واجب طلب العلم و إنما إلى ضعف الإنفاق على التعليم من قبل الحكومات حيث لا يتجاوز 4% من الناتج القومي الإجمالي للأمة.
على صعيد آخر يعتبر القول بأن من أدلة تخلف الأمة المسلمة أن دولها هي الأقل نموا و الأكثر فسادا في العالم غير صحيح لسببين. الأول هو أن المقارنة تتم مع الدول المتقدمة مع وجود فارق جوهري هو مصدر الثروات و الطاقات المستعملة للنمو .
فالدول التي تعد متقدمة لم تتعرض للاستعمار كما بلاد المسلمين و لم تنهب خيراتها و لا هي دمرت بنياتها . بل إن تلك الدول كدست في خزائنها من الكنوز المسروقة من الأمم المستعمرة ما يمكنها من الإنفاق بسخاء على مجهود النمو. لذلك يصبح من الإنصاف أن ينظر إلى نسب النمو الضئيلة في الدول المسلمة على أنها إنجاز كبير.
أما السبب الثاني فهو أن الشعوب المسلمة غير مسئولة عما تفعله الدول المسلمة على عكس الحال في الدول المتقدمة. ذلك أن أنظمة الدول المسلمة تكاد كلها تقوم على مبدأ إقصاء الشعوب من المشاركة في السلطة بل و تتعاون في كثير من الأحيان مع القوى الإمبريالية لتسهيل نهب خيرات الأمة. فالموضوع ليس بالتالي هو حالة تخلف اقتصادي بقدر ما هو حالة استعمار مقنع.
بالفعل، ليس  في الأمة المسلمة تخلف اقتصادي عن ركب الحضارة الحديثة، و إنما خلل فرض عليها لأسباب أمنية. ذلك أن الرصيد المتوفر من الموارد الطبيعية كما الكفاءات البشرية و حجم المعدات المستعملة و البنيات المقامة يتناقض بشكل صارخ مع النتائج المحصلة.
ففي مستهل القرن الواحد و العشرين بلغ الناتج المحلي الإجمالي للأمة حوالي 3483 مليار دولار كان للزراعة نسبة 24% منها و للخدمات نسبة 46% و للصناعات الاستخراجية على الخصوص 30%. أما حجم الصادرات فقد بلغ 358 مليار دولار كان لمبيعات خامات المعادن و النفط و الغاز أكبر نسبة منها. بينما كان حجم الواردات 431 مليار دولار كان لمشتريات المواد الغذائية و الصناعية و الأسلحة أكبر نسبة منها.
تدل هذه الأرقام على وجود خلل كبير في ميزان المبادلات الخارجية ليس فقط من حيث الحجم بل و كذلك من حيث نوع السلع المتبادلة. فالأمة تتخصص في تصدير المواد الخام و استيراد الغداء و المواد المصنوعة. ظاهر ذلك عجز في الصناعة و الزراعة، لكنه في حقيقته فضيحة لنظام إقطاع مقيت.
فالعجز لا يعزى إلى ندرة موارد الزراعة و لا قصور المسلمين عن الصناعة. ذلك أن الأمة تملك في مجال الزراعة مساحة كبيرة تقدر بنحو5.210  مليون هكتار قابلة للزراعة أي  نصف مساحة العالم القابلة للزراعة؛ غير أنها لا تستعمل منها فعليا سوى  2.935  مليون هكتار بحيث تظل 2.600  هكتار معطلة.
تملك الأمة كذلك ثروة غابوية كبيرة و كذلك الشأن بالنسبة للثروة السمكية و الحيوانية و المائية لكنها مهملة في معظمها.
من جهة أخرى يعد المهندسون المسلمون و ذووا الكفاءات بعشرات الملايين في كل التخصصات الصناعية إلا أن جلهم يعاني من البطالة في وطنه أو يضع خبرته في خدمة أمم أخرى يهاجر إليها. أما الذين يعملون في مؤسسات الدول المسلمة فجلهم يعيشون في حالة بطالة مقنعة بحيث تسند إليهم مهام لا علاقة لها بتكوينهم.
في مقابل التفريط في الثروات البشرية و الزراعية و الحيوانية و النباتية و المائية، تجتهد الدول المسلمة في وضع برامج البحث و التنقيب عن المعادن و النفط و الغاز لاستخراجها و بيعها خاما في الخارج مقابل أثمان زهيدة.
إن الأمر بات ملفت للنظر  و لم يعد بالإمكان التغطية عليه بنظرية المؤامرة الإمبريالية التي تظهر فيها الحكومات الإسلامية نفسها و كأنها محاصرة من طرف قوى عالمية لا قبل لها بها، تمنع عنها التكنولوجيا.
لقد بدا واضحا لعامة الناس أن الخلل ليس في القوى الإمبريالية و لكن في نظام الإقطاع الاقتصادي الذي يسهل للقوى الأجنبية السطو على الأمة. ذلك أن الدول المسلمة تبني اقتصادياتها على نظام الاستغلال العمومي من خلال مؤسسات أميرية لا تترك للأفراد الخواص إلا هامشا ضئيلا. لا تقوم الدول المسلمة بذلك تطبيقا للنظرية الاشتراكية و لكن فقط لأسباب أمنية. فاستخراج المعادن و النفط و الغاز و بيعه للخارج عمل سهل ليست فيه مخاطرة اقتصادية و لا يتطلب حرصا كبيرا من القائمين به على عكس الاستغلال الزراعي و الصناعي. فالدول المسلمة تكاد تتخصص كلها في الصناعات الاستخراجية دون غيرها، دافعها إلى ذلك توفير الريع للمتعاونين معها و في الوقت نفسه لإبقاء معظم أفراد الشعب في حالة الحاجة الاقتصادية.

المبحث الرابع  :  سيادة الأمة.

سيادة الأمة على أفرادها مقررة بقوة القانون المقدس و المنطق الشرعي.
فهي شرعية بنص القانون المقدس لعلو أمرها عند الله على السلطان و جمهور الجماعة و  العلماء. حيث يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن أمتي لا تجتمع على ضلالة و إذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم)[39] و ذلك معناه أن ما اجتمعت عليه الأمة حقيقة أو حكما يكون عند الله حقا يجب على السلطان و العلماء و الجماعة الالتزام به و لو كرهوه.
سيادة الأمة شرعية كذلك بحكم المنطق الشرعي فالأمة التي لا تحكم بغير الإجماع لا تحكم بالباطل و لا بالظن أبدا ، فأمرها لا يخرج عن أن يكون حقا يقرره نص قطعي الثبوت و الدلالة أو يقرره برهان مادي أو أن يكون معروفا لا ينكره العقل و لا الدين أو الأخلاق.
قوة القانون المقدس و المنطق الشرعي هي مرتكز الولاء المطلق لشخص الأمة فيما اجتمعت عليه. فذلك التزام سياسي مقدس بالنسبة لكل شخص من أشخاصها العموميين كما الخواص،  يترتب عن البيعة المبرمة بينهم و بين النبي محمد صاحب الأمة صلى الله عليه و سلم.
فقد جعل الله عز و جل لأمة محمد صلى الله عليه و سلم أهلية امتلاك السيادة في الأرض بعد أن قرر سبحانه رفع ملكه الغيبي عن الناس استجابة لدعوة النبي سليمان عليه السلام.
تأكد ذلك بترخيصه عز و جل للنبي محمد صلى الله عليه و سلم أن يؤسس أمة مدنية ، و بقبوله تعالى من الناس عقد البيعة مع النبي محمد صلى الله عليه و سلم  بصفته صاحب الأمة حيث قال تعالى : ( إن اللذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، يد الله فوق أيديهم).[40]
موضوع عقد البيعة مع محمد صلى الله عليه و سلم  مختلف حسب صفة المتعاقدين ذلك أن مبايعة محمد بصفته نبي صاحب رسالة دينية ليست هي نفسها مبايعة النبي محمد صلى الله عليه و سلم  بصفته صاحب الأمة ، و لا هي مبايعته بصفته صاحب سلطان الأمة.
مبايعة محمد صلى الله عليه و سلم  بصفته صاحب الأمة مستغرقة في البيعة له بصفته صاحب رسالة دينية بالنسبة للمسلمين ، أما غير المسلمين من أفراد الأمة فبيعتهم لمحمد صلى الله عليه و سلم  بصفته صاحب الأمة تكون بعقد مستقل يلتزمون فيه بالولاء لأمته.
إنها تعهد لله عز و جل من قبل المسلمين، و تعهد لملة المسلمين من قبل أهل الذمة على الولاء السياسي لأمة الإسلام.
مبايعة صاحب الأمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم تتم من طرف كل شخص من أشخاص الأمة الطبيعيين مسلمين و غير مسلمين، و كذلك من طرف أشخاصها الاعتباريين عموميين و خواص. فعلى أساس امتلاكها حق الولاء السياسي المطلق على سائر أشخاصها بأثر من عقد البيعة المبرم بين كل منهم و النبي محمد صاحب الأمة،  تنفرد الأمة بامتلاك السيادة الشرعية على كل أشخاصها.

القسم الثاني : حجم الأمة الإسلامية.

لا تكتمل بطاقة تعريف أمة محمد صلى الله عليه و سلم إلا بتحديد حجمها من خلال النظر إلى جغرافيتها الطبيعية و البشرية.
فقد راج في وسائل الإعلام أن عدد سكان العالم الإسلامي يبلغ مليار ونصف ، و أنهم يمثلون نسبة20% من سكان العالم. و ذلك صحيح لكنه لا يمثل حجم أمة محمد صلى الله عليه و سلم بمجموع أشخاصها.
فأشخاص أمة محمد صلى الله عليه و سلم هم مجموع أفراد ملة المسلمين مضافا إليهم مجموع الأشخاص الطبيعيين من أهل الملل الأخرى الذين يعيشون في ذمتهم، مضافا إليهم كذلك مجموع الأشخاص المعنويين المنتسبين للإسلام و على رأسهم الدول السبعة و الخمسون الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي مضافا إليها هذه المنظمة نفسها بصفتها من أشخاص القانون الدولي و كذلك كل شخص معنوي يحمل جنسية إحدى هذه الدول كالشركات مثلا.
فليس المسلمون وحدهم أشخاص أمة محمد صلى الله عليه و سلم، بل يتقاسم معهم هذه الصفة على قدم المساواة كل أهل الذمة الذين يحملون نفس جنسيات دولهم.
يبلغ عدد أشخاص الأمة في الحقيقة أكثر من ملياري شخص، يمثلون ثلث سكان العالم و يشكلون كتلة واحدة نواتها ملة المسلمين التي هي في الوقت نفسه أكبر ملة على الأرض.
لعل وسائل الإعلام تخلط في هذا الصدد بين حجم و عدد أفراد ملة المسلمين و حجم وعدد أشخاص أمة محمد صلى الله عليه و سلم.
ففي حين زاد عدد أشخاص الأمة في سنة 2005 عن مليارين يمثلون نسبة الثلث من سكان العالم، بلغ عدد أفراد ملة المسلين في نفس السنة 1,361,441,883 نسمة، و قد مثلوا نسبة 22,7% من مجموع سكان العالم.
لقد شكل المسلمون ولا زالوا، الأغلبية الحاكمة في سبع و خمسين دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي.
أما خار ج هذه الدول فيعيش المسلمون في شكل أقليات تحكمها دول غير مسلمة في آسيا و أفريقيا و أوروبا الشرقية، بينما في أوربا الغربية و أمريكا يعيشون شتاتا لا يتمتعون بحقوق الأقلية الدينية.
بالنظر إلى توزيع الكثافة السكانية للملل التي يتعايش معها المسلمون يمكن القول أن شعب أمة محمد صلى الله عليه و سلم يسيطر بكثافته السكانية على خمسة أقاليم ليست كلها خاضعة لنفس القدر من السيطرة السياسية و العسكرية.
و الأقاليم الخمسة هذه مؤهلة لتكون مجال الأمة الطبيعي متى استعادت عافيتها، و يمكن ترتيبها بشكل حلزوني حول الإقليم العربي باعتباره إقليم الوسط،  وهي :
الإقليم الجنوبشرقي (جزر المحيطين الهندي و الهادئ)؛
الإقليم الشرقي (السند و الهند و الصين)؛
الإقليم الشمالي (آسيا الوسطى و الصغرى و البلقان)؛
الإقليم الجنوبغربي (إفريقيا جنوب الصحراء)؛
الإقليم الأوسط (العربي).

الفصل الأول: أهل الإقليم الجنوبشرقي.

