عام القضاء والمحاماة !
زيد الحلّي
تابع العراقيون ، باهتمام بالغ انتخابات نقابة المحامين العراقيين ، التي جرت مؤخرا ، وما آلت اليه من نتائج ، بانتخاب السيد ضياء السعدي نقيبا ، وقد دل ذلك على ان الناخب ، بدأ يعي مسؤوليته ، دون املاءات او انتماءات اثنية او عشائرية ، فالعمل المهني في النقابات ومؤسسات المجتمع المدني ، صورة مثلى للدافع الوطني ..
وكما دأبت السلطة القضائية العليا في البلاد ، في الآونة الاخيرة ، في تبسيط المفاهيم القانونية والقضائية ، وإجراءاتها ، الى المواطنين ، من خلال المتحدث الرسمي للمحكمة الاتحادية العليا السيد إياس الساموك الذي يطلع علينا ، حاملا اخبار القرارات القانونية المهمة ، بأيسر الكلمات ، ما يوحي الينا ان السنة الحالية2019 ربما هي سنة القانون بامتياز ، فلم يعد هناك سر ، في هذا المفصل ، ولاسيما بعد الانتخابات الشفافة للمحامين ، واطلالة المتحدث الرسمي للمحكمة الاتحادية العليا من خلال وسائل الاعلام ..
وهنا ، اقول ، انني لست ضليعا في القانون ، لكني كصحفي اتابع ما يجري على سطح الاحداث ، بعينين وأذنين تكسوهما الحيادية الايجابية التي تتوافق مع منطق الاشياء … ومن ثقب ابرة هذه الحقيقة ، انتبهت لعدة امور اصادفها في يومي ..
ووفق هذه الرؤية، اذكر ان وظيفتيّ القضاء ، والمحاماة ، هما من انبل المهن وأجلها قدرا وارفعها مكانة ، واكثرها خطورة ، لأنهما يفصلان في حياة الناس وأموالهم واعراضهم من مشكلات ومنازعات تعرض عليهما ، لذلك اعتبرت مثل هاتين الوظيفتين من أشق الوظائف وأصعبها ..
لكن بهذا الصدد ، علينا ان لا ننسى ان الشعب ، هو شريط حساس للغاية ، يلتقط بذكاء الصور المتناقضة التي يراها ، فتنطبع في نفسه ، وتظل تتفاعل وتتصارع ببطء ، لذلك ينبغي الانتباه ، فكلنا تحت ضوء الحقيقة . ولا ابالغ بالكلام حين اذكر ان عقل القاضي وعدالته ، والمحامي ودفاعه ، هما القوة المحققة المنتظمة المتراكمة المكونة للتقليد الايجابي المستمر في العدالة البشرية ، وافهم ان عقل المحامي الحاذق ، والقاضي وعدالته عدوّان للوهم والانخداع والتعصب .
واخيرا اؤكد :
لا تجادل بعاطفتك .. جادل بعقلك مدفوعا بعاطفتك .. ولا تنس ان الايمان بالعدل هو ايمان بالحرية.
إعادة نشر بواسطة لويرزبوك
القضاء والمحاماة في مقال قانوني مميز