الابتزاز: المفهوم , الأسباب , العلاج
الكاتب/المحاضر : د.نوال بنت عبدالعزيز العيد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
يسعدني المشاركة بورقة عمل بعنوان( الابتزاز: المفهوم، الأسباب، العلاج) الابتزاز.. مفردة مزعجة وتجلب معها قدرا كبيرا من المشاعر السلبية، فهي تجسيد ح ي لواحدة من أحط الخصال التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان، حين يستغل قوته مقابل ضعف إنسان آخر سواء كان هذا الضعف مؤقتاً أو دائم اً، ويمر الإنسان في مراحل حياته المختلفة بتجارب صعبة من هذا النوع منذ زمن الطفولة الأولى، حين يهددك أخوك بأن يخبر أمك بأنك أنت من كسر التحفة الثمنية وأنت تلعب الك رة إن أنت لم تشركه في قالب الحلوى الذي معك! أو حين يبتزك زميل الصف بأن يخبر المعلم بأنك قد غششت الواجب منه إن لم تعطه تلك الصورة النادرة من ملصقات عصير (السن توب!). ومع التقدم في السن يصبح الابتزاز أكثر ش راسه على الصعيد الأسري أو العملي، فعلى الصعيد الأسري قد يبتز الزوج زوجته مقابل السماح لها بالعمل، وعلى صعيد الحياة العملية نجد أن رئيس العمل قد يبتز موظفه فيما يتعلق بالفرص التدريبية أو الترقيات ما لم يتحول إلى عبد مطيع له في كل ما يقوله، بل وأحياناً عليه حتى أن يشارك رئيسة حياته خارج الدوام من سه رات وخلافه، فقط حتى يضمن مستقبله، طبعاً هذا إذا كنا نتحدث عن ابتزاز رجل ل رجل أو امرأة لامرأة، ولكن
يصبح الموضوع أكثر قذارة حين يتعلق الأمر بابتزاز أحد الجنسين للآخر .
قضية الابتزاز متشعبة بالفعل، وأسبابها ودوافعها تحتاج إلى تحليل دقيق من النواحي الشرعية والثقافية والقانونية وحتى النفسية والبيئية، فبيئة العمل غير بيئة العائلة، وبيئة الدراسة تختلف عن بيئة العبادة، والابتزاز يمكن أن يقع في المدرسة كما المسجد، والشركة كما المنزل، اهتمامي هنا منصب على جزئية معينة من قضايا الابتزاز، والتي أصبحت تطالعنا الصحف مؤخراً بالكثير من أخبارها، وأعني بها قضايا ابتزاز الفتيات من قبل الشبان بالص ور أو الرسائل وغيرها.
وبدء وقبل التطرق للمحاور يقابل الباحث صعوبة في تحديد نسبة هذه القضية في المجتمع السعودي، لأن كثيرا منها لا ترفع للجهات المختصة لخوف الضحية من المجرم، أو ترفع وتحاط بمزيد من السرية والحذر، مما يجعل الباحث يتعامل مع أخبار منشورة أو قصص للضحايا أنفسهم.
تعريف الابتزاز:
تنوعت التعريفات للابتزاز، لكنها تدور حول معنى واحد، ومما عُرف به الابتزاز:
هو القيام بالتهديد بكشف معلومات معينة عن شخص، أو فعل شيء لتدمير الشخص المهدد، إن لم يقم الشخص المهدد بالاستجابة إلى بعض الطلبات. هذه المعلومات تكون عادة محرجة أو ذاتطبيعة مدمرة اجتماعي اً. وهو بمعنى الاستبزاز فلا فارق بينهما هو كثرة المطالب غير المشروعة للوصول إلى الهدف الذي رسم له ،وغالبا ما يكون هذا الهدف مدمر للحياة الاجتماعية، وقد يستخدم في أي لعبة قذرة للإقطاع بالضحية دون مخافة من الله أو وازع ديني يجعله يحاسب نفسه قبل الوقوع في الخطأ .