مجموع جزر المحيطين الهندي و الهادئ بما فيها قارة أستراليا و جزر اليابان تشكل واحدا من أقاليم دار الإسلام الخمسة.
يتألف هذا الإقليم من  22 دولة هي : إندونيسيا، بروني، المالديف، سيريلانكا، استراليا، نيو زيلاندا، غينيا الجديدة، تونغا، توفالو، نورو، تيمور الشرقية، اليابان، فيجي، سنغافورة، تايوان، بالو ، جزر سليمان، جزر مارشال، مكرونيزيا، صاموا، كيرباتي و الفلبين.
تعد هذه الجزر وطن نسبة كبيرة من المسلمين منذ عدة قرون، و هم لا زالوا يشكلون هناك أكبر ملة دينية تسيطر على أهم مناطق هذا الصقع من خلال دول تحكمهما أغلبية مسلمة واضحة و هي:
جمهورية اندونيسيا 105 000 207 مسلم و مسلمة تشكل منهم طائفة الروافض نسبة 1% و أهل جماعة الأمة 99% و هم يشكلون جميعا ملة واحدة بنسبة 88.20% من مجموع السكان البالغ عددهم 997 693 234 نسمة في مساحة 440 919 1 كلم2. و يتبع من شعب إندونيسيا ما نسبته 5.9% ملة البروتستنت بعدد 945 846 13 نسمة، و ملة الكاثوليك نسبة 3.05% و بعدد 166 158 7 نسمة، و ملة البوذية نسبة 1% بعدد 939 346 2 نسمة، و ملة الهندوس نسبة 2% بعدد 879 693 4 نسمة؛
مملكة ماليزيا 057 992 14 مسلم و مسلمة تمثل منهم طائفة الروافض نسبة 2% و أهل جماعة الأمة 98% يشكلون جميعهم ملة واحدة بنسبة 60.4% من مجموع السكان البالغ عددهم 286 821 24 نسمة في مساحة 750 329 كلم2 . و تتبع أقلية من شعب ماليزيا ملة البوذية بنسبة 31% و بعدد 598 694 7 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 3.8% و بعدد 208 943 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 3.1% بعدد 459 769 نسمة ، و ملة البروتستنت بنسبة 2.1% و بعدد 247 521 نسمة ؛
جمهورية المالديف 853 366 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 5% و أهل جماعة الأمة 95% يشكلون جميعا ملة واحدة بنسبة 99.41% من إجمالي عدد السكان البالغ 369031 تسيطر دولتهم على مساحة مقدارها 298 كلم2. و يتبع نسبة 0.01% من شعب المالديف ملة الهندوس بعدد 031 369 ؛
سلطنة بروني 729 239 مسلم و مسلمة بنسبة 64% من مجموع السكان البالغ عددهم 374577 تسيطر دولتهم على مساحة مقدارها 5770 كلم2. و يتبع من شعب بروني ملة الهندوس نسبة 0.035% بعدد 131 نسمة، و ملة البوذية بنسبة 28% و بعدد 881 104، و ملة الكاثوليك بنسبة 6.3% و بعدد 598 23 نسمة و ملة البروتستنت بنسبة 1.3% و بعدد 869 4 نسمة؛
تحيط بهذه الدول المسلمة ثمان دول مجهرية تتعمد المؤسسات المسيطرة على وسائل الإعلام التعتيم على الوجود الإسلامي فيها و هي :

اتحاد دول مكرونيزيا البالغ عدد أفراد شعبها 869 135 على مساحة 702 كلم2  ؛
دولة كيرباتي البالغ عدد أفراد شعبها 335 96 على مساحة 811 كلم2 ؛
دولة جزر مرشال البالغ عدد أفراد شعبها 630 73 نسمة على مساحة 181 كلم2 ؛
دولة نورو البالغ عدد أفراد شعبها 329 12 نسمة على مساحة 21 كلم2 ؛
دولة بالو التي البالغ عدد أفراد شعبها 409 19 نسمة على مساحة 458 كلم2 ؛
دولة صاموا البالغ عدد أفراد شعبها 631 178 نسمة في مساحة 944 2 كلم2 ؛
دولة تونغا البالغ عدد أفراد شعبها 137 106 في مساحة 748 كلم2 ؛
دولة توفالو البالغ عدد أفراد شعبها 146 11 نسمة في مساحة 26 كلم2 .
على خلاف ما يحدث في هذه الجزر الصغيرة و البعيدة التي تدعي الكنائس البروتستنتية و الكاثوليكية كل من جهتها أن سكانها يتبعون ملتها، استعصي الوجود الإسلامي على الإخفاء في الجزر المتوسطة الحجم وسط الشعوب الكبيرة العدد في ثلاث دول و هي:
جمهورية الفلبين البالغ عدد شعبها 287 077 91 نسمة في مساحة 000 300 كلم2 حيث يمثل المسلمون منهم نسبة 5% بعدد 864 553 4 مسلم و مسلمة. و تتبع نسبة 80.9% من شعب الفيليبين ملة الكاثوليك بعدد 525 681 73 نسمة، و 10% ملة البروتستنت بعدد 738 107 9 نسمة، و 3% ملة البوذية بعدد 318 732 2 نسمة، و 0.05% ملة الهندوس بعدد 538 45 نسمة؛
جمهورية سيريلانكا البالغ عدد سكانها 315 926 20 نسمة في مساحة 610 65 كلم2 يمثل منهم المسلمون و المسلمات نسبة 7% بعدد 842 464 1، و تتبع نسبة 15% من شعب سيريلانكا ملة الهندوس بنسبة 947 138 3 نسمة، و 7.12% ملة الكاثوليك بعدد 953 489 1 نسمة، و 0.8% ملة البروتستنت بعدد 410 167 نسمة، و 70% ملة البوذية بعدد 420 648 14 نسمة؛
جمهورية سنغافورة البالغ عدد سكانها 009 553 4 نسمة في مساحة 632.6 كلم2 حيث يمثل المسلمون منهم نسبة 15% بعدد 951 682 مسلم و مسلمة، و تتبع نسبة 61% من شعب سنغافورة ملة البوذية بعدد 335 777 2 نسمة، و 4% ملة الهندوس بعدد 120 182 نسمة، و ملة الكاثوليك 3.75% بعدد 737 170 نسمة، و 8% ملة البروتستنت بعدد 240 364 نسمة؛
حمهورية تيمور الشرقية البالغ عدد شعبها 971 084 1 نسمة في مساحة 997 18 كلم2  يمثل المسلمون و المسلمات منهم نسبة 7% بعدد 947 75. و تتبع نسبة 90% من شعب تيمور الشرقية ملة الكاثوليكية بعدد 473 976 نسمة، و 3% ملة البروتستنت بعدد 549 32 نسمة ؛
استعصى الوجود الإسلامي كذلك على الإخفاء في أربع جزر صغيرة الحجم هي:
دولة جزر سليمان البالغ عدد شعبها 842 566 في مساحة 450 28 كلم2 يمثل منهم المسلمون و المسلمات نسبة 0.04%  بعدد 200 نسمة و تدعي الكنائس البروتستنتية و الكاثوليكية كل من جهته أن باقي شعب هذه الدولة يتبع مللها دون أن تستقر بياناتها على أرقام محددة.
دولة جزر فيجي البالغ عدد شعبها 675 918 نسمة في مساحة 270 18 كلم2  يمثل المسلمون منهم نسبة 7% بعدد 307 64 فرد. و تتبع نسبة 33% من شعب فيجي ملة الهندوس بعدد 162 303 نسمة، و 9% ملة الكاثوليك بعدد 680 82 نسمة، و 42.5% ملة البروتستنت بعدد 439 390 نسمة؛
دولة غينيا الجديدة البالغ عدد شعبها 887 795 5 نسمة في مساحة 691 461 كلم2  يمثل المسلمون منهم نسبة 0.035 بعدد 2029 فرد. و قد أكدت الدراسات الموثقة أن نسبة  34% من شعب غينيا الجديدة  وثنيون يبلغ عددهم 601 970 1 نسمة، و أن 0.2% من نفس الشعب على ملة البوذية بعدد 591 11 نسمة. تنشر هذه الأرقام في الوقت نفسه الذي تدعي الكنائس البروتستنت أن لها من أتباع ملتها في غينيا الجديدة  نسبة 61.5% من مجموع السكان بعدد 470 564 3 نسمة، و تدعي الكنائس الكاثوليكية أن نسبة 32.97% من شعب غينيا الجديدة تتبع ملتها بعدد 903 910 1 نسمة و هو ما يرفع مجموع شعب هذه الدولة إلى 655 459 7 نسمة الشيء الذي يلقي بظلال الشك على كل الأرقام المنشورة حول شعب هذه الدولة و ملله؛
دولة فانواطو البالغ عدد شعبها 900 208 نسمة في مساحة 763 14 كلم2  يمثل المسلمون منهم نسبة 0.1% بعدد 209 فرد.
من جهة أخرى تمكن المسلمون لأول مرة في التاريخ من إحراز موطئ قدم للأمة في إمبراطورية اليابان و كذلك في أستراليا و نيوزلندا على الشكل التالي:
إمبراطورية اليابان حيث يوجد 121 062 مسلم بنسبة 0.095% من مجموع السكان البالغ عددهم 494 433 127 نسمة في مساحة 835 377 كلم2 . و تتبع نسبة 96% من شعب اليابان ملة البوذية بعدد 154 336 122 نسمة، و 0.004% ملة الهندوس بعدد 097 5 نسمة، و 0.4% ملة البروتستنت بعدد 733 509 نسمة، و 0.4% ملة الكاثوليك بعدد 733 509 نسمة؛
جمهورية نيوزيلندا يوجد 871 23 مسلم و مسلمة يمثلون نسبة 0.58% من مجموع السكان البالغ عددهم 771 115 4 نسمة في مساحة 676 268 كلم2. و تتبع نسبة 1% من شعب نيوزيلندا ملة الهندوس بعدد 157 41 نسمة، و 1.08% ملة البوذية بعدد 450 44 نسمة، و 12.65% ملة الكاثوليك بعدد 645 520 نسمة، و 47% ملة البروتستنت بعدد 412 934 1 نسمة؛
جمهورية استراليا يوجد 381 347 مسلم و مسلمة بنسبة 1.7% من مجموع السكان البالغ عددهم 176 434 20 نسمة في مساحة 360 713 7 كلم2. و تتبع نسبة 38% من شعب استراليا ملة البروتستنت بعدد 986 764 7 نسمة، و 26.4% ملة الكاثوليك بعدد 622 394 5 نسمة، و 1.9% ملة البوذية بعدد 249 388 نسمة، و 0.5% ملة الهندوس بعدد 170 102 نسمة ؛
بدراسة الأرقام المنشورة حول مساحة و عدد سكان جزر المحيطين الهندي و الهادئ يتبين أن مساحته تصل إلى 933.6 113 11 كلم2 ، و أن عدد السكان فيه حسب إحصاءات 2007 يتجاوز 704 007 538 نسمة يحملون جنسيات 22 دولة كلها عبارة عن جزر، و هم يتوزعون على ملل مختلفة حسب التالي :
ملة الإسلام  466 876 229 نسمة؛
ملة البوذية  153 073 344  نسمة؛
ملة الكاثوليك 592 777 90 نسمة ؛
ملة البروتستنت 396 053 36 نسمة ؛
ملة الهندوس 440 824 9 نسمة ؛
ملة الوثنية 601 970 1 نسمة.
يتبين بوضوح من هذا التوزيع للسكان حسب الملل أن إقليم جزر المحيطين الهندي و الهادئ موطن أغلبية من المسلمين و هو يشكل بفعل ذلك إقليما من دار الإسلام.

الفصل الثاني: أهل الإقليم الشرقي.

