لماذا تخسرْ الشركات؟

عثمان بن حمد أبا الخيل

الهدف الرئيس للشركة مهما كان القطاع الذي تزاول به نشاطها الربح وجني الأرباح، هذه الأرباح لا تأتي من فراغ بلْ بالتخطيط ووضع ميزانية شامله تتماشي مع وضع السوق وتطوراته وتطلعاته وعدم اغفال المتغيرات التي تحدث. لا يمكن ابداً للإدارة أن تلوم المدراء إذا لمْ تكن على دراية وإطلاع على التقارير العالمية والمحلية التي تحلل وضع السوق خصوصا المنافسة والحصة السوقية. ان معرفة المنافسين مهم جداً ومعرفة قائمة المنافسين وتحليلهم ووضعهم يتحتم على الشركة رسم سياسة التسويق. من البديهي أن معرفة عدد المنافسين والمنافسين الجدد والقوة الشرائية للزبائن ودخول منتج جديد يحل مكان المنتج القديم له دلالات على فهم السوق.

هذه بعض مسببات خسائر بعض الشركات المواد الخام تتذبذب أسعار المواد الخام مما يؤثر على تكلفة إنتاج المنتج أو نقص المواد الخام وعدم وجود مخزون يكفي للإنتاج وهذا يؤدي إلى تخفيض الإنتاج وبالتالي زيادة تكلفة الإنتاج، العامل الآخر توقفات المصنع غير المجدولة وذلك بسبب ضعف الصيانة الدورية وسوء التشغيل مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج، وعامل آخر سوء التسويق تراكم المخزون وارتفاع تكلفة الشحن والتأمين. من زاوية أخري تحدث الخسارة من عدم تفهم الإدارة العليا لسياسات الشركة وضعفها وعدم ملاءمتها للواقع وعدم التحديث لتلك السياسات التي مضي عليها وقتاً طويلاً.

إن خسارة عملاء الشركة وعدم الاهتمام بهم دليل على فوضي عملية التسويق، هناك شركات أدركتْ أهمية العملاء وأهمية قاعدة 80/20 والتي تطبق في معظم شئون الحياة لكنني هنا أخص العملاء حيث إن 80% من دخل الشركة يأتي من 20% من عدد العملاء. إن هذه القاعدة لها أثر سحري وفعال ونتائج إيجابية. على رؤساء الشركاء الاهتمام بالعملاء فالأسواق غير مستقرة، وتتغير توقعات العملاء وسلوكياتهم باستمرار.

بعيداً عن المنافسة والعملاء والمنتج من زاوية ربما يغض النظر عنها أحياناً كثيرة المكافآت المبالغ فيها، والإنفاق الغير المبرر، والمبالغة في المصاريف، ومرتبات بعض الإداريين، والانتدابات والدورات التي يجامل في غالبتها. وتعيينات المجاملة لمدراء وموظفين غير أكفاء وضعف وربما غياب الرقابة الداخلية وعدم متابعة التقارير التي تتحدث عن وجهة الشركة.

مجلس الأدرة القوي هو درع وسور يحمي الشركة لكن هناك بعض أعضاء مجالس الإدارات ضعاف غير ملمين ولا يتحملون المسئولية بما يعرض عليهم في جدول الأعمال فهم موافقون على يعرض عليهم وهذا ما يجعل الشركة تتكبد الخسائر من جراء هؤلاء الأعضاء الذين يوفقون على مشاريع التوسعة على سبيل المثال دون معرفة كاملة بحيثيات دراسة الجدوى الاقتصادية ولا بالعائد على رأس المال والتدفق النقدي للمشروع او حتى عدد سنوات إعادة رأس المال.

أخيراً مجموعة من العوامل التي تؤدي الى خسارة بعض الشركات والتي مردها ضعف الإدارة وفوضي المنافسة والمجاملة. شخصياً أري إن عدم وجود ادارة قادرة على اكتشاف المشكلة وبحث اسبابها واستعراض طرق معالجتها السبب الأول في خسارة بعض الشركات.

إعادة نشر بواسطة لويرزبوك

مقال قانوني حول خسائر الشركات في النظام السعودي