منظمة الأغذية والزراعة
شعار الفاو
تعود نشأة منظمة الأغذية والزراعة Food and Agriculture Organization (FAO) إلى مؤتمر الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الذي عقد في حزيران/يونيو عام 1943 في مدينة «هوت سبرنغز» Hot Springes بولاية فرجينيا الأمريكية، وشارك فيه ممثلو أربع وأربعين دولة.
دعا إلى عقد المؤتمر الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت وذلك لمناقشة مشكلات العالم الزراعية والغذائية. وانبثق عن المؤتمر لجنة مؤقتة لاقتراح مشروع إنشاء منظمة دولية خاصة للغذاء والزراعة بعد موافقة عشرين دولة على مشروع دستور المنظمة. وقد دُعي إلى عقد المؤتمر الأول للمنظمة في مدينة كيوبك-كندا في عام 1945. ومع إنشاء المنظمة حُلّ معهد الزراعة الدولي الذي كان قد أُسّس في روما بإيطاليا عام 1907، وآلت إلى المنظمة الجديدة منشأته. اختيرت مدينة واشنطن مقراً مؤقتاً للمنظمة، ثم انتقلت إلى مقرها الدائم في مدينة روما. وفي نهاية عام 2003 بلغ عدد الدول الأعضاء فيها 179 دولة.
أهدافها
تقع أنشطة المنظمة في عدة مجالات رئيسة من أهمها:
1ـ السعي إلى تحقيق زيادة في الإنتاج الغذائي العالمي وتحسين الأوضاع المعيشية لسكان الريف: وذلك عبر نشر طرق الزراعة والتقانات المتقدمة، والحفاظ على الموارد الوراثية والتنوع الحيوي وحسن استغلالها، والمساعدة على تنظيم حملات عالمية لمكافحة التصحر والآفات النباتية والحيوانية وإدارتها، وغير ذلك من نشاطات عدة.
2ـ توفير المعلومات للدول الأعضاء والباحثين: فهي تعمل كشبكة للمعارف، ويقوم خبراؤها بجمع البيانات وتحليلها ونشرها لخدمة التنمية. وتعد قاعدة بياناتها الإحصائية الزراعية (FAOSTAT) أكبر مصدر للمعلومات والإحصاءات الزراعية في العالم. كما تُصدر المنظمة مئات البيانات الصحفية والتقارير والكتب، وتنشر عدداً من الدوريات المتخصصة.
3ـ اقتسام الخبرات: تضع المنظمة خبرتها تحت تصرف الدول الأعضاء لرسم السياسات الزراعية ودعم التخطيط وإعداد التشريعات الفعالة، وإرساء الاستراتيجيات القطرية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية الريفية والتخفيف من وطأة الجوع. ولتحقيق ذلك تستضيف العشرات من المؤتمرات والندوات والمنتديات الإلكترونية سنوياً، وتوفر الملتقى للبلدان وواضعي السياسات والخبراء الذين يعملون على صياغة الاتفاقيات المتصلة بالقضايا الرئيسة للأغذية والزراعة.
4ـ نقل المعارف إلى الميدان: تعمل المنظمة على اختبار المعارف والتقانات الحديثة في مناطق كثيرة من العالم. وتوفر المعرفة والتقنيات اللازمة، كما توفر في حالات قليلة مقادير محدودة من التمويل. وفي أوقات الأزمات، تعمل جنباً إلى جنب مع برنامج الأغذية العالمي والوكالات الإنسانية الأخرى لحماية سبل المعيشة في الريف، ومساعدة المتضررين في مناطق المجاعة والكوارث الزراعية الطبيعية.
5ـ التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية: وذلك لتحقيق الأهداف المشتركة فيما بينها. ومن ذلك، على سبيل المثال، موافقة هيئة الدستور الغذائي المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية[ر] World Health Organization (WHO)؛ على المبادئ والخطوط التوجيهية لتقييم المخاطر الصحية على الأغذية المنبثقة أوالمشتقة من التقانات الحيوية الحديثة، وبإمكان مثل هذه الاتفاقيات أن توّفق ما بين مختلف الإجراءات التنظيمية على المستوى الدولي.
6ـ تحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، في 16 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، بيوم الأغذية العالمي تخليداً لذكرى تأسيسها في ذلك اليوم، وموضوع يوم الأغذية العالمي لعام 2004 هو «التنوع البيولوجي من أجل تحقيق الأمن الغذائي».