يتكون  الإقليم الشرقي في دار الإسلام من بلاد السند و شبه القارة الهندية و مجموع بلاد الصين.
إنه يضم أربعة عشر دولة تقع كلها في جنوب قارة أسيا و هي : أفغانستان، باكستان، الهند، نيبال، بوتان، بنغلاديش، ميانامار، تايلاندا، كمبوديا، لاوس، فيتنام، الصين، كوريا الشمالية، و كوريا الجنوبية.
بعد أن عاش أسلاف مسلمي السند و الهند و الصين حالة الوحدة السياسية في ظل السلاطين المغول، فرقهم المستعمر إلى جنسيات دول عدة، منها التي يشكلون أغلبيتها و منها التي هم فيها أقلية تحت سيطرة بوذية أو هندوسية. مع ذلك لا زالت أمة محمد صلى الله عليه و سلم ممثلة في هذا الإقليم بأكبر ملة دينية و هي تمتلك فيه ثلاث دول يشكل المسلمون أغلبيتها الحاكمة؛ و هي:
جمهورية باكستان بما يزيد عن 159.799.660 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 20% و أهل جماعة الأمة 80% و هم يشكلون جميعا ملة واحدة تمثل نسبة 96% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم  924 741 164 نسمة تسيطر دولتهم على مساحة 803.943كلم2. و تتبع نسبة  2% من شعب باكستان ملة الهندوس بعدد 8382943 نسمة؛ و ملة البوذية بنسبة 0.1% و بعدد 741 164 ؛ و ملة الكاثوليكية بنسبة 0.79% و بعدد 461 301 1 نسمة  ؛ و ملة البروتستنتية بنسبة 0.86% و بعدد 780 416 1 نسمة.
جمهورية بنغلاديش 365 445 123 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم 5% و يمثل أهل جماعة الأمة 95%، و هم يشكلون جميعا ملة واحدة بنسبة 89% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 339 448 150 في أرض تبلغ مساحتها 144.000 كلم2.
تتبع نسبة 10.5% من شعب بنغلاديش ملة الهندوس بعدد 075 797 15 نسمة. و يتبع من البنغال ملة البوذية نسبة 0.5% بعدد 241 752 نسمة ، و ملة الكاثوليكية بنسبة 0.22% و بعدد 986 330 نسمة ، و ملة البروتستنتية بنسبة 0.23% و بعدد 031 346 نسمة؛
جمهورية أفغانستان 038 571 31 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم 18% و أهل جماعة الأمة 82%، و هم  يشكلون جميعا ملة واحدة بنسبة 99% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 923 889 31 نسمة تسيطر دولتهم على 500 647 كلم2.
و تتبع نسبة 0.4% من شعب أفغانستان ملة الهندوس بعدد 559 127 نسمة.
يمكن الوثوق بهذه المعطيات الإحصائية نظرا لكونها صادرة عن حكومات مسلمة. غير أنه في غياب أي تأكيد من طرف الجهات المسلمة المستقلة لصحة المعلومات المثيلة حول أعداد المسلمين في باقي أصقاع إقليم الهند و الصين تظل الأرقام المنشورة حولهم محل تحفظ و هي كما يلي:
جمهورية الهند 151.402.065 مسلم و مسلمة، تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 20% و أهل جماعة الأمة 80%، و هم يشكلون جميعا ملة بنسبة 13.4% من مجموع السكان البالغ عددهم 1,129,866,154 مليون نسمة في مساحة 590 287 3 كلم2.
و يتبع من شعب الهند ما نسبته 80.5% ملة الهندوس بعدد 253 542 909 نسمة، و ملة البوذية نسبة 1.01% بعدد 885 851 17 نسمة، و ملة الكاثوليكية نسبة 1.58% و بعدد 885 851 17 نسمة ، و ملة البروتستنت بنسبة 0.7% و بعدد 063 909 7 نسمة، و ملة اليهود نسبة 0.005% و بعدد 493 56 نسمة.
مملكة بوتان البالغ عدد سكانها 849 327 2 يمثل المسلمون منهم نسبة 0.5% و بعدد 639 11 مسلم و مسلمة.
تبلغ مساحة دولة بوتان 620 46كلم2 , يتبع من شعب بوتان ما نسبته 25% ملة الهندوسية بعدد 962 581 نسمة ، و ملة الكاثوليكية بنسبة 0.06% بعدد 396 1 نسمة و يتبع الباقون ملة البوذية بنسبة  74.5 % و بعدد 247 734 1 نسمة؛
مملكة تايلاندا 135 993 2 مسلم و مسلمة بنسبة 4.6% من إجمالي عدد السكان البالغ 65,068,149 في مساحة 820 514 كلم2. و يتبع أغلب شعب تايلاندا ملة البوذية بنسبة 95% و بعدد 741 814 61 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.0045% و عدد 9282 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 0.44% و بعدد 299 286 نسمة، و ملة البروتستنت بنسبة 0.4% و بعدد 272 260 نسمة؛
مملكة نيبال 072 156 1 مسلم ومسلمة بنسبة 4% من إجمالي عدد السكان البالغ 28,901,790 في مساحة 791140 كلم. و يتبع 33% من شعب نيبال ملة البوذية بعدد 590 537 9 نسمة ، و ملة الهندوس بنسبة 72.5% و بعدد 797 953 20 نسمة، و ملة الكاثوليك نسبة 0.03% و بعدد 670 8 نسمة، و ملة البروتستنت نسبة 0.01% و بعدد 890 2 نسمة ؛
جمهورية ميانامار 958 894 1 مسلم و مسلمة بنسبة 4% من إجمالي عدد السكان البالع 47,373,958 نسمة في مساحة 552 676كلم2. و يتبع أغلب شعب ميانامار ملة البوذية بنسبة 91% بعدد 301 110 43 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.5.% و بعدد 869 236 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 1.05% و بعدد 426 497 نسمة، و ملة البروتستنت بنسبة 3% و بعدد 218 421 1 نسمة ؛
جمهورية الصين 778 827 19 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 8% و أهل جماعة الأمة 92% يشكلون جميعا ملة واحدة بنسبة 1.5% من مجموع السكان البالغ 1,321,851,888 نسمة في مساحة 960 126 7 كلم2.
و يتبع من شعب الصين ملة البوذية بنسبة 77% و بعدد 953 825 017 1، و ملة الكاثوليك نسبة 0.75% بعدد 889 913 9 نسمة، و ملة البروتستنت نسبة 1.2% بعدد 222 862 15 نسمة.
هذه الأرقام يجب أن تكون محل تحفظ كبير بالنظر لما بين جمهورية الصين و جمهورية قرغيزستان الشرقية التي تحتلها من نزاع. يؤكد ذلك انه تم نشر إحصائيات تفيد بأن 59% من الصينيين لا يتبعون أي دين، و لعل نسبة كبيرة منهم مسلمون في الحقيقة لكنهم أعلنوا إلحادهم خشية من البطش الصيني.
جمهورية فيتنام 357 67 مسلم و مسلمة بنسبة 0.079% من إجمالي عدد السكان البالغ 85,262,356 نسمة . و يتبع أغلب شعب فيتنام ملة البوذية بنسبة 92% و بعدد 367 441 78 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.059 و بعدد 304 50 نسمة ، و ملة الكاثوليك بنسبة 6.62% و بعدد 367 644 5 نسمة، و ملة البرتستنت بنسبة 1% و بعدد 623 852 نسمة؛
جمهورية كوريا الجنوبية 000 35 مسلم و مسلمة بنسبة 0.071% من إجمالي عدد السكان البالغ  49,044,790نسمة في مساحة 992 98 كلم2 .  يتبع أغلب شعب كوريا الجنوبية ملة البوذية بنسبة 50.7% بعدد 708 865 24 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.005% و بعدد 452 2 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 6.6% و بعدد 956 236 3 نسمة، و ملة البروتستنت بنسبة 18.1% و بعدد 106 877 8 نسمة؛
جمهورية لاوس 424 مسلم و مسلمة  بنسبة 0.0065% من إجمالي عدد السكان البالغ 6,521,998 في مساحة 804 236 كلم2. و يتبع أغلب شعب لاوس ملة البوذية بنسبة 91.8% و بعدد 194 987 5 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 0.6% و عدد 131 39 نسمة ، و ملة البروتستنت بنسبة 0.56% و بعدد 523 36 نسمة؛
مملكة كمبوديا 857 489 مسلم و مسلمة بنسبة 3.5% من مجموع السكان البالغ عددهم 904 995 13 نسمة في مساحة 035 181 كلم2. و يتبع أغلب شعب كمبوديا ملة البوذية بنسبة 96.5% و بعدد 047 506 13 نسمة؛
جمهورية كوريا الشمالية لا يعلن فيها عن وجود أي مسلم في حين أنه 60% من شعبها البالغ عدده 23,301,725 في مساحة 540 120 كلم2 يتبع ملة البوذية بعدد 035 981 13 نسمة ، و يتبع منه 0.00017% ملة الكاثوليك بعدد 39 نسمة.
بتحليل هذه الإحصائيات يتبين أن سكان إقليم السند و الهند و الصين  يتوزعون دينيا كما يلي:
ملة البوذية 683 131 211 1 نسمة يشكلون الأغلبية الحاكمة في  تسع دول هي : الصين، بوتان، تايلاند، ميانامار، فيتنام، كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية ، لاوس  و كمبوديا، و هي تسيطر على مساحة 883 331 9 كلم2.
ملة الهندوس 496 684 955 نسمة يشكلون الأغلبية الحاكمة في دولتين هما جمهورية الهند و مملكة نبال تحوزان إقليما بمساحة  381 428 3 كلم2.
ملة الإسلام 348 694 492 مسلم و مسلمة يشكلون الأغلبية الحاكمة في ثلاث دول هي أفغانستان و باكستان و بنغلاديش تحوز ما مجموعه 033 600 1 كلم2.
ملة الكاثوليك 505 112 39 نسمة ؛
ملة البروتستانت 409 869 36 نسمة؛
ملة اليهود 493 56.
يتبين من خلال هذا التوزيع لسكان السند و الهند و الصين حسب مللهم أن ملة البوذية هي الغالبة فيه من حيث العدد تليها ملة الهندوس ثم ملة الإسلام. غير أنه على عكس الملتين السابقتين لها تعتبر ملة الإسلام في السند و الهند و الصين امتدادا لملة أكبر منهما لها امتدادها في باقي العالم. أما ملتي البوذية و الهندوسية فهما منحصرتان جغرافيا في إقليم واحد.
لقد خضع إقليم السند و الهند و الصين لسيطرة ملة المسلمين طيلة قرون عدة ، و كانت عاصمتهم في الصين تعرف فيما مضى باسم طالق خان.
ظلت ممالكهم و سلطناتهم متضامنة تسيطر على الأمر في ربوع الهند و الصين إلى أن تدخل المستعمر المسيحي فقلب الكفة لصالح ملتي البوذية و الهندوسية.

الفصل الثالث : أهل الإقليم الشمالي.