هو محاولة الحصول على مكاسب مادية أو معنوية عن طريق الإكراه من شخص أو أشخاص أو حتى مؤسسات ويكون ذالك الإكراه بالتهديد بفضح سر من أسرار المبتز . والابتزاز أنواع، ولعل مايعنينا في الورقة ابتزاز الفتيات، وهو ما يصنف تحت نوع:
الابتزاز العاطفي :
وهو موقف أو كلام يأخذه شخص ما ليسبب لديك إحساسا بالخجل أو بالخطأ، أو ليحملك مسؤولية أنت أساسا لا تحملها، ويستخدم الابتزاز العاطفي لتحقيق سيطرة عاطفية ونفسية على الآخرين، ولجعل الآخر يشعر أنه مدين أو مذنب في حق الشخص الذي يبتزه. وهو أسلوب دنيء للغاية في التعامل مع الآخرين، ولكن للأسف لا يعتبره القانون جريمة أو جنحة يحاسب عليها، رغم أنه يحاسب على أفعال أقل خطرا بكثير .
وأما أنواعه الأخرى، فهي كالآتي:
2 الابتزاز المادي:
يبين لنا كم هي هشة العلاقة بين المتخاصمين وكم هو عال تأثير المال على النفوس البشرية وكيف يبيع الصديق صديقه والقريب قريبه والأخ أخاه من أجل المال، وكيف يسكن الحقد والكره مكان الحب والمحبة .
-3 الابتزاز الالكتروني:
تهاون بعض الفتيات والنساء « وتعد الصور أهم وسيلة في يد المبتزين، يأتي بعدها الصوت. ومن أسباب الابتزاز بإرسال صورهن عبر الماسنجر، أو عبر البريد الالكتروني،أو حفظ صورهن في ذاكرة الجوال، وعدم إزالتها عند بيع الجهاز إزالة تامة، فيلجأ المبتز حين يملك صور إحداهن إلى الضغط عليها، وابتزازها للخروج معه، وإلا فضحها بما يملك من صور أو أصوات. وحين تخرج معه يقوم بتصويرها في أوضاع ربما مُشينة، ويزداد تهديده لها، فيطلب أن تخرج معه مرة أخرى، وهكذا. بل ويزداد الوضع سواء بأن يطلب منها إضافة إلى خروجها معه أموالاً، وإلا فضحها، وهكذا، بل ربما دعاها إلى أن تخرج مع غيره .
ويتألف الابتزاز العاطفي من خلال ست مراحل:
الطلب، والمقاومة، والضغط، والتهديد، و الإذعان، والتكرار
– الطلب: عندما يطلب شخص ما من فتاة القيام بفعل شيء من أجله .
– المقاومة: عندما تظهر الفتاة قلقها بشأن هذا الطلب .
– الضغط: عندما يضيق عليها هذا الشخص الخناق و يحصرها في زاوية ضيقة
– التهديد :عندما يبدأ هذا الشخص بالقول إن عدم قيام الفتاة بما يريده سيكون له عواقب وخيمة
– الإذعان: الاستسلام و القيام بما يريده ذلك الشخص
– التكرار: عندما تبدأ هذه الدورة الجنونية مرة أخرى
أسباب الابتزاز :
محاور أساسية قد نلخصها قبل الشروع في أسباب الابتزاز تسمى محركات الابتزاز:المال، الوظيفة، الزوج، والصورة، وأما عن الأسباب فيمكن تلخيصها في الآتي:
ضعف المستوى التعليمي
دخول وسائل الاتصال الحديثة بصورة كبيرة في حياة الأسر خصوص اً الفضائيات وشبكة الإنترنت، التي ألغت الحواجز والسواتر بين الجنسين، مع عدم معرفة الفتيات بضوابط الاستخدام، أو مايسمى بالأمن المعلوماتي سوء استخدام التقنية، فالتقنية العالية للبلوتوث والتقدم في الهواتف ذات الكاميرات بأنواعها المتطورة جد اً ، وانتشار المواقع التي يمكن التحميل عليها أو الاستيراد منها كاليوتيوب والعرب فيديو وغيرها، ساعدت ضعاف الإيمان وغائبي الضمير باستغلالها لابتزاز الفتيات، وأخص بالتحذير الدخول على
مواقع الزواج والخطابات والتقديم على الوظائف مجهولة المصدر، كما أن هناك بعض الأخطاء يقع فيها الشباب والشابات على شبكة الإنترنت من شأنها أن تسهل الأمور للمبتزين، مثل قيامهم بوضع صور خاصة بهم في بريدهم الإلكتروني، وبالتالي يسهل على “هاكر” متوسط الانحراف أن يستولي عليها، ويعيد تركيبها ليقوم بابتزازهم بها.
