الخطأ الطبي في السعودية

ما هي الأخطاء الطبية وكيف يمكن تعقبها؟

تعتبر الأخطاء الطبية من أهم القضايا التي يتم مناقشتها في السنوات الأخيرة، فهي تمثل خطرًا على حياة المرضى وتشكل تحديًا كبيرًا أمام الأطباء والممارسين الصحيين. وتشمل هذه الأخطاء العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى وفاة أو إصابة المريض، ومن بينها الأخطاء الجراحية، وتقديم العلاج الخاطئ، وإعطاء جرعات زائدة أو غير كافية من الأدوية. ويمكن تعقب الأخطاء الطبية من خلال الاستخدام الفعال للتكنولوجيا الحديثة والتحليل المنهجي للبيانات الطبية، بالإضافة إلى الاعتماد على مبادئ الممارسة الجيدة والتدريب المستمر للأطباء والممارسين الصحيين. ويجب على المرضى الإبلاغ عن أي خطأ طبي تعرضوا له، وتقديم شكوى بخصوص ذلك، حتى يتم تحديد المسؤولين واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار الأخطاء في المستقبل.

كيف يمكن الحصول على تعويض بعد الإصابة بسبب الإهمال الطبي؟

يعد الحصول على تعويض بعد الإصابة بسبب الإهمال الطبي من أهم الحقوق القانونية التي يحق للمريض المتضرر من الأخطاء الطبية الحصول عليها. ولكي يتم الحصول على تعويض مناسب وعادل يجب اللجوء إلى محامي خبير في قضايا الأخطاء الطبية. تتضمن عملية مطالبة بالتعويض تجميع الأدلة اللازمة لإثبات الإهمال الطبي وأضرار الإصابة على صحة المريض، وتقديم طلب التعويض اللازم للجهات المعنية. ويتحمل الممارسين الصحيين المسؤولية القانونية عن الأضرار المادية والنفسية الناتجة عن الإهمال الطبي، مما يجعل من الإجراءات القانونية للمطالبة بالتعويض يتطلب الدقة والمهارة والخبرة القانونية.

الشروط القانونية لإثبات الإهمال الطبي؟

تتطلب الشروط القانونية لإثبات الإهمال الطبي العديد من العناصر الأساسية، بما في ذلك وجود علاقة مباشرة بين الإهمال الطبي والأضرار الناتجة عنه، وأثبت المريض أو المدعي بما لا يدع مجالاً للشك، أن الإهمال التي ارتكبته المؤسسة الصحية أو الكادر الطبي كان السبب المباشر في الأضرار التي لحقت به. تشمل شروط إثبات الإهمال الطبي مسألة وجود معيار لا يمكن إغفاله أو تجاهله للرعاية الطبية، والذي فشل المتهم في الإفراط فيه، وأن الرعاية تجاوزت المخاطر والأعباء المعقولة التي يمكن تحملها