آسيا الوسطى و الصغرى و البلقان هي الإقليم الشمالي من دار الإسلام.
على خلاف غيره من أقاليم الأمة تتعايش ملة الإسلام في آسيا الوسطى و الصغرى و البلقان بشكل رئيس مع ملة المسيحيين الأرثوذكس.
يتميز هذا الإقليم كذلك بوجود أغلب أتباع الطائفة الرافضية فيه بمختلف إماماتهم، كما أنه ضم مقر عاصمة الدولة الإسلامية العظمى التي أقامها السلاطين في إسطنبول طيلة قرون عدة.
تبلغ مساحة إقليم آسيا المتوسطة و الصغرى و البلقان إجمالا حوالي 637 371 27 كلم2 ، و يقطنه حوالي  009 579 528 نسمة و تتقاسم السيادة فيه أزيد من ثلاثين دولة هي حسب الموقع الجغرافي من الشرق إلى الغرب : منغوليا ، روسيا، كازاخستان، قرغيزستان، أوزباكستان، إيران، أذربجان، أرمينيا، جورجيا، تركيا، بلغاريا، اليونان، مقدونيا، قبرص، ألبانيا، صربيا، البوسنة و الهرسك، الجبل الأسود، كرواتيا، أوكرانيا، سلوفينيا، رومانيا، سلوفاكيا، تشيكيا، بولندا، روسيا البيضاء، ليتوانيا، استونيا، ليطو نيا.
أما المساحة التي تحت سيطرة دول تحكمها أغلبية مسلمة واضحة فهي تقدر بحوالي 097 820 3 كلم2 يقطنها ما يزيد عن 327 570 193 نسمة منهم 520 302 184 مسلم و مسلمة و 807 267 9 من أهل الذمة، و هم موزعون كما يلي:
– جمهورية تركيا بمساحة 452 779 كلم2 تضم 060 047 70 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة  20% و أهل جماعة الأمة 80% و هم مع ذلك من ملة واحدة تشكل نسبة 99% من مجموع السكان البالغ عددهم أزيد من 647 158 71 نسمة. و تتبع نسبة 1% من الأتراك ملة النصارى الأرثوذكس بعدد 586 711 نسمة، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.004 و بعدد 3000 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.05% و بعدد 579 35 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.025% و بعدد 789 17 نسمة، و ملة البوذية بنسبة 0.1% و بعدد 586 711 نسمة.
جمهورية إيران بمساحة 195 648 1 كلم2 تضم 571 089 64 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم 89% و أهل جماعة الأمة 9% يشكلون جميعا ملة واحدة تمثل نسبة 98% من مجموع السكان البالغ عددهم أكثر من 521 397 65 نسمة. و يتبع ملة البروتستنت من شعب إيران ما نسبته  0.3% بعدد 192 196 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.03% و بعدد 192 196 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.02% و بعدد 079 13 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.02% و بعدد 079 13 نسمة.
جمهورية أوزباكستان 452 446 24 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 6%، و أهل جماعة الأمة 94%، و هم يشكلون جميعا ملة واحدة تمثل نسبة 88% من مجموع السكان البالغ عددهم 059 780 27 نسمة في مساحة 400 447 كلم2 . و تتبع نسبة 9% من شعب أوزباكستان ملة النصارى الأرثوذكس بعدد 205 500 2 نسمة ، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.01% و بعدد 778 2 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.01% و بعدد 778 2 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.065% و بعدد 057 18 نسمة، و ملة البوذية بنسبة 0.2% و بعدد 560 55 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.01% و بعدد 778 2 نسمة.
جمهورية أذربيجان 437 795 7 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 88%، و أهل جماعة الأمة 12% و هم يشكلون ملة واحدة تمثل نسبة 93.4% من مجموع السكان البالغ عددهم أزيد من 247 120 8 نسمة في مساحة 600 86 كلم2. و يتبع لملة النصارى الأرثوذكس من شعب أذربيجان نسبة 4.8% بعدد 771 389 نسمة، و ملة النصارى البروتستنت نسبة 0.07% و بعدد 648 5 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك نسبة 0.03% و بعدد 436 2 نسمة، و ملة اليهود نسبة 0.1% و بعدد 120 8 نسمة.
جمهورية طاجاكستان 938 368 6 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 5% و أهل جماعة الأمة 95% و هم يشكلون ملة واحدة تمثل نسبة 90% من مجموع السكان البالغ عددهم 598 076 7 نسمة في مساحة 100 143 كلم2 . و يتبع من شعب طاجاكستان ملة النصارى الأرثوذكس نسبة 3.5% بعدد 680 247 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.01% بعدد 707 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.55% و بعدد 921 38 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.001% بعدد 70 نسمة، و ملة البوذية بنسبة 0.1% و بعدد 076 7 نسمة.
جمهورية تركمانيستان 355 536 4 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 4% و أهل جماعة الأمة 96%، و هم يشكلون ملة واحدة بنسبة 89% من مجموع السكان البالغ عددهم 028 097 5 نسمة في مساحة 100 488 كلم2 . و تتبع نسبة 9% من شعب تركمانيستان ملة النصارى الأرثوذكس بعدد 732 458 نسمة، و ملة النصارى البروتستنت بأقل من نسبة 0.001% و بعدد 81 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.54% و بعدد 523 27 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.01% و بعدد 509 نسمة.
جمهورية قرغيزستان 319 227 4 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 3% منهم شيعة و أهل جماعة الأمة 97% و هم يشكلون ملة واحدة تمثل نسبة 80% من مجموع السكان البالغ عددهم 149 284 5 نسمة في مساحة 500 198 كلم2 . و تتبع نسبة 20% من شعب قرغيزستان ملة النصارى الأرثوذكس بعدد 829 056 1 نسمة، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.03% و بعدد 585 1 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.56% و بعدد 591 29 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.018% و بعدد 951 نسمة.
جمهورية ألبانيا 388 691 2 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة  25% و أهل جماعة الأمة 75% و هم يشكلون ملة واحدة تمثل نسبة 70% من مجموع السكان البالغ عددهم 841 844 3 نسمة في مساحة 750 28 كلم2. و تتبع نسبة 20% من شعب ألبانيا ملة النصارى الأرثوذكس بعدد 968 768 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 10% بعدد 484 384 نسمة، و ملة البروتستنت بنسبة 0.23% و بعدد 843 8 نسمة.
يبلغ عدد أفراد ملة الإسلام في هذه الدول الثمانية 520 302 184 نسمة يحوزون مساحة 097 820 3 كلم2 و يعيش في ذمتهم 807 267 9 نسمة من ملل مختلفة.
يمثل المسلمون في الوقت نفسه نسبا مهمة من مجموع السكان في باقي دول آسيا المتوسطة و الصغرى و البلقان على النحو التالي:
جمهورية روسيا 885 792 19 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 8% و أهل جماعة الأمة 92% ، و هم يشكلون ملة واحدة  بنسبة 14% من مجموع السكان البالغ عددهم 752 377 141 نسمة في مساحة 400 075 17 كلم2 . و تعتبر ملة النصارى الأرثوذكس هي الغالبة في روسيا بعدد 314 033 106 نسمة بنسبة 75% من مجموع السكان. و يتوزع 997 180 3 نسمة من الباقين بين ملل النصارى البروتستنت بنسبة 0.29% و بعدد 995 409 نسمة، و الكاثوليك بنسبة 0.53% و بعدد 302 749 نسمة ، و الهندوس بنسبة 0.43% و بعدد 924 607 نسمة، و البوذية بنسبة 0.5% و عدد 888 706 نسمة ، و اليهودية بنسبة 0.5% بعدد 888 706 نسمة. أما 556 370 12 الباقون فيتفرقون بين ديانات مختلفة و لكن المرجح أن أكثرهم من الذين أعلنوا عدم اتباعهم أي دين.
جمهورية كازاخستان 917 183 7 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم  5% و أهل جماعة الأمة 95% و هم يشكلون ملة واحدة  بنسبة 47% من مجموع السكان البالغ عددهم 929 284 15 نسمة في مساحة 300 717 2 كلم2.
تعد جمهورية كازاخستان في الواقع دولة مسلمة بالنظر إلى أن الملة المسلمة فيها هي ذات الأغلبية بالمقارنة مع غيرها من الملل.
بالفعل، تأتي ملة النصارى الأرثوذكس في المرتبة الثانية بعد ملة المسلمين في كازاخستان بنسبة 44% و بعدد 368 725 6 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 2% و بعدد 698 305 نسمة ، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.66% وبعدد 642 100 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.027% و بعدد 126 4 نسمة. أما الباقون و عددهم 187 965 فيتوزعون بين ملل أخرى و قد تكون منهم نسبة كبيرة من الذين لا يتبعون أي دين.
جمهورية البوسنة و الهرسك 879 820 1 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة  7% و أهل جماعة الأمة 93% و هم يشكلون ملة واحدة بنسبة 40% من مجموع السكان البالغ عددهم 198 552 4 نسمة في مساحة 129 51 كلم2.
جمهورية البوسنة و الهرسك هي في الواقع دولة مسلمة بالنظر إلى أن الملة المسلمة هي ذات الأغلبية فيها. و تأتي ملة النصارى الأرثوذكس في المرتبة الثانية بنسبة 31% بعدد 503 564 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة  15.54%  و بعدد 964 282، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.04% و بعدد 728 نسمة. يفترض أن الباقين و عددهم 124 883 1 نسمة يتوزعون بين ديانات مختلفة لكن المرجح أن نسبة كبيرة منهم مسلمون أعلنوا  عدم اتباعهم أي دين خوفا من البطش الصليبي.
جمهورية بلغاريا 389 893 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 10% و أهل جماعة الأمة 90% و هم جميعا يشكلون ملة واحدة بنسبة 12.2% من مجموع السكان البالغ عددهم 858 322 7 نسمة في مساحة 000 111 كلم2 . و تعتبر ملة النصارى الأرثوذكس هي الغالبة في بلغاريا بنسبة 87.5% و عدد500 407 6 نسمة.
جمهورية أوكرانيا 098 787 مسلم و مسلمة كلهم من أهل جماعة الأمة بنسبة 1.7% من مجموع السكان البالغ عددهم 862 299 46 نسمة في مساحة 700 603 كلم2 . و تعتبر ملة النصارى الأرثوذكس هي الغالبة بنسبة 76% و عدد 895 187 35 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 7.88% بعدد 429 648 3 نسمة، و ملة البروتستنت بنسبة 0.9% بعدد 698 416 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.3% بعدد 899 138 نسمة. يتوزع الباقون و عددهم 843 120 6 بين ديانات أخرى و إن كان المرجح أنهم يعلنون عدم اتباعهم أي دين.
جمهورية مقدونيا 893 657 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 1% و أهل جماعة الأمة 99% وهم يشكلون جميعا ملة واحدة بنسبة 32% من مجموع السكان البالغ عددهم 915 055 2 نسمة في مساحة 713 25 كلم2. و تتبع أكثر سكان مقدونيا ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 67% و عدد 463 377 1 نسمة، و يتوزع الباقون و عددهم 559 20 بين ملة البروتستنت بعدد 706 13 و بنسبة 0.66% و ملة الكاثوليك بعدد  853  6  و بنسبة 0.33% و 200 من اليهود بنسبة 0.0097%.
جمهورية جورجيا 954 459 مسلم و مسلمة بنسبة 9.9% من مجموع السكان البالغ عددهم 003 646 4 نسمة في مساحة 700 69 كلم2. و تتبع أكثرية سكان جورجيا ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 83% و بعدد 182 856 3 نسمة ، و يتوزع الباقون و عددهم 867 329 بين ملة النصارى البروتستنت بنسبة 2.14% و بعدد 424 99 نسمة ، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 1.8% و بعدد 628 83 نسمة ، و ملة اليهود بنسبة 0.17 و بعدد 898 7 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.01% بعدد 464 نسمة.