دور الإعلام في عرض الأفكار السلبية، تؤكد السكري أن للإعلام دور اً مؤثر اً في ذلك من خلال عرضه قصص الحب الملتهبة والرومانسية المفتعلة التي تعرض عبر الفضائيات وتؤجج مشاعر الفتيات اللاهثات خلف الحب، فيقعن ضحايا لمعسول الكلام وينقدن لوهم كبير اسمه الحب، محذرةً من أن الإعلام يلعب دور اً آخر في غاية الخطورة؛ يتمثل في عرض نماذج من قصص الابتزاز التي يتعلمها الشباب ويقومون بتقليدها بعد ذلك ضعف سبل الوقاية والمكافحة من ابتزاز النساء للوقاية من حيل الرجل سواء من قبل النساء أو أولياء أمورهن، وقلة من الفتيات تفكر في اللجوء للسلطات، ولا تعرف أي الجهات هي السلطة التي يجب التوجه لها في هذه القضية؟ هل الأمر أخلاقي وحسب وبالتالي فهي في هذه الحالة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أم أن القضية جنائية (تهديد) وبالتالي فهي من مسؤوليات الشرطة؟ وعلى أية حال، فإنه لا بد من تسجيل نقاط إيجابية لكلا الجهازين، إذ يبدو أنهما نجحا في عدة حالات في التعامل مع هذه الجرائم، ومنعا حصول جرائم أكبر. ولكن مازال هنالك الكثير مما يمكن تقديمه، تدني الوعي عند المرأة خاصة في الوقاية من الابتزاز ،وفي المجتمع عامة،سبل ضعيفة وقاصرة في مجال توعية النساء وأولياء أمورهن للوقاية من حيل بعض الرجال في ابتزاز النساء في المجتمع، هذا العامل هو الذي أحدث بيئة اجتماعية آمنة للرجل المريض في القلب، بحيث يضع حيلة للابتزاز في غفلة من المرأة…
الفراغ الروحي والوقتي. وتصل نسبته إلى 33 % من الحالات التي تأتي إلى ( مؤسسةآسية) . حب الفضول والمغامرة والتجربة، بحجة التجربة، والضحية في تلك التجربة الفاشلة الفتاة قليلة الخبرة. حاجة المرأة المادية، وعندما تطلب المرأة من الرجل حاجة يتعلق بتوظيفها، وعندما تطلب المرأة من الرجل مساعدة بتسجيل أولادها في الكليات والمعاهد، وانشغال أولياء الأمور (الآباء والأزواج والإخوان) بالوظيفة والأصدقاء عن القيام بمسؤولياتهم تجاه الزوجات والبنات والأخوات.
اتصال بعض الفتيات بالخاطبات وإعطائهن معلومات خاصة بهن، بما فيها الصور الشخصية، و هذا الأمر أخطر من ارتياد مواقع التزويج، وعدم وضع هؤلاء الخاطبات تحت مظلة الشؤون الاجتماعية . تبادل الصور من خلال مجموعات البلاك بيري، أو في المنتديات بين الفتيات،ومن ثم يتعرضن للابتزاز نتيجة إعطاء صديقاتهن صورهن ومعلوماتهن لأشخاص آخرين .
استمرار الضحايا في التواصل مع هؤلاء المبتزين لفترات طويلة قد تصل إلى عدة أشهر، بغرض مجاراته تجنبًا للفضيحة أو حتى إشباعًا لفضولهم في التعرف عليه أكثر، وبالتالي يقعون في خطأ عدم إخبار الأهل بالأمور، ويتناسون أن الأهل قد يساعدون بشكل أفضل في حل المشكلة .
