العالم يناهض العنف ضد المرأة
هناء الفواز

في الـ 25 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، يتحد العالم في مناهضة العنف ضد المرأة، وعلى الرغم من ذلك ما زالت إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى تعرض واحدة على الأقل من بين ثلاث نساء للعنف بمختلف أشكاله، واعتبرت عنف الشريك من أكثرها شيوعا ثم عنف باقي الذكور في حياة المرأة، كنتاج للفجوة الكبيرة في المساواة بين الجنسين وتعزيز سلطة الذكر المطلقة على الأنثى.

هذا الوقوف الرمزي سنويا مع المرأة المعنفة لن يوقف العنف بطريقة سحرية، ولن يحيي قلوب المعنفين الميتة في يوم واحد، لكنه سيوقظ النائم منها، وسيلهم المعنفة ويدفعها للوقوف بشجاعة ضد معنفها، وينعش الدور الرسمي لكل القطاعات المسؤولة عن وقف تلك الانتهاكات وحصرها بكل صورها وأشكالها وفرض العقوبات المناسبة لها.

لعنف ليس كما يعتقده البعض أنه الاعتداء الجسدي أو الجنسي فقط، فهناك الكثير من الممارسات التي تنال من كرامة المرأة وإنسانيتها وحقها في الحياة والاختيار أعظم أثرا من ضربة السوط، خاصة ذات التاريخ الطويل منها والمصيري. حرمان القاصر من أحد أبويها، ومنعها من الدراسة والعمل أو إجبارها على ما لا يناسبها منهما، تزويج الفتاة في سن مبكرة أو بمن لا ترغب، أو منعها من الزواج وتعطيله أو تعليقها، التحكم في اختياراتها في الحياة، تعطيل مصالحها وتقييدها والتسلط عليها، التنمر وإثبات نقصها وضعفها وتعييرها به، منعها من الرعاية الصحية والعبث بأعضائها اتباعا لعادات جاهلية بالية، الاتجار بها واستغلالها ماديا، كلها تعد من أشكال العنف ضدها.

على الرغم من تركز مصدر تعنيف المرأة على الرجل، إلا أنه الأكثر تضررا من إيذائها، فهو يحتاج إليها كشريك قوي وداعم وليس كشظية تتحين الفرصة المناسبة لتفجير لغمها فيه وفي الأسرة. يجب أن تتحد النساء ضد كل إيذاء يمسهن مهما صغر، وألا تتخلى غير المعنفة عن حقوق أخواتها المعنفات، حتى تحيا نساء الكون بهدوء وكرامة.

إعادة نشر بواسطة لويرزبوك

جهود دولية سعودية لمناهضة العنف ضد المرأة – مقال قانوني