جمهورية صربيا 808 324 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 15% و أهل الجماعة 85% بنسبة 3.2% من مجموع السكان البالغ عددهم 265 150 10 نسمة في مساحة 200 102 كلم2 . و يتبع أكثر سكان صربيا ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 65% و بعدد 672 597 6 نسمة، و يتوزع الباقون و عددهم 785 227 3 نسمة بين ملل أخرى هم النصارى الكاثوليك بنسبة 4% و بعدد 010 406 نسمة، و ملة البروتستنت بنسبة 1% و بعدد 502 101 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.022% و بعدد 233 2 نسمة بينما يظل 038 718 2 بغير انتماء ديني معروف.
جمهورية منغوليا 107 177 مسلم و مسلمة تمثل طائفة الروافض منهم نسبة 5% و الجماعة 95% و هم مع ذلك يشكلون ملة واحدة بنسبة 6% من مجموع السكان البالغ عددهم 952 650 2 نسمة في مساحة 619 564 1 كلم2 . و يتبع أكثر سكان منغوليا الملة البوذية بنسبة 93 % بعدد 385 465 2 نسمة ، و تتبع منهم كذلك نسبة 0.04% ملة النصارى الكاثوليك بعدد 060 1.
جمهورية الجبل الأسود 795 143 مسلم و مسلمة بنسبة 21% من مجموع السكان البالغ عددهم 736 684 نسمة في مساحة 812 13 كلم2؛
جمهورية قبرص 922 141 مسلم و مسلمة بنسبة 18% من مجموع السكان البالغ عددهم 457 788 نسمة في مساحة 251 9 كلم2 . و يتبع أكثر سكان قبرص ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 78% و بعدد 966 614 نسمة ، و ملة البروتستنت بنسبة 2% و بعدد 769 15 نسمة ، و ملة الكاثوليك بنسبة 1.28% و عدد 092 10 نسمة.
جمهورية اليونان 182 139 مسلم و مسلمة بنسبة 1.3% من مجموع السكان البالغ عددهم 290 706 10 نسمة في مساحة 200 13 كلم2 . و يتبع أكثر اليونانيين ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 97% و بعدد 101 385 10 نسمة ، و يتبع منهم ملة النصارى الكاثوليك نسبة 0.41% بعدد 895 43 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.28% و بعدد 977 29 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.05% و بعدد 353 5 نسمة.
جمهورية كرواتيا 413 58 مسلم و مسلمة بنسبة 1.3% من مجموع السكان البالغ عددهم 312 493 4 نسمة في مساحة 538 56 كلم2 . و يتبع أكثر سكان كرواتيا ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 85.5% و عدد 276 843 3 نسمة ، و منهم من يتبع كذلك ملة النصارى البروتستنت بنسبة 2% و بعدد 866 89 نسمة ، و ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 11.1% و بعدد 757 498 نسمة ، و ملة اليهود بنسبة 0.04% و عدد 797 1.
جمهورية سلوفينيا 222 48 مسلم و مسلمة بنسبة 2.4% من مجموع السكان البالغ عددهم 245 009 2 نسمة في مساحة  251 20 كلم2 . و يتبع أغلب سكان سلوفينيا ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 57.8% و بعدد 343 161 1 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.8% و بعدد 073 16 نسمة و ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 2.3% و عدد 212 46 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.005% و بعدد 100 نسمة. و يبقى أن 295 737 يمثلون نسبة 36% من سكان سلوفينيا غير معروفي الانتماء الديني.
جمهورية رومانيا 552 44 مسلم و مسلمة بنسبة 0.2 من مجموع السكان البالغ عددهم 056 276 22 نسمة في مساحة 000 238 كلم2. و يتبع أغلب سكان رومانيا ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 70% و بعدد 239 593 15 نسمة، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 6% و بعدد 563 336 1 نسمة ، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 8% و بعدد 084 782 1 نسمة، و اليهود بنسبة 0.027% و بعدد 014 6 نسمة.و يبقى حسب هذه الإحصائيات المعلنة أن 604 513 3 نسمة بنسبة 15% غير محددة الانتماء الديني مع ترجيح أنهم أعلنوا عدم انتمائهم لأي دين.
جمهورية التشيك 229 10 مسلم و مسلمة بنسبة 0.1% من مجموع السكان البالغ عددهم 744 228 10 نسمة في مساحة 838 8 كلم2 . و يتبع أكثر شعب التشيك ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 26.8% و بعدد 303 741 2 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 4.6% و بعدد 522 470 نسمة ، و ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 3% و بعدد 862 306 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.03% و بعدد 068 3 نسمة. و من الغريب أنه وفق أرقام هذه الإحصائيات المعلنة حول عدد أهل هذه الملل يبقى ما عدده 760 696 6   نسمة من التشيكيين بغير انتماء ديني معروف، و هو ما يدفعنا إلى ترجيح القول بأهم أعلنوا عدم اتباعهم أي دين، هذا إن لم يكن حدث تزوير في الإحصائيات.
جمهورية روسيا البيضاء 724 9 مسلم و مسلمة بنسبة 0.1% من مجموع السكان البالغ عددهم 723 724 9 نسمة في مساحة 600 207 كلم2 . و يتبع معظم شعب روسيا البيضاء ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 80% و بعدد 778 779 7 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 17% و بعدد 202 653 1 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 5% و بعدد 236 486 نسمة ، و ملة اليهود بنسبة 0.7% و بعدد 073 68 نسمة.
جمهورية هنغاريا 956 9 مسلم و مسلمة بنسبة 0.1% من مجموع السكان البالغ عددهم أكثر من 108 956 9 نسمة في مساحة 030 93 كلم. و يتبع أكثر الهنغاريون ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 76.56% و بعدد 396 622 7 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 24% و بعدد 465 389 2 نسمة، و ملة اليهود 0.6% و بعدد 736 59 نسمة.
جمهورية استونيا 246 5
مسلم و مسلمة بنسبة 0.4% من مجموع السكان البالغ عددهم أكثر 912 315 1 نسمة في مساحة 100 45 كلم2 . و يتبع أغلب سكان استونيا ملة النصارى البروتستنت بنسبة 52% و بعدد 274 684 نسمة، و ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 35% و بعدد 569 460 نسمة ، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.36% و بعدد 737 4 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.136% و بعدد 789 1 نسمة.
جمهورية بولندا 852 3 مسلم و مسلمة بنسبة 0.01% من مجموع السكان البالغ عددهم 241 518 38 نسمة في مساحة 638 312 كلم2 . و يتبع غالب سكان بولندا ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 89.8 % و بعدد 380 589 34 نسمة، و ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 2% و بعدد 364 770 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.34% و بعدد 962 130 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.065% و بعدد 036 25 نسمة. يبقى حسب أرقام الإحصائيات المعلنة حول سكان بولونيا و مللهم أن 647 998 2 منهم غير معروفي الانتماء الديني و يرجح أنهم أعلنوا عدم اتباعهم أي دين.
جمهورية سلوفاكيا 051 3 مسلم و مسلمة بنسبة 0.056% من مجموع السكان البالغ عددهم 982 392 5 نسمة في مساحة 032 49 كلم2 . و يتبع غالب شعب سلوفاكيا ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 68.9% و بعدد 764 715 3 نسمة ، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 8.4% و بعدد 010 453 نسمة، و ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 4.1% و بعدد 112 221 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.056% و بعدد 020 3 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.1% و بعدد 392 5 نسمة. و يبقى أن أكثر من 633 991 من السلوفاكيين غير معروفي الانتماء الديني.
جمهورية مولدفيا 030 3 مسلم و مسلمة بنسبة 0.07% من من مجموع السكان البالغ عددهم أكثر من 000 460 4 نسمة في مساحة 700 33 كلم2 . و يتبع غالب شعب مولدفيا ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 98.5% و بعدد 100 393 4 نسمة، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 0.26% و بعدد 596 11 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 0.46% و بعدد 516 20 ، و ملة الهندوس بنسبة 0.01% و بعدد 446 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.7% و بعدد 220 31 نسمة.
جمهورية ليتوانيا 682 2 مسلم و مسلمة بنسبة 0.075% من مجموع السكان البالغ عددهم 439 575 3 نسمة في مساحة 200 65 كلم2 . و يتبع أغلب شعب ليتوانيا ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 79% و بعدد 596 824 2 نسمة، و ملة النصارى البروتستنت بنسبة 1%  و بعدد 754 35 نسمة، و ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 4.1 % و بعدد 592 146 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.1% و بعدد 754 35 نسمة.
جمهورية ليطونيا 384 مسلم و مسلمة بنسبة 0.017% من مجموع السكان البالغ عددهم 810 259 2 نسمة في مساحة 589 64 كلم2 . و يتبع غالب شعب ليطو نيا ملة النصارى البروتستنت بنسبة 50% و  بعدد 905 129 1 نسمة ، و ملة النصارى الأرثوذكس بنسبة 30% و بعدد 943 677 نسمة، و ملة النصارى الكاثوليك بنسبة 17.04% و بعدد 017 385 نسمة، و ملة اليهود بنسبة 0.42% و بعدد 491 9 نسمة، و ملة الهندوس بنسبة 0.006% و بعدد 135 نسمة.
بلغ عدد المسلمين في هذه الدول الثلاثة و العشرين ذات الأغلبية الغير المسلمة في إقليم آسيا الوسطى و الصغرى و البلقان 170 722 32 نسمة من مجموع  789 730 367 نسبة منهم 682 008 335 غير مسلمين. على خلاف غيرهم في الدول الأوروبية و الأمريكية التي تحكمها أغلبية كاثوليكية أو بروتستنتية، يتمتع المسلمون في هذه الدول من الإقليم الثالث بوضعية الأقلية الدينية المعترف بها، فجماعتهم تملك فيها أوقافا خاصة بها تستعملها في الإنفاق على شؤونها الدينية.
إقليم أسيا الوسطى والصغرى والبلقان يعتبر إقليما ثالثا من دار الإسلام رغم وضع الأقلية  الذي يعيشه المسلمون في ثلاث و عشرين دولة منه. إنهم في حقيقة الأمر امتداد لأكبر ملة فيه كان لها دور القيادة السياسية و العسكرية له طيلة قرون عدة.
فمجموع سكان إقليم آسيا الوسطى و الصغرى و البلقان 009 579 528 نسمة موزعين كما يلي على سبع ملل معروفة هي :
– ملة الإسلام بنسبة 41% و بعدد 690 024 217 مسلم و مسلمة يشكلون أغلبية حاكمة في عشر دول هي ألبانيا، البوسنة الهرسك، تركيا، تركمانيستان، أذربجان، كازاخستان، قرغيزستان، إيران، طاجاكستان، و أوزباكستان، في مساحة 526 588 6 كلم2 ؛
ملة الأرثوذكس بنسبة 39% و بعدد 019 650 207 نسمة يشكلون أغلبية حاكمة في اثني عشر دولة هي روسيا، مولدفيا، اليونان، أرمينيا، بلغاريا، جورجيا، روسيا البيضاء، قبرص، أوكرانيا، رومانيا، مقدونيا، و صربيا في مساحة  876 651 18 كلم2؛
ملة الكاثوليك 12.5% و بعدد  365 195 66 نسمة يشكلون أغلبية حاكمة في سبع دول هي كرواتيا، هنغاريا ، ليتوانيا ، سلوفاكيا، سلوفينيا، تشيكيا، و بولندا في مساحة 572 605 كلم2 ؛
ملة البروتستنت بنسبة 1.6% وبعدد  194 842 8 نسمة يشكلون أغلبية حاكمة في دولتين هما استونيا و ليطو نيا في مساحة 689 109 كلم2؛
ملة البوذيين بنسبة 0.7% و بعدد 495 946 3 نسمة يشكلون الأغلبية الحاكمة في دولة واحدة هي منغوليا بمساحة 619 564 1 كلم2؛
ملة اليهود بنسبة 0.2 و بعدد  293 349 1 نسمة؛
ملة الهندوس بنسبة 0.1  و بعدد 218 630 نسمة ؛
إلى جانب هذه الملل السبعة يضم إقليم آسيا الوسطى و الصغرى و البلقان أزيد من  563 005 39 نسمة بدون انتماء ديني معلن و هم يشكلون نسبة 7% من مجموع السكان يتركز معظمهم في روسيا، كازاخستان، البوسنة الهرسك، أوكرانيا، صربيا، سلوفينيا، رومانيا، تشيكيا، بولونيا، و سلوفاكيا.