غياب دور الأسرة والوالدين :
أولا : ضعف الدفء العائلي . أو تفكك الأسر
فمعظم القضايا التي سُجّلت لدى الجهات المختصة كانت أسبابها ضعف الدفء العائلي، وهنا يأتي دور العائلة في احتواء أبنائها وبناتها وغمرهم بالدفء والعاطفة والحنان، فنحن نعيش في عصر تعددت فيه وسائل الإغراء والإغواء، وعلى الأب والأم أن يأخذا هذا الأمر في اعتبارهما، وأن يتبادلا دور التبادل العاطفي، ويغرسا ذلك في نفوس أبنائهما وبناتهما، لتنعم العائلة كلها بالحب والحنان .
• ثانياً : ضعف الانفتاح العائلي .
حيث أصبح الابن في عالمه الخاص والبنت في عالمها الخاص، والأب والأم كل في عالمه، ولقاء العائلة محدود، بل ومعرفة الأب أو الأم بحياة أبنائهما وبناتهما في مستوياته الدنيا، من هنا يستطيع من تُسوّل له نفسه التسلل إلى قلب الشاب أو الفتاة، ويبقى الأمر غائب اً عن أنظار العائلة، حتى تتفاقم المشكلة ويقع الشاب أو تقع الفتاة في الفخ وعندها لا يُفيد الندم .
فالمبالغة في الخصوصية للولد والبنت تجاه العائلة انعكاساتها سيئة للغاية، كما أن القسر والقسوة نتائجهما سيئة أيضاً، وهنا من المهم أن تسلك العائلة منهج اً وسطي اً أساسه الانفتاح على الأبناء والبنات والقرب منهم وإحاطتهم بالرعاية والاهتمام، فهذا الأمر خير وقاي ة لما يُعانيه المجتمع اليوم .
ثالثاً: عدم التفهم، وشعور البنت بأنها في موقع الضعف، فالخطأ وارد لديها إلا أنها إذا لم تستطع المكاشفة مع أحد من أسرتها تكون المصيبة أعظم وأعمق، فتستمر البنت في الخضوع للابتزاز. ولذا ينبغي للآباء والأمهات أن يتفهّموا أوضاع بناتهم وأن يتصرّفوا بحكمة في مثل هذه المواقف، فالتعامل بالعنف والقسوة وسوء الظن الشديد يُنفّر الأبناء والبنات من المصارحة والمكاشفة، وبالتالي يكون ما هو أسوأ وأفظع، وعلى الفتيات أن يقرأن ويُتابعن أحداث المجتمع والقضايا التي تحصل لمثيلاتهنّ في المجتمع لكي يأخذن الدروس والعبرة، ويعرفن كيف يتصرّفن في مثل هذه المواقف، والمسؤولية أيض اً تقع على عاتق العائلة، إذ من المهم أن ينفتح الأب والأم على الأبناء والبنات وإطلاعهم على ما يجري من حولهم، ليكون ذلك درسا لهم .
وبالتالي لا يُستغرب أنه حين تقع فتاة في مصيبة من هذا النوع فإنها بدل أن تذهب لأهلها وتخبرهم بما يحصل حتى يفكروا بحل مناسب لردع هذا الجبان، فإنها تفضل أن تقدم المزيد من التنازلات. لماذا؟ لأنها تعرف بأنهم لن يكتفوا بالتوبيخ المعقول (وهو المطلوب) وإنما قد يك ون ذلك آخر يوم في حياتها.
الفقر.
المخدرات والمسكرات.
كثرة العمالة الوافدة التي تعمل في مجالات تتعامل مع احتياجات الفتاة اليومية. وهذه العمالة منها ما يتصف بضعف الخلفية الدينية وضعف مستوى الإيمان مما يجعلها تلج المسالك المحرمة أثناء تعاملها مع الزبائن .
التحول الكبير الذي طرأ على علاقات الناس ببعضهم ودخول جهات عديد للمشاركة في التربية وإفراز جيل جديد لا يأبه بالموروثات الدينية أو الاجتماعية في ظل هذا التقدم التكنولوجي الهائل المحيط .