تنظيمها وتمويلها:
تتكون المنظمة من الأجهزة الآتية:
ـ المؤتمر العام: هو السلطة العليا في المنظمة، ويتألف من ممثلي جميع الدول الأعضاء ولكل عضو صوت واحد، ويجتمع مرة كل عامين؛ يختص برسم السياسة العامة للمنظمة ويُعدّ برنامج عمل المنظمة ويصادق على ميزانيتها. ويتفرع منه ثلاث لجان رئيسة متخصصة في البرامج والسياسات وبرنامج عمل المنظمة ونشاطها الفني والمسائل الإدارية والقانونية والمالية، ويشكل المؤتمر عدداً من اللجان الإجرائية منها: اللجنة العامة، ولجنة الترشيحات، ولجنة أوراق الاعتماد، ولجان لموضوعات محددة، وينتخب المؤتمر المدير العام للمنظمة.
ـ المجلس: هو الجهاز التنفيذي للمنظمة، يعمل نيابة عن المؤتمر العام، ويصدر القرارات النهائية المتعلقة بالمنظمة باستثناء المسائل التي يقرر فيها المؤتمر العام الاحتفاظ بصلاحية إصدار القرارات النهائية.
يتألف المجلس من 49 عضواً يتم انتخابهم من المؤتمر العام لمدة ثلاث سنوات.يُراعى في انتخابهم تمثيلهم المناطق الجغرافية التي ينقسم إليها العالم وفقاً لنظام المنظمة والدور الذي تقوم به في مجال إنتاج منتجات الأغذية والزراعة واستهلاكها وتوزيعها. وينتخب المؤتمر رئيساً مستقلاً لمدة سنتين قابلة للتجديد لسنتين أخريين.
يجتمع المجلس في ثلاث دورات عادية في السنتين التي تلي انعقاد المؤتمر العام، ويتبع للمجلس خمس لجان دائمة هي: لجنة البرامج، واللجنة المالية، ولجنة مشكلات السلع، ولجنة مصايد الأسماك، ولجنة الشؤون القانونية والدستورية.
ـ الأمانة العامة: يرأسها مدير عام ينتخبه المؤتمر العام لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد أربع سنوات أخرى، وتتألف من:
– مصلحة التنمية المستدامة.
– مصلحة الزراعة.
– مصلحة مصايد السمك.
– مصلحة الغابات.
– مصلحة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية.
– مصلحة الشؤون الإدارية والمالية.
– مصلحة التعاون الفني.
– مكتب الشؤون العامة والإعلام.
– خمسة مكاتب إقليمية في القاهرة وبانكوك وأكرا وجنيڤ وسانتياغو، وخمسة مكاتب شبه إقليمية، وخمسة مكاتب تنسيق، وأكثر من 78 مكتباً قطرياً.
تستخدم منظمة الأغذية والزراعة أكثر من 1450 مهنياً و2000 موظف خدمة عامة. يعمل ما يزيد على نصفهم بقليل في مقرها الدائم في روما، في حين يقوم الآخرون بتنفيذ أنشطة المنظمة في شتى أنحاء العالم. ويتم تمويل موازنة البرنامج العادي للمنظمة من قبل البلدان الأعضاء فيها، من خلال مساهماتٍ يجري تحديدها في مؤتمر المنظمة. وقد وصلت موازنة عام 2004- 2005 إلى 749 مليون دولار أمريكي، وهي تغطي الأعمال التقنية الأساسية، والتعاون والشراكات بما في ذلك برنامج التعاون الفني، والإعلام والسياسة العامة، والتوجيه والإدارة.
تشير المعلومات الأولية لعام 2003 إلى إنفاق نحو386 مليون دولار على 1800 مشروع من مشروعات البرنامج الميداني، كان من بينها 400 عملية طوارئ وصل مجموع ما أُنفق عليها 183 مليون دولار. أما نفقات برنامج التعاون الفني الميداني فقد بلغت 203 مليون دولار.
إصلاح منظمة الأغذية والزراعة:
منذ عام 1994، خضعت منظمة الأغذية والزراعة لأهم عملية إعادة هيكلةٍ منذ تأسيسها بهدف تحويل عملياتها باتجاه اللامركزية، ودمج إجراءاتها وتوحيدها وخفض تكاليفها. وقد حققت من جرّاء ذلك وفراً مقداره 50 مليون دولار في السنة. ويوضح تقرير «إصلاح منظمة الأغذية والزراعة: للدخول إلى الألفية الجديدة» الخطوات التي اتخذتها للتحول نحو اللامركزية وتركيز أنشطتها على الأولويات الرئيسة. وفي عام 1999، أقر المؤتمر العام إطاراً استراتيجياً لتوجيه عمل منظمة الأغذية والزراعة حتى عام 2015. وكان قد تم تطوير هذا الإطار بالتشاور المكثف مع الدول الأعضاء والمعنيين الآخرين بالمنظمة، بغية توفير أطر العمل المناسبة للبرامج المستقبلية للمنظمة.
تفاصيل هامة حول منظمة الأغذية والزراعة