الفصل الرابع : أهل الإقليم الجنوبغربي.

إنه إقليم أهلنا الزنوج الذين يتميزون بخاصية الوحدة اللغوية و العرقية و طريقة العيش إلا أنهم أكثر المسلمين معانات من آفة التشتت السياسي.
يشكل أهل ملة الإسلام أكبر ملل الزنج بعدد 215503951 غير أنهم لا يسيطرون على غير تسع دول إفريقية من أصل 42 دولة. فقد امتحنهم الله عز و جل على خلاف العرب والفرس والترك بكثرة الشتات فهان أمرهم على الكفار كثيرا.
نقل الأوربيون عددا كبيرا منهم في القرنين الثامن و التاسع عشر إلى أمريكا، و تعمدوا رسم حدود دولهم بطريقة يكونون فيها أقلية تحت سيطرة مسيحيين أو وثنيين. فهم لا يشكلون أغلبية واضحة تسيطر على الأمر في غير تسع دول هي:
جمهورية نيجريا بعدد 582 515 67 مسلم ومسلمة و بنسبة 50% من مجموع السكان البالغ عددهم 703 881 133 نسمة في مساحة مقدارها 768 923 كلم2.
يعيش مسلمو نيجريا في أمة واحدة مع مواطنيهم من ملة البروتستنتية عددهم   34809242 نسمة يمثلون نسبة 26% من مجموع السكان ، و من ملة الكاثوليك عددهم 16065804 نسمة يمثلون نسبة 12 % من السكان و الوثنيون عددهم  14726987 نسمة يمثلون نسبة 11%.
جمهورية تشاد بعدد 678 041 5 و بنسبة 51% من مجموع السكان البالغ عددهم 493 253 9 نسمة في مسلحة مقدارها 000 284 1 كلم2 .
يعيش المسلمون التشاديون في أمة واحدة مع ملة البروتستنتية  بنسبة 12% و عددهم  840000 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 13 وعددهم  910000 نسمة ، و ملة الوثنية بنسبة 25% وعددهم  2313373 نسمة ؛
جمهورية بوركينا فاصو بعدد 412 879 7 مسلم  ومسلمة و بنسبة 55% من مجموع السكان البالغ عددهم 820 574 13 نسمة في مساحة مقدارها 200 274 كلم2 .
يعيش مسلمو بوركينا فاصو  في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة40% وعددهم   5429928 نسمة ، و ملة الكاثوليك بنسبة 10% وعددهم 1357482 نسمة ؛
جمهورية سيراليون بعدد 737 686 3 مسلم ومسلمة و بنسبة 60% من مجموع السكان البالغ عددهم 618 426 5 نسمة في مساحة مقدارها 740 71 كلم2 .
يعيش مسلمو سيراليون في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 30% وعددهم   1627985   نسمة ، وملة البروتستنتية  بنسبة 6% و عددهم 221204  نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 4% وعددهم 147469 نسمة  ؛
جمهورية غينيا بعدد 382 041 7 نسمة بنسبة 95% من مجموع السكان البالغ عددهم 981 411 7 نسمة و في مساحة مقدارها 857 245 كلم2.
يعيش مسلمو غينيا في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 7% و بعدد   518838 نسمة  ، و ملة البروتستنتية بنسبة 6% و بعدد   422482 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 2% وعددهم 140827 نسمة؛
جمهورية غامبيا بعدد 941 603 1 نسمة بنسبة 95% من مجموع السكان البالغ عددهم 359 688 1 نسمة في مساحة مقدارها 380 10 كلم2 .
يعيش مسلمو غامبيا في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 1% وبعدد   16883 نسمة،  وملة البروتستنتية بنسبة 7% و بعدد   70000 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 2% و عددهم 20000 ؛
جمهورية النيجر بعدد 122 250 12 نسمة بنسبة 95% من مجموع السكان البالغ عددهم 865 894 12 نسمة في مساحة مقدارها 000 267 1كلم2 .
يعيش مسلمو النيجر في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 5% و بعدد    644743 نسمة ؛
جمهورية مالي بعدد 862 795 10 نسمة و نسبة 90% من مجموع السكان المقدر عددهم 402 995 11 نسمة في مساحة مقدارها 000 240 1كلم2.
يعيش مسلمو مالي في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة  9% وبعدد    1079586 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 1% و بعدد 119954  نسمة  ؛
جمهورية السنغال بعدد 758 895 11 نسمة و بنسبة 95% من مجموع السكان المقدر عددهم بحوالي 851 521 12 نسمة في مساحة مقدارها 190 196 كلم2.
يعيش مسلمو السنغال في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 6% وبعدد    751311 نسمة ، وملة الكاثوليك بنسبة 2% وبعدد 1502622  نسمة ؛
يبلغ عدد المسلمين في هذه الدول التسع أكثر من 127710474 نسمة، و سيطرة المسلمين على الأمر في هذه الدول تسمح بالاطمئنان إلى الأرقام المنشورة حول عددهم على خلاف الشأن بالنسبة للأرقام المنشورة من قبل الدول الأفريقية التي يسيطر على الأمر فيها مسيحيون أو وثنيون.
في غياب أي تأكيد لها من جهات مسلمة مستقلة تظل هذه الأرقام محل تحفظ و هي كالتالي:
جمهورية غينيا بيساو  751 662 مسلم ومسلمة  بنسبة 45% من إجمالي عدد السكان البالغ 1 مليون في مساحة مقدارها 36120 كلم2.
يعيش مسلمو غينيا بيساو في أمة واحدة مع ملة الوثنية بنسبة 50% وعددهم     500000 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 4% وعددهم 40000   نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 1% و عددهم 10000 نسمة؛
جمهورية تنزانيا 900 722 17 نسمة بنسبة 45% من إجمالي عدد السكان  البالغ 33 مليون نسمة في مساحة تبلغ 945090 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام التنزانيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 20% عددهم  6600000 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 14% وعددهم 4620000 نسمة، وملة الكاثوليك  بنسبة 21% وعددهم 6930000 نسمة ؛
جمهورية ساحل العاج  364 205 7 نسمة بنسبة 40% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 15 مليون نسمة في مساحة مقدارها 322462 كلم 2.
يعيش مسلمو ساحل العاج  في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 38% وعددهم    5700000  نسمة  ، وملة الكاثوليك بنسبة 17% وعددهم 2550000 نسمة، و ملة البروتستنتية بنسبة 5% وعددهم 750000 ؛
جمهورية إثيوبيا 899 095 25 نسمة بنسبة 38% من مجموع السكان البالغ عددهم 66 مليون نسمة في مساحة مقدارها 1127127  كلم2.
يعيش مسلمو إثيوبيا  في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 27% و عددهم  17820000 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 10% وعددهم 6600000% ، و ملة أقباط الحبشة بنسبة30% و عددهم  19800000 نسمة، وملة اليهود بنسبة 0.027% وعددهم 20000 نسمة ؛
جمهورية بنين 109 971 1 نسمة بنسبة 24.4% من إجمالي عدد السكان البالغ 6 مليون نسمة في مساحة مقدارها 112622 كلم2 .
يعيش مسلمو بنين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 60% و عددهم    3600000 ، وملة البروتستنتية بنسبة 4%  و عددهم 240000، وملة الكاثوليك بنسبة 11% وعددهم 660000 نسمة؛
جمهورية الكامرون 284 973 3 نسمة بنسبة 22% من إجمالي عدد السكان البالغ 15 مليون نسمة في مساحة إجمالها 475439 كلم2 .
يعيش مسلمو الكامرون في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 40% وعددهم 6eeeeee  نسمة ؛ وملة البروتستنتية بنسبة 20% وعددهم 3eeeeee   نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 20% و عددهم 3eeeeee نسمة؛
جمهورية أفريقيا الوسطى  808 873 مسلم ومسلمة بنسبة 20% من إجمالي عدد السكان البالغ 3 مليون نسمة في مساحة مقدارها 622984 كلم2 .
يعيش مسلمو إفريقيا الوسطى في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 30% وعددهم  900000 نسمة ، و ملة البروتستنتية بنسبة 25%  و بعدد   750000 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 25% وعددهم    750000 نسمة ؛
جمهورية مالاوي 636 720 2 مسلم ومسلمة  بنسبة 20% من إجمالي عدد السكان البالغ 10 مليون نسمة في مساحة مقدارها 118484 كلم2.
يعيش مسلمو مالاوي في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 25% و بعدد 2500000  نسمة ، و ملة الكاثوليك بنسبة 20% و بعدد  2eeeeee  نسمة ، و ملة البرتستنتية بنسبة 35% وبعدد  3500000  نسمة ؛
جمهورية موزنبيق 117 181 4 مسلم ومسلمة بنسبة 20% من إجمالي عدد السكان البالغ 19 مليون نسمة في مساحة إجمالها 801590 كلم2.
يعيش مسلمو موزنبيق في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 50% و عددهم  9500000 و ملة البروتستنتية بنسبة  22% وعددهم 4180000 نسمة ، وملة الكاثوليك بنسبة 8% و عددهم  1520000 نسمة ؛
جمهورية الطوغو 316 140 1 نسمة بنسبة 20% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 4 مليون نسمة في مساحة مقدارها 56790 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الطوغوليين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 70% وعددهم 2800000 نسمة ، و ملة البروتستنتية بنسبة 9.5% و عددهم 380000 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 10.5%  و عددهم 420000 نسمة؛
جمهورية ليبريا 168 639 مسلم ومسلمة بنسبة 20% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 3 مليون نسمة في مساحة تبلغ 111370 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الليبيريين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 40% وعددهم  1200000 نسمة ، و ملة البروتستنتية بنسبة 20% و عددهم 168 639 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 20% و عددهم  168 639 نسمة ؛
جمهورية جزر موريس 650 212 مسلم و مسلمة بنسبة 17% من إجمالي عدد السكان البالغ 179368 نسمة في مساحة مقدارها 1865 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام المورسيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 3،1%بعدد 5560، و ملة الهندوس بنسبة 52% و عددهم  93271 نسمة ، و ملة الكاثوليك بنسبة 26% وبعدد  46635 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 2،3% وبعدد  4125 نسمة.
جمهورية غانا 283 577 3 مسلم ومسلمة بنسبة 15.6% من إجمالي عدد السكان البالغ 18 مليون نسمة في مساحة مقدارها 238538 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الغانيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 60% وعددهم 10800000 نسمة، وملة البروتستنتية بنسبة 13% وعددهم  2340000  نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 11% وعددهم 1980000 نسمة؛
جمهورية أوغندا 775 661 3 نسمة بنسبة 12.1% من إجمالي عدد السكان البالغ 22 مليون نسمة في مساحة مقدارها 236040 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الأوغنديين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 18% و عددهم  3960000 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 33% وعددهم  7260000 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 33% وعددهم   7260000 نسمة؛
جمهورية بوروندي 051 839 مسلم ومسلمة بنسبة 10% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 6 مليون نسمة في مساحة مقدارها 27834 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام البورنديين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 23% و عددهم 1380000 نسمة  ، وملة الكاثوليك بنسبة 62% وعددهم 3720000 نسمة، وملة البروتستنتية بنسبة 5% و عددهم  300000 نسمة  ؛
جمهورية الكونغو (كينشاسا) 151 575 6 نسمة بنسبة 10% من إجمالي عدد السكان البالغ 51 مليون نسمة في مساحة مقدارها 2345410 كلم2 .
يعيش أهل ملة الإسلام من مواطني دولة الكونغو الديمقراطية في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 20%  و عددهم 10200000 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 50% وعددهم  25500000 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 20% و عددهم 10200000 نسمة ؛
جمهورية كينيا 372 691 3 مسلم ومسلمة بنسبة 10% من إجمالي عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة في مساحة مقدارها 582646 كلم2 .
يعيش أهل ملة الإسلام الكينيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 26%  و عددهم  7800000 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 38% وعددهم  11400000 نسمة  ، وملة الكاثوليك بنسبة 28% وعددهم  8400000 نسمة ؛
جمهورية سوازيلاند 307 113 مسلم ومسلمة  بنسبة 10% من إجمالي عدد السكان البالغ 984000 نسمة في مساحة مقدارها 17363 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام السوازيلانديين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 30% و عددهم 295200 نسمة، وملة البروتستنتية بنسبة  60% وعددهم  590400 نسمة؛
جمهورية مدغشقر 417 361 1 نسمة بنسبة 7% من إجمالي عدد السكان البالغ 17 مليون نسمة في مساحة مقدارها 587040 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام من مواطني دولة مدغشقر في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 52% وعددهم 8840000 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 41% وعددهم 6970000 نسمة؛
جمهورية رواندا 747 455 مسلم ومسلمة بنسبة 4.6% من إجمالي عدد السكان البالغ 7 مليون نسمة في مساحة تبلغ 26338 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الروانديين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 25% و عددهم 1750000 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 65% وعددهم 4550000 نسمة، وملة البروتستنتية بنسبة  9% و عددهم  630000 نسمة؛
جمهورية الكونغو (برازافيل) 012 76 مسلم ومسلمة بنسبة 2% من إجمالي عدد السكان البالغ 2 مليون نسمة في مساحة مقدارها 342000 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام من مواطني دولة الكونغو في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 48% وعددهم 960000 نسمة، وملة البروتستنتية بنسبة 5% وعددهم 151000 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 45% وعددهم  900000 نسمة ؛
جمهورية الغابون 549 14 مسلم ومسلمة بنسبة 1% من إجمالي عدد السكان البالغ 1 مليون نسمة في مساحة مقدارها 267667 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الغابونيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 24% وعددهم 240000 نسمة، وملة البروتستنتية 20% وعددهم 200000 نسمة ، وملة الكاثوليك بنسبة 55% وعددهم 550000 نسمة؛
جمهورية جنوب إفريقيا 967 659 مسلم ومسلمة بنسبة 1.5% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 43 مليون نسمة في مساحة مقدارها 1219912 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الجنوب إفريقيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 28،5% و عددهم 12255000 نسمة، وملة البروتستنتية بنسبة 68%  وعددهم  29240000 نسمة ، وملة الهندوسية بنسبة 1،5% و عددهم  645000 نسمة؛
جمهورية اللوسوتو  256 21 نسمة بنسبة 1% من إجمالي عدد السكان  البالغ 2 مليون نسمة في مساحة مقدارها 30350 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام اللوسوتيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 20% و عددهم 400000  نسمة ، وملة الكاثوليك بنسبة 60% وعددهم 1200000 نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 20 و عددهم 400000 نسمة ؛
جمهورية زامبيا 774 114 نسمة بنسبة 1% من إجمالي عدد السكان البالغ 9 مليون نسمة في مساحة مقدارها 752614 كلم2 .
يعيش أهل ملة الإسلام الزامبيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة  24% وعددهم 2160000 ، وملة البروتستنتية بنسبة27% وعددهم 2430000 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 50% وعددهم  4500000 نسمة؛
جمهورية زمبابوي 111 123 مسلم ومسلمة بنسبة 1% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة في مساحة تبلغ 390580 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الزمبابويين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 74% وعددهم  8880000 نسمة، وملة البروتستنتية بنسبة 25% و عددهم  3eeeeee  نسمة؛
جمهورية ناميبيا 055 20 نسمة بنسبة 1% من إجمالي عدد السكان البالغ 1 مليون نسمة في مساحة تبلغ 825418 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام النامبيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 20% وعددهم  200000 نسمة، وملة البروتستنتية 68% وعددهم  680000 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 12% و عددهم  120000 نسمة؛
جمهورية أنغولا 845 85 نسمة بنسبة 0.70% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة في مساحة تبلغ 1246700 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الأنغوليين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 47% وعددهم 5640000 نسمة، و ملة الكاثوليك بنسبة 38% وعددهم 4560000 نسمة، وملة البروتستنتية بنسبة 15% وعددهم 1800000 نسمة؛
جمهورية السيشيل 172 مسلم ومسلمة بنسبة 0.21% من مجموع السكان البالغ عددهم 82000 نسمة في مساحة 455 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام السيشيليون في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 2%  1640 و عددهم و ملة البروتستنتية بنسبة 8% وعددهم   6560  نسمة ، ملة الكاثوليك بنسبة 90% وعددهم  73800 نسمة ؛
جمهورية بوتسوانا 631 3 نسمة بنسبة 0.2% من إجمالي عدد
السكان البالغ عددهم 1 مليون نسمة في مساحة 600372 كلم2 .
يعيش أهل ملة الإسلام البوتسوانيين في أمة واحدة مع أهل ملة الوثنية بنسبة 50% وعددهم  500000  نسمة ، وملة البروتستنتية بنسبة 41% وعددهم 410000 نسمة، وملة الكاثوليك بنسبة 9% وعددهم 90000 نسمة؛
جمهورية صاوتومي برانسيب 14900 مسلم ومسلمة بنسبة 10% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 149000 نسمة في مساحة 963 كلم2؛ وهم يعيشون في أمة واحدة مع ملة الكاثوليك بنسبة 80% و عددهم 119200 نسمة ، وملة الوثنية بنسبة 10% وعددهم 14900 نسمة ؛
جمهورية رأس الرجاء الصالح 4370 مسلم ومسلمة بنسبة 1% من إجمالي عدد السكان البالغ 4033 كلم2، يعيشون في أمة واحدة مع ملة الكاثوليك بنسبة 80% وبعدد 349600 نسمة، وملة الوثنية بنسبة 19% وبعدد 83030 نسمة.
جمهورية غينيا الاستوائية 130762 مسلم ومسلمة بنسبة 25% من مجموع السكان البالغ عددهم 523051 نسمة في مساحة تقدر 28051 كلم2.
ويعيش المسلمون الغينيون الاستوائيون في أمة واحدة مع ملة البروتستنتية بنسبة 4.5% وبعدد 23537 نسمة وملة الكاثوليك بنسبة 70% و عددهم 366135 نسمة.
تشتت المسلمين الأفارقة على هذا النحو جعلهم هدفا سهلا لخصوم الأمة الذين ما فتئوا يتداعون عليهم بالتنصير و القمع و الإقصاء.
يبلغ عدد المسلمين في هذه الدول أكثر من 87812410 نسمة، وبالرغم من أنهم يشكلون أكبر الملل في أكثرها إلا أنهم لا يسيطرون على الأمر فيها.
بالفعل تشكل ملة المسلمين أكبر الملل الزنجية بعدد  215522884 مسلم ومسلمة كلهم من أهل السنة و الجماعة و أكثرهم على مذهب الإمام مالك بن أنس.
يحتل الزنوج من ملة الوثنية ثاني مرتبة بعد المسلمين من حيث العدد بأكثر من 157314964 نسمة، وهم  يشكلون أغلبية واضحة في اثني عشر دولة هي أنغولا، بنين، بوتسوانا، الكامرون، جمهورية الكونغو، غانا، غينيا بيساو، ليبيريا، مدغشقر، موزنبيق، توغو، زيمبابوي.
رغم ذلك، لا يتمكن الوثنيون من السيطرة على الأمر في دولهم إلا ناذرا بسبب اختلاف نحلهم من قبيلة إلى أخرى، فكل قبيلة وثنية من الزنج تتخذ لنفسها إله بل و آلهة خاصة بها  ولا تكاد تشترك مع غيرها من القبائل إلا باللغة السواحيلية و أعراف الحياة الريفية. لأجل ذلك يتمكن أتباع الملة الأقل عددا من حكم الأغلبية الوثنية في كثير من هذه الدول.
كان من الطبيعي أن يستمر أبناء الملة المسلمة في حكم الأغلبية الوثنية في كل تلك الدول، لولى أن المستعمر لم يغير الواقع الديني فيها. فرغم فشل الكنائس كلها مجتمعة ومتضافرة في تنصير نسبة من الزنوج تجعل للمسيحية موطئ قدم مطمئن في إفريقيا، فقد عمد المستعمر إلى ترسيم حدود الدول بشكل يخترق أراضي أكبر القبائل الوثنية والمسلمة بطريقة تجعلها أقليات مشتتة يسهل التغلب عليها من طرف أقليات مسيحية غير ذات أي وزن اجتماعي.
يبلغ عدد المسيحيين 257906414 نسمة بنسبة 41% من مجموع السكان المعروف مللهم في 42 دولة زنجية هي أنغولا، بنين، بوتسوانا، بوركينا فاصو، بوروندي، كامرون، رأس الرجاء الصالح، إفريقيا الوسطى، تشاد، كونغو كينشاسا، كونغو برازافيل، ساحل العاج، إثيوبيا، غابون، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا الاستوائية، غينيا بيساو، كينيا، ليسوطو، ليبيريا، مدغشقر، مالاوي، مالي، جزر موريس، موزنبيق، ناميبيا، نيجر، نيجيريا، رواندا، صاوتومي و برانسيب، سنغال، سيشيل، سيراليون، جنوب إفريقيا، سوازيلاند، تنزانيا، توغو، أوغندا، زامبيا، زيمبابوي.
غير أنه على غرار المسيحيين في باقي أنحاء العالم يتشتت المسيحيون الزنوج إلى ملل مستقلة عن بعضها البعض هم أقباط الحبشة والبروتستنتيون والكاثوليك موزعين كما يلي:
أقباط الحبشة 19800000 نسمة؛
البروتستنت 131947672 نسمة؛
الكاثوليك 106158742 نسمة.
كل فرقة من هؤلاء تستقل عن غيرها بكنيستها أي بما لها من رواية للإنجيل و رآسة دينية و ما يستتبع ذلك من عقائد و طقوس للصلاة وأماكن الحج. إنها متنازعة فيما بينها إلى درجة تكفير بعضها للبعض الشيء الذي يفقد معه المسيحيون الزنوج  وحدة الدين رغم توحدهم السياسي خلف الغربيين من أوروبا وأمريكا في ظل إيديولوجية الحداثة.
على خلاف الوثنيين والمسيحيين يشكل المسلمون الزنوج ملة واحدة شديدة التماسك الديني رغم تشتتها السياسي. فهم ينتمون جميعا لطائفة أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام مالك؛ قبلتهم واحدة وشعائرهم كلها موحدة.
وحدة الطائفة والمذهب تجعل من المسلمين الزنوج أكبر الملل في إفريقيا جنوب الصحراء.
يبلغ عدد الزنوج المعروف مللهم أكثر من 631502533 نسمة تشكل ملة المسلمين نسبة 35%، وتشكل ملة الوثنية نسبة 25%، وملة البروتستنتية نسبة 21%، وملة الكاثوليك 17%، وملة أقباط الحبشة نسبة 4%، و ملة الهندوس نسبة 1% بعدد 738271 نسمة و ملة اليهود نسبة 0.001% بعدد 20000 نسمة.