هناك أسباب نفسية بحتة جدا ، تتمثل في الإجرام الداخلي ، والعنف ، وحب الاستبداد ضد الآخرين ، وغالبا من يقوم بهذا الأسلوب الإجرامي إذا كان ما يريده إجراميا ، فهو يعاني أمراضا نفسية داخلية قد لا يعلمها الآخرون .
آثار الابتزاز :
نشر الجريمة في المجتمع فكم من عورة لمسلمة أو مسلم تناقلها بعض ضعفاء النفوس في الأعراض ونشروها في أوساط المجتمع .
خلخلة الجانب الاجتماعي للمجتمع بما تحدثه من حالات طلاق وعنوسة ، وبما تحدثه من مشكلات اجتماعية بين الأسر..
الصدمات والاضطرابات النفسية التي قد تتعرض لها المبتزة، يوضح أنها قد تعاني من اضطرابات عصبية كالقلق النفسي، الخوف، الاكتئاب، أو قد تعاني من اضطرابات التكيف الاجتماعي بأن تميل إلى العزلة الاجتماعية والخوف من مواجهة الناس، وقد تدخل في بعض الاضطرابات الشخصية كالشخصية العدوانية أو المضادة للمجتمع .
التمادي في الظلم والطغيان ؛ فالذي يحاول الابتزاز لن يتوقف فسيستمر في غيه من ابتزاز للأعراض وانتهاك للخصوصيات ، وذلك سيؤثر سلبا في المجتمع ، وسيزيد من الجريمة إذا لم يتم ردعه ، وهذا هو الدور الذي تقوم الجهات المختصة به من خلال حفظ الأمن والاستقرار ، وصيانة الأعراض ، وتعقب هؤلاء المفسدين والقبض عليهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة .
وأما من يقع عليه الابتزاز، يقول الأخصائي عارف الحربي : إنه يتحول لأس ير لا يستطيع أن يتحكم في قراراته ولا سلوكياته ، بل هو رهن إشارة للمبتز أينما حل وارتحل .
يترك الابتزاز العاطفي أثرا كبيرا في نفسية المرأة وشخصيتها وقد يحتاج إلى سنوات من العلاج النفسي المستمر بعد إبعادها عن الطرف الذي يمارس الابتزاز انخفاض تقدير الذات وذلك سيؤثر على الضحية في كل شيء بعد ذلك .
العلاج :
المجال الإعلامي، إذ لا ينبغي على الإعلام الاكتفاء بنشر الخبر دون أن تصاحبه إضاءات نفسية واجتماعية حول طبيعة هذا السلوك الإجرامي، وإدانة فاعله، ومن أهم المجالات التي ينبغي الاهتمام بها أيضا مجال ثقافة الأسرة، فالمبتز ينشأ غالبا في أسرة تعاني فيها صورة المرأة من الاضطراب، ومن شأن الاهتمام بثقافة الأسرة العمل على إعادة صياغة مكانة المرأة في تلك البيئات التي تعاني من اختلال الرؤية، كما يتطلب الأمر من بعض المناهج الدراسية التي تستهدف مكارم الأخلاق تعميق القيم
المتصلة بالمرأة، وتعزيز صورتها في نفوس الفتيان، وتقبيح كل عمل يستهدفها بالإساءة .
تفعيل آليات معاقبة الجناة ورد الاعتبار وإعادة تأهيل المجني عليهم من الذكور والإناث ، وتشديد العقوبات القضائية والتشهير بالمتزين.
تفعيل نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الذي صدر قبل أكثر من عامين، ودخل حيز التطبيق نص في (مادته الثالثة)على أن الدخول غير المشروع على البريد الإلكتروني لشخص، وتهديده وابتزازه يعد جريمة يعاقب عليها النظام بالسجن لمدة لا تقل عن سنة ،وبغرامة لا تقل عن خمسمائة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين. وهنا يتضح أن هذا النظام يحفظ جميع الحقوق المترتبة على الاستخدام المشروع لأجهزة الحاسب الآلي وتقنيات المعلومات المختلفة، ويعاقب كل من يحاول الإساءة للآخرين أو يخالف مواد هذا النظام.