الفصل  الخامس : أهل الإقليم الأوسط.

يسكن العرب إقليم الوسط في دار الإسلام على ملتقى قارات آسيا و أوروبا و أفريقيا في مساحة ممتدة على 14527029كلم2، تتقاسم حكمها بشكل مستقل 23 دولة يشكل فيها المسلمون أغلبية واضحة و ذلك كالتالي هي:
جمهورية مصر العربية 933 514 75 مسلم بنسبة 94% من مجموع السكان البالغ عددهم 036 335 80 نسمة في مساحة 000 1002كلم2؛
يعيش أهل ملة الإسلام المصريين في أمة واحدة مع ملة الأقباط  بنسبة 6% و عددهم 4820102؛
الجمهورية السودانية 551 565 27 مسلم بنسبة 70% من مجموع السكان البالغ عددهم 358 379 39 نسمة في مساحة 000 505 2 كلم2؛
يعيش أهل ملة الإسلام السودانيين في أمة واحدة مع ملة الوثنية بنسبة 25%  و عددهم 9844839  ، وملة البروتستنت بنسبة 5% و عددهم 1968967 نسمة؛
المملكة المغربية بمساحة 418 723 33 مسلم بنسبة 99% من مجموع السكان البالغ عددهم 175 757 33 في مساحة  850 710 كلم2 ؛
يعيش أهل ملة الإسلام المغاربة في أمة واحدة مع ملة اليهود بنسبة 1% و عددهم 337234؛
الجمهورية الجزائرية 884 999 32 مسلم ومسلمة بنسبة 99% من مجموع السكان البالغ عددهم 216 331 33 في مساحة 741 381 2 كلم2؛
يعيش أهل ملة الإسلام الجزائريين في أمة واحدة مع أهل ملة الكاثوليك بنسبة 1% وبعدد 333312 نسمة؛
المملكة العربية السعودية نسبة 100% من مجموع السكان البالغ عددهم 19409058 في مساحة 000 250 2 كلم2 ؛ ويعيش المسلمون السعوديون في ملة واحدة من طائفتي الروافض بنسبة 10% وطائفة السنة و الجماعة بنسبة 90%
الجمهورية العراقية 649 674 26 مسلم بنسبة 97% من مجموع السكان البالغ عددهم 638 499 27 نسمة في مساحة 052 435 كلم2؛
يعيش أهل ملة الإسلام العراقيين في ملة واحدة من طائفتي الروافض بنسبة 65%، وطائفة السنة و الجماعة بنسبة 37%.
ويعيش مسلمو العراق في أمة واحدة مع ملل النساطرة و الأرثوذكس والصابئة واليزيدية بنسبة 3% و  وعددهم جميعا 824989 نسمة؛
الجمهورية اليمنية  225 008 22 مسلم بنسبة 99% من مجموع السكان البالغ عددهم 531 230 22  في مساحة 000 555 كلم2؛
يعيش أهل ملة الإسلام اليمنيين في ملة واحدة من طائفة الروافض بنسبة 42% و طائفة السنة و الجماعة بنسبة 57% أمة واحدة مع  ملة اليهود بنسبة 1% وعددهم 222305 نسمة ؛
الجمهورية العربية السورية 272 383 17 مسلم بنسبة 90% من مجموع السكان البالغ عددهم 747 314 19 نسمة في مساحة 180 185 كلم2 ؛
يعيش أهل ملة الإسلام السوريين في ملة واحدة من طائفة السنة والجماعة بنسبة 75% وطائفةالروافضبنسبة15%. وهم يعيشون جميعا  في أمة واحدة مع ملة النساطرة والأرثوذكس والدروز و الكاثوليك بنسبة  10% عددهم جميعا 1931474 نسمة؛
الجمهورية التونسية 635  070 10 مسلم بنسبة 99% من مجموع السكان البالغ عددهم 158 276 10 نسمة في مساحة 150 165 كلم2؛
يعيش أهل ملة الإسلام التونسيين في أمة واحدة مع ملة اليهود بنسبة   1% بعدد 102761 نسمة ؛
جمهورية الصومال  نسبة 100% من مجموع السكان البالغ عددهم 773 118 9 في مساحة 657 637 كلم2؛
المملكة الأردنية الهاشمية 533 750 5 مسلم بنسبة 95% من مجموع السكان البالغ عددهم 139 053 6 نسمة في مساحة 300 92 كلم2؛
يعيش أهل ملة الإسلام الأردنيين في أمة واحدة مع ملل النساطرة والأرثوذكس والكاثوليك  بنسبة 5% وعددهم جميعا 302656 نسمة؛
الجماهيرية الليبية الديمقراطية الشعبية نسبة 100% من مجموع السكان البالغ عددهم 914 036 6 نسمة في مساحة 000 775 1 كلم2؛
جمهورية إريتريا 951 943 2 مسلم بنسبة 60% من مجموع السكان البالغ عددهم 585 906 4 نسمة؛
يعيش أهل ملة الإسلام الإريتريين في أمة واحدة مع ملة البروتستنتيةبنسبة2% و عددهم 98131  و ملة الكاثوليك بنسبة 4% وعددهم 196263 نسمة و ملة أقباط الحبشة بنسبة 34% وعددهم  1668238 نسمة؛
الإمارات العربية المتحدة 448 377 3 مسلم و مسلمة بنسبة 76% من مجموع السكان البالغ عددهم 011 444 4 نسمة في مساحة 452 10 كلم2؛
يعيش مسلمو الإمارات في ملة من طائفة الروافض بنسبة16% و طائفة السنة الجماعة بنسبة 64%؛ وهم جميعهم أمة واحدة مع الوافدين المجنسين من ملة البوذية بنسبة من 4% وعددهم 177760 نسمة؛
الجمهورية اللبنانية 310 104 2 مسلم بنسبة 55% من مجموع السكان البالغ عددهم 018 826 3 نسمة في مساحة 452 10 كلم2؛
يعيش اللبنانيون المسلمون في ملة واحدة من طائفة الروافض بنسبة 60% وطائفة السنة والجماعة بنسبة 40%؛ و هم  أمة واحدة مع ملل الكاثوليك والأرثوذكس و الدروز  بنسبة  45% وعددهم 1721708 نسمة ؛
الجمهورية الإسلامية الموريتانية نسبة 100% من مجموع السكان البالغ عددهم 795 266 3 في مساحة 700 030 1 كلم2؛
سلطنة عمان 685 969 2 مسلم بنسبة 92.66% من مجموع السكان البالغ عددهم 897 204 3 نسمة في مساحة  500 309 كلم2 ؛
يعيش أهل ملة الإسلام العمانيين في أمة واحدة مع أهل ملة البوذية من الوافدين المجنسين بنسبة   2% و  عددهم  بنسبة  64097 نسمة، وملة الهندوس بنسبة 5% و عددهم 160244 نسمة؛
دولة الكويت 2204891 مسلم و مسلمة بنسبة 88% من مجموع السكان البالغ عددهم 559 505 2 نسمة في مساحة 818 17 كلم2 ؛ وتتألف ملة المسلمين الكويتيين من طائفة الروافض بنسبة 35% و طائفة أهل السنة والجماعة بنسبة 45%.
يعيش أهل ملة الإسلام الكويتيون في أمة واحدة مع  ملة الهندوس من الوافدين المجنسين بنسبة 12% وعددهم 300667 نسمة؛
دولة قطر 861867 مسلم ومسلمة بنسبة 95% من مجموع السكان البالغ عددهم 229 907 نسمة في مساحة  427 11 كلم2 ؛ وتتألف ملة المسلمين القطريين من طائفة الروافض بنسبة 10% و طائفة أهل السنة والجماعة بنسبة 85%.
يعيش أهل ملة الإسلام القطريين في أمة واحدة مع  ملة الهندوس من الوافدين المجنسين بنسبة  5% وعددهم 45361 نسمة ؛
مملكة البحرين 701487 مسلم بنسبة 99% من مجموع السكان البالغ عددهم 573 708 نسمة في مساحة 707 كلم2؛ وتتألف ملة المسلمين الحرينيين من طائفة الروافض بنسبة 70% و طائفة أهل السنة والجماعة بنسبة 30%.
يعيش أهل ملة الإسلام البحرينيين في أمة واحدة مع أهل ملة الهندوس من الوافدين المجنسين بنسبة 1% وعددهم 7085
جمهورية القمر المتحدة 822 657 مسلم بنسبة 98% من مجموع السكان البالغ عددهم 417 714 نسمة في مساحة 236 2 كلم2؛
يعيش أهل ملة الإسلام القمريين في أمة واحدة مع ملة الكاثوليك بنسبة 2% وعددهم 14288 نسمة؛
جمهورية جيبوتي 410 419 مسلم بنسبة 99% من مجموع السكان البالغ عددهم 374 496 نسمة في مساحة 200 23 كلم2.
يعيش أهل ملة الإسلام الجيبوتيين في أمة واحدة مع أهل ملة الكاثوليك بنسبة 1% بعدد 4963 نسمة.
واضح أن المسلمين العرب هم أكبر ملة في الإقليم العربي لا يمكن لأي ملة أخرى أن تنازعهم الأمر فيه.
فمجموع العرب المسلمين الحاملين لجنسيات هذه الدول هو 145 726 307 نسمة من مجموع سكان نفس الدول البالغ 809 474 331 نسمة بنسبة 93% يليهم العرب المسيحيون من مختلف الملل النصرانية بعدد 091 885 13 نسمة وبنسبة 5%،  و الوثنيون بعدد 9844839 وبنسبة 3%، والبوذيون بعدد 177760 وبنسبة 0.01، واليهود بعدد 662300 نسمة وبنسبة 0.01، والهندوس بعدد 513357 نسمة وبنسبة 0.01.
أما إجمالي عدد العرب المسلمين فهو أكبر من ذلك إذ يجب أن نضيف إلى حاملي جنسيات الدول العربية المستقلة من يعيش منهم تحت الاحتلال الأجنبي في فلسطين و مايوت بالإضافة إلى أزيد من 100 مليون عربي مسلم يعيشون في الشتات داخل بلدان غير عربية أفريقية و آسيوية و أوروبية و أمريكية وكذلك في استراليا.
برغم صغر عددهم مقارنة بمسلمي الإقليم الشرقي، يعد المسلمون العرب أكبر شعوب أمة محمد صلى الله عليه و سلم. فهم متحدون باللغة و العرق و طريقة العيش. إنهم ينتمون إلى سلالتي مضر و قيس اللتين انصهرتا في بوتقة واحدة بعد التمازج مع الفرس و الروم و القبط و البربر و الكرد و السودان المستعربة في المدن الحديثة التي بات أكثر من 60% منهم يسكنونها.

القسم الثالث : شتات الأمة المسلمة.

يعيش المسلمون شتاتا في كل من قارتي أوروبا وأمريكا في ظل حكم أغلبة مسيحية من ملتي الكاثوليك والبروتستنت.