النظر الجاد في عقوبة من ارتكب هذا الجرم كونه يسعى في الأرض فسادا، ووضع العقوبات المناسبة لهذا الجرم والكفيلة بردع المبتز والحد من تفشي هذه الظاهرة في المجتمع.
التعاون الكبير بين الهيئات الأمنية والاتصالات للحد من تلك الظواهر المقلقة لكافة المجتمعات .. يجب أن يكون لدى المرأة نوع من الحيطة، وأن تضع حدا ومساحة بينها وبين الرجل في التعامل والحديث .
تكثيف الحملات التوعوية، والتوجيهات الإرشادية، والأنشطة المكثفة والمستمرة، عن طريق وزارة الإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة التربية والتعليم، للتوعية العامة للمجتمع وهذه التوعية يجب أن تستند على أسس دينية وأخلاقية وقانونية، فمثلا لا بد من أن يكون هناك قانون واضح فيما يتعلق بقضايا الابتزاز، ويكون معروف اً للجميع الشباب والفتيات بتعليمه في الكتب
الدراسية ونشره بالإعلام .
إيجاد قنوات آمنة تصل من خلالها ضحايا هذا النوع من الجرائم لمعالجة أمرها بصورة سرية. وليكن ذلك بتفعيل دور الجمعيات النسائية، لسهولة تواصل النساء مع بعضهن .
نشر الرقم الموحد وليكن من ثلاث خانات لسهولة حفظه ثم تكثيف بثه من خلال اللوحات الإرشادية ووسائل الإعلام ونشره في أغلب الأماكن حتى يتسنى للجميع الاطلاع عليه والوصول إليه بسهولة عند الحاجة .
النظر حول أرقام الهواتف التي لا يُعرف أصحابها(مسبوقة الدفع) حيث تستخدم بكثرة في هذه القضايا والحد منها أو إلغائها .
معالجة سريعة لوضع النقل الخاص المدرسي والجامعي داخل المدن وخارجها، وخضوعه للأنظمة والتعليمات، ولاسيما النقل العشوائي الذي يُعلن عنه في كل مكان .
تفعيل الجانب الوقائي والجانب الإصلاحي من خلال الأجهزة الرسمية والمؤسسات المجتمعية، والإفادة من روافد التربية والتعليم، والإعلام، والمساجد، وغيرها من الوسائل لمعالجة هذه الظاهرة وسد الطرق المفضية إليها .
تقديم دورات خاصة ومجانية عن كيفية الاستفادة من التقنية الحديثة في حفظ الأعراض .
-إيجاد حلول للقضاء على الفراغ.
-تشجيع الشباب والفتيات على الزواج المبكر وخفض المهور.
-تقوية الوازع الديني للأبناء والفتيات.
-زرع الرقابة الذاتية التي تنبع من داخل الإنسان. كذلك ممارسة الأسر لأدوارها التربوية، وتنشئة الشباب على قيم الشريعة الإسلامية، وعلينا تذكير الشباب بأن الله يراقبه. فالأسباب التي أدت إلى وجود تلك الظاهرة تدور حول ضعف المراقبة الذاتية، ونحن ندفع ثمن الاستغلال السيئ للتقنية عبر تدمير القيم وهدم المبادئ الإسلامية كما أصبحنا نفتقر إلى الكثير من الترابط الأسري .
-تفعيل الضبط الاجتماعي داخل الأسرة .
-اتباع أسلوب الحوار داخل الأسرة الواحدة وفتح المجال للمخطئ بالاعتراف ضرورة احتواء مشاكل الفتاة وعدم إشعارها بتفاهة مشاكلها بل بالعكس لأن ذلك يجعلها تبحث عن من يقدر همومها ويحتويها، وهنا ركزت على تعويد الفتاة على الاستماع لها وإسماعها أيضا عبارات التشجيع والمديح من جميع أفراد أسرتها الأم والأب والأخ والعم والخال لأن ذلك يشبع عاطفتها ولا يجعلها فريسة سهلة لنقص الجانب العاطفي .
الدور المؤثر للأسرة في تهيئة حياة متوافقة للمراهقات خالية من الأزمات النفسية والانفعالية، فإذا لم تتح للفتاة حياة مستقرة داخل أسرتها، فسوف تعاني من الصراع والقلق، ما يثمر تكوين سلوكيات غير متكيفة مع واقع الأسرة، ما يتسبب في المشاكل لها ولأفراد أسرتها. لذلك ينبغي تفهم الآباء سلوك المراهقين والمراهقات من خلال التعرف إلى مشاعرهم، ما يساعد على معرفة الأسباب التي قد تدفعهم إلى القيام بأي عمل مخالف. ا ولحل الأمثل لعدم سقوط الفتاة في براثن أية محاولة ابتزاز خارجية، يكمن في المنزل الديمقراطي الذي يثمر مراهقات يستطعن تحمل المسؤولية، ولهن القدرة على فهم أنفسهن وفهم الآخرين، ولديهن القدرة على الفكر المستنير السليم، بحيث يستطعن التمييز بين الصواب والخطأ ولا يمكن استغلالهن بسهولة .
• وحول دور المؤسسات الاجتماعية، تؤكد د. نصير أن على وزارة التربية والتعليم الاهتمام بإنشاء النوادي الصيفية على مدار العام للمراهقين والمراهقات بأسعار رمزية، حتى يتمكنوا من شغل أوقات الفراغ في أنشطة نافعة وامتصاص الطاقة الذهنية في البعد عن التفكير الخاطئ وامتصاص الطاقة الجسدية في البعد عن الأمراض، بالإضافة إلى أهمية إنشاء المكتبات لإيجاد فكر مستنير، لأنه إذا تم إشباع حاجات المراهقين والمراهقات إلى المعرفة، فإنهم سوف يتخلصون من السلبيات ويتعلمون التفكير قبل الإقدام على أية خطوة جديدة.
إعادة النظر في تربية وتأهيل الشباب كي يتمكنوا من التعامل الإيجابي مع شبكة الإنترنت . الطرق العلاجية لإزالة هذه الاضطرابات النفسية التي تعتمد في المقام الأول على إزالة الخطر المهدد للمبتزة؛ بإحداث ما يسمى )التطمين النفسي الأولي( ومن ثم الشروع في التقنيات العلاجية المعروفة لدى المختصين النفسيين من إزالة آثار الابتزاز أو ما نسميه(الاضطهاد) سواء أكان نفسي اً أم جنسي اً أم حتى جسدياً، ومن هذه التقنيات؛ تقنيات العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات الاسترخاء والتطمين
التدريجي .
التزام الفتاة بالزي الإسلامي وعدم خض وعهن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. أهمية قيام جهاز الحسبة بتطوير أدواته في مواجهة هذه الجريمة،ومن ذلك العناية بإحصاءات الابتزاز ، وإفرادها بشكل مستقل في التقرير السنوي ، كما نوصي بأهمية العناية في رفع كفاءة منسوبي جهاز الحسبة في مجال التقنية الحديثة من خلال الدورات التدريبية المتقدمة في هذا المجال .