الفصل الأول : شتات الأمة في أوروبا

باستثناء دول البلقان لا يشكل المسلمون ملة في أي دولة أوروبية. ففي بريطانيا و إيطاليا و سويسرا و ألمانيا ، و فنلندا و النرويج و الدنمرك وهولندا وبلجيكا و فرنسا و إسبانيا لا يعتد بالإسلام إلا كحالة فردية تجعل قلة من المواطنين يختلفون عن غيرهم في المأكل والملبس والشعائر.
لم يكن للمسلمين وجود في دول أوروبا الغربية قبل قرن من الزمان. فقد حق لهم العيش فيها بعد سقوط أنظمتها الكنسية حيث انتقل إليها أفراد مسلمون بأعداد كبيرة للدراسة أو للعمل في المصانع و مناجم الفحم.
بفعل تواجد المسلمين هناك انطلقت الدعوة الإسلامية و أثمرت في إدخال عدد كبير من الأوروبيين في دين الإسلام.
رغم كبر حجمها لا تملك جماعة المسلمين في أوربا الغربية صفة الملة القائمة بذاتها. فليس للمسلمين الغربيين حق اقتناء أوقاف دينية و استعمالها لتسيير المدارس و المعاهد و الجامعات كما المساجد و المشافي و المقابر و غيرها من المؤسسات الضرورية لكل ملة دينية. ناهيك عن أنه لا يسمح للمسلمين في هذه الدول بالاستفادة من نظام خاص للأحوال الشخصية بل و في بعض البلاد حتى بممارسة الشعائر الدينية بل و حتى بالرد على السب الذي يتعرضون له.
ففي حين يستفيد المواطنون المسيحيون للدول الأوروبية من حقوق الملة الدينية في كل بلاد المسلمين، و يمتلكون كذلك في بلادهم حق الملة كاملا، لا يسمح للمواطنين المسلمين هناك بالالتزام بدينهم إلا خفية.
ذلك هو شأن القوم في :
جمهورية  إيطاليا حيث يبلغ عدد المسلمين 047 379 1  مسلم ومسلمة بنسبة 2.4%  من  عدد السكان البالغ274 460 57 نسمة تشكل ملة الكاثوليك نسبة 90% منهم و ملة اليهود نسبة 0.052 ، وملة البروتستنت نسبة 0.26%.
جمهورية النمسا التي ينتمي إليها 764 181 مسلم ومسلمة بنسبة 2.2% من إجمالي السكان البالغ عددهم   835  150 8 نسمة تشكل ملة الكاثوليك نسبة 73.6% ، و تشكل ملة البروتستنت نسبة 4.7%، وملة اليهودنسبة 0.5%؛
مملكة بلجيكا بعدد  315 369 مسلم ومسلمة يمثلون نسبة 3.6% من إجمالي عدد السكان البالغ  762 350  10 نسمة  تشكل ملة الكاثوليك نسبة75% وملة البروتستنت نسبة 1.35% وملة اليهود نسبة 0.5%؛
فنلندا  بعدد  316 9 مسلم ومسلمة بنسبة 0.2% من إجمالي عدد السكان البالغ 783 175 5 نسمة تشكل ملة البروتسنت نسبة 85.1% وملة الكاثوليك نسبة 0.14%؛
جمهورية فرنسا بعدد    123 955 5 مسلم ومسلمة بنسبة 10%  من عدد السكان البالغ  227 551  59  نسمة تشكل ملة الكاثوليك نسبة 83% منهم وملة البروتستنت نسبة 2% و ملة اليهود نسبة 1% ؛
جمهورية ألمانيا بعدد 836 090 3بنسبة 3.7% من إجمالي عدد السكان البالع 115 536 83  نسمة تشكل ملة الكاثوليك نسبة 31.4% منهم ، وملة البروتستنت نسبة 33% ، و ملة اليهود نسبة 0.25%؛
جمهورية مالطا بعدد  581  52 بنسبة 4% من إجمالي عدد السكان البالغ  576 375 تشكل ملة الكاثوليك نسبة 95.34% منهم؛
جمهورية البرتغال بعدد 50331 مسلم و مسلمة و بنسبة 0.5% من إجمالي عدد السكان البالغ 10066253 نسمة تشكل ملة الكاثوليك منهم نسبة 84.5% وملة البروتستنت نسبة 1%؛
مملكة إسبانيا بعدد 480456 مسلم ومسلمة بنسبة 1.2% من إجمالي عدد السكان البالغ 40037995 نسمة تشكل ملة الكاثوليك منهم نسبة 94% ، وملة البروتستنت نسبة 0.87% و ملة اليهود 0.12% ؛
مملكة السويد بعدد 303800 مسلم ومسلمة بنسبة 3.1% من إجمالي عدد السكان البالغ 9800000 نسمة تشكل ملة البروتستنت منهم نسبة 86% وملة الكاثوليك نسبة 1.62% وملة اليهود نسبة 0.2%؛
سويسرا بعدد 225781 مسلم ومسلمة بنسبة 3.1% من إجمالي عدد السكان البالغ 7283274 نسمة تشكل ملة الكاثوليك منهم نسبة 41.8% وملة البروتستنت نسبة 49% ، وملة اليهود نسبة 0.2%؛
مملكة انجلترا بعدد 1169800 مسلم ومسلمة بنسبة2% من عدد السكان البالغ 58489975 نسمة تشكل ملة البروتستنت منهم نسبة 60%، وملة الكاثوليك نسبة 14% وملة اليهود نسبة 0.6%؛
جمهورية إيرلندا بعدد 76817 ونسبة2% من إجمالي عدد السكان البالغ 3840838 نسمة تشكل ملة الكاثوليك نسبة88.4% منهم؛
مملكة النرويج بعدد 46161 بنسبة 1% من إجمالي عدد السكان البالغ 4593041 نسمة تمثل ملة البروتستنت منهم نسبة 90% ، وملة اليهودنسبة0.2% ؛
مملكة هولندا بعدد 994237 مسلم و مسلمة يمثلون نسبة 6% من عدد السكان البالغ 16407491 نسمة تشكل ملة البروتستنت منهم نسبة 33% ، وملة الكاثوليك نسبة 31% ، وملة اليهود  بنسبة 0.2%؛
مملكة الدنمرك بعدد 209320 مسلم ومسلمة بنسبة 2% من إجمالي عدد السكان البالغ 5468120 نسمة تشكل ملة الكاثوليك منهم نسبة 2% و ملة البروتستنت نسبة 91% وملة اليهود نسبة 0.13%.
بالإضافة إلى ما ينبغي من تحفظ على هذه الأرقام في غياب أي تأكيد لها من قبل إي جهة مسلمة ، تجدر الإشارة إلى أن الجهات الغربية الناشرة لتلك الأرقام تنفي أي وجود للمسلمين في كل من إسلندا وأيرلندا و ليشنشتاين و ليكسنبورغ وموناكو و اندورا و الفاتيكان وسان ريمو.
بتحليل هذه الإحصائيات يتبين من جهة أخرى أن مجموع شتات امة محمد صلى الله عليه و سلم في أوروبا الغربية يزيد عن 385 547 14 ومع ذلك لا وجود لجماعتهم على المستويين القانوني و السياسي.
في مقابل ذلك يشكل 317 195 96  من البروتستنتيين ملة متماسكة تهيمن على الأمر في كل من إسلندا و فنلندا وألمانيا و السويد و سويسرا و إنكلترا و النرويج و الدنمرك و هولندا.
يشكل كذلك  236  104 212 من الكاثوليك ملة متماسكة تسيطر على الأمر في كل من النمسا و بلجيكا و فرنسا و ايرلندا و ايطاليا و مالطا و البرتغال وإسبانيا و اندورا و ليكسنبورغ  و سان ريمو و ليشنشتاين و الفاتيكان.
يشكل اليهود أيضا ملة متماسكة بعدد 530 420 1 نسمة نافذين في التجارة و الإعلام يتمكنون من خلال ذلك من التأثير على مجريات الأحداث السياسية لغير مصلحة أمة محمد صلى الله عليه و سلم.
كما المسلمين يعيش البوذيون بعدد  491 913 1 نسمة و الهندوس بعدد  886 961 شتاتا في دول أوروبا الغربية لا يكاد يكون لهم وجود جماعي.

الفصل الثاني : شتات الأمة في أمريكا

على خلاف أوربا الغربية دخل الإسلام إلى أمريكا مع الرقيق المخطوفين من أفريقيا. فقد كان من بينهم عدد كبير من المسلمين والمسلمات تمكنوا من حفظ عقيدتهم في الكتمان ليعلنوا عنها بعد انتهاء الاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له.
غير أنه كما في أوربا الغربية، لا تعترف دول أمريكا للمسلمين بحق تكوين ملة مستقلة بذاتها. فليس لهم هناك أوقاف و لا مدارس و لا جامعات مستقلة، ناهيك عن الحق في تطبيق أحكام أحوالهم الشخصية.
هناك 40 دولة أمريكية اثنان منها في أمريكا الشمالية هي كندا و الولايات المتحدة الأمريكية؛ و 12 منها في أمريكا الوسطى هي البهاما، كوبا، جاميكا، هايتي، الدومينيك، غواتمالا، بليزا، السلفادور، هندوراس نيكاراغوا، كوستاريكا، بنما.
تنقسم أمريكا الجنوبية من جهتها إلى 12 دولة هي كولومبيا، فنزويلا، غويانا، سورينام، إكوادور، بيرو، برازيل، بوليفيا، تشيلي، باراغواي، أورغواي، أرجنتين.
باقي دول أمريكا عبارة عن جزر صغيرة الحجم في بحر الكاريبي و هي أنغيلا ، سان مارتان، سان بارتيليمي ، كيتس نافيس ،انتيغا باربودا، مونسرات، غوادلوب، دومينيك، مارتينيك، سانت ليسي، غرونادين، بارباد، غروناد، ترينيداد طوباغو، أروبا، كورساو، بونير.
من بين هذه الدول جميعا لا يذكر للمسلمين وجود في غير 6 بلدان هي كندا و الولايات المتحدة الأمريكية ، و ترينيداد طوباغو و برازيل ، و بنما ، و غويانا.
كندا حيث يعيش 473892  مسلم ومسلمة بنسبة 1.5% من مجموع السكان البالغ عددهم 31592805 نسمة يشكل البروتستنت منهم نسبة 38% و الكاثوليك نسبة 46% و اليهود نسبة 1.2% البوذيون نسبة 1.1%  الأرثدوكس نسبة 1.6% والهندوس نسبة 0.1%؛
الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من 9732061 مسلم ومسلمة يمثلون نسبة 3.5% من مجموع السكان البالغ 881 058 278 نسمة يشكل البروتستنت نسبة 51% والكاثوليك 22% والأرتدكس نسبة 9% واليهود نسبة 2.6% و البوذيون نسبة 2% و الهندوس 0.4.
برازيل بعدد 154 919 1 مسلم و مسلمة بنسبة 1.1% من مجموع السكان البالغ   575 468 174 نسمة يشكل البروتستنت منهم نسبة 15% والكاثوليك نسبة 75% و اليهود نسبة 0.2%؛
باناما بعدد 106204 مسلم ومسلمة بنسبة 4% من مجموع السكان البالغ 2655094 نسمة يمثل البروتستنت منهم نسبة 15% و الكاثوليك نسبة 81%؛
ترنيداد طوباغو بعدد 152686 مسلم و مسلمة يمثلون نسبة 12% من عدد السكان البالغ 1272385 نسمة، يشكل الكاثوليك منهم نسبة 88%؛
غويانا بعدد 814 106 مسلم و مسلمة  بنسبة 15% من مجموع السكان البالغ 712091 نسمة يشكل البروتستنت منهم نسبة 38% والكاثوليك نسبة 12% و الهندوس نسبة 43%.
مع التحفظ عن حقيقة عدد المسلمين في هذه الدول الستة و غيرها من الدول يتبين من خلال الأرقام المنشورة أن عدد المسلمين في قارة أمريكا يزيد عن   811  490 12 يمثلون نسبة 2.8% من إجمالي عدد سكان القارة البالغ         213 198 887 نسمة ، يمثل منهم الكاثوليك نسبة 59.08% بعدد 524462233 نسمة، والبروتستنت 27.05% بعدد 239139124 نسمة.

بتحليل الإحصائيات حول الملل في العالم يتبين أن ملة المسلمين هي الأكبر حجما بعدد 729 882  489 1 تمثل نسبة 23% من مجموع سكان كوكب الأرض حسب إحصاء سنة 2005 والذي بلغ 922 583  442 6 نسمة، تليها ملة البوذية بعدد 282 329 368 1 نسمة بنسبة 21%، وملة  الكاثوليك بعدد 941 878 074 1 نسمة بنسبة 16% ، و ملة الهندوس بعدد   642 921 970 نسمة و بنسبة 12%، وملة  البروتستنت بعدد  300  918  592 نسمة وبنسبة 9%، و ملة الأرثوذكس بعدد 019 650 207 نسمة وبنسبة 3%، و ملة الوثنية بعدد 404 130 169 نسمة 2%، وملة اليهود بعدد  100  296 13 نسمة 0.2%.
يجب الانتباه إلى أن الإحصاءات المنشورة من قبل الغربيين تتعلق بعدد أتباع الديانات وليس الملل الدينية. فهي لسبب ذلك تجعل المسيحيين أكبر عدد من غيرهم دون أن تشير إلى أنهم متفرقين إلى ثلاث ملل رئيسية هي الكاثوليكية و البروتستنتية و الأرثوذكسية بحيث تمتلك كل منها كنيسة مستقلة و لها طقوسا مختلفة للعبادة بل و حتى إنجيلا مغايرا.
على خلاف ذلك يشكل المسلمون بمختلف طوائفهم ملة واحدة لها كتاب مقدس واحد وكعبة واحدة و شعائر موحدة؛ ليس بينها خلاف إلا في الفقه السياسي.

بحث قانوني هام حول الأمة الإسلامية في المفهومين القانوني والسياسي