وختاما فقد أوصت ورشة عمل علمية بإجراء مزيدٍ من الدراسات الميدانية الشاملة على قضايا الابتزاز والعمل على تحليل أسبابها للخروج بحلول علمية وعملية.. جاء ذلك في ورشة عمل نقاشية ضمن مق رر مادة قضايا معاصرة في فقه الاحتساب لمنسوبي قسم الحسبة بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابع لجامعة أم القرى بعنوان(الابتزاز.. تعريفه وأنواعه وأسبابه
وعلاجه) قدمها عددٌ من الدارسين وهم عبدالكريم آل رباح، وجدي الحربي، حسان بن خالد المرداس بإشراف فضيلة الدكتور ناصر العلي الغامدي. وتطرقت الورشة النقاشية إلى أن الابتزاز ظاهرة من أبرز الظواهر الدخيلة على مجتمعنا، في إشارة إلى أنها ظاهرة شغلت وسائل الإعلام، والتي أصبحت تفرد لها المساحات بشكل مستمر لتروي قصصاً من هذا الواقع ولا سيما التعدي
على حق وق الآخرين واستغلالهم بغير وجه مشروع. وخرجت ورشة العمل بتوصيات واقتراحات للوقاية والعلاج من أبرزها تنمية تقوى الله والحياء، وتوعية المجتمع وتنمية الحس الأمني لدى المواطن واستشعار المسؤولية والتكامل في أداء الأدوار. وأكدت ورشة العمل ضرورة نشر ثقافة المكاشفة والمصارحة داخل أفراد الأسرة عما يعتري الفرد من مضايقات ومواقف خاطئة
مصادر مهمة حول الموضوع:
دراسة التي أجرتها الدكتورة زينب بنت عبد العزيز المحرج للحصول على درجة الدكتوراة بعنوان
”الاحتساب على ابتزاز المرأة “
وتطرق البحث إلى جانبين، جانب نظري وجانب ميداني، وهدف البحث إلى: التعرف على جهود المحتسبين في التصدي لهذه القضايا، والتعرف على واقع الابتزاز لدى عينة الدراسة، وحصر ظواهره، ولفت الأنظار إليه، والوقوف على أسبابه، وأنواعه، وأضراره، والتعرف على موقف الشرع تجاه ابتزاز المرأة في ضوء الكتاب والسنة، ومعرفة المعوقات التي تعترض انضباط المجتمع ومحاربته هذه القضية، وتحديد سبل الوقاية من ابتزاز المرأة وتقديم العلاج لها من وجهة نظر شرعية .
أما الجانب النظري فتناوله فصل تمهيدي كان عن مفهوم ابتزاز المرأة وأسبابه ذكرت فيه الباحثة تعريف مفهوم الابتزاز، ثم ذكرت أربعة أسباب رئيسة متداخلة ومترابطة قد توقع في الابتزاز، منها الأسباب الذاتية وترتكز على ضعف الوازع الديني، وأسباب فكرية وثقافية وأسباب اجتماعية وأسباب بيئية .
وتعرضت الباحثة في الفصل التمهيدي إلى موقف الإسلام من ابتزاز المرأة وكيف أن الإسلام حمى المرأة منذ نشأتها من الوقوع في الابتزاز بمنهج وضوابط شرعية واضحة. وخصص الفصل الأول للجانب النظري فكان عن الضوابط الشرعية الواقية من الابتزاز المتعلقة بالفرد والمجتمع المسلم، والفصل الثاني كان عن سبل الوقاية والعلاج من ابتزاز المرأة في ضوء الكتاب والسنة، والفصل الثالث كان عن جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك جهود المؤسسات التعليمية والمناشط الدعوية تجاه قضايا ابتزاز المرأة . ”,
مشروع مؤسسة آسية للحماية من الابتزاز ..
http://www.hayah.cc/forum/t6529.html
تم تدشين موقع إلكتروني، يدعى موقع (بنات صح)، مخصص للتوعية بالظاهرة في ظل تزايد الابتزاز الإلكتروني للفتيات، ونشر التوعية ويقدم الاستشارات الإلكترونية للتخلص من المبتز، كما يحتوي على البرامج الهادفة والدورات العلمية وغرف المحادثة الآمنة ويقدم الوسائط والأفلام الت وعوية .
‘ الاحتساب على جريمة الابتزاز”، وهو بحث مقدم من الدكتور سلطان الحصين وكيل عمادة خدمة المجتمع في الجامعة الإسلامية، تكون البحث من تمهيد وأربعة مباحث، وقد جاء المبحث الأول بعنوان: أسباب جريمة الابتزاز، والمبحث الثاني حول: آثار جريمة الابتزاز، والمبحث الثالث حول ”طرق علاج
جريمة الابتزاز، والمبحث الرابع حول: جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكافحة جريمة الابتزاز.
رابط بحث في صفحة الهيئة :
http://www.pv.gov.sa/SearchCenter/Pages/results.aspx?k
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
إعادة نشضر بواسطة لويرزبوك
بحث قانوني حول جريمة الابتزاز مفهومها وأسبابها وطرق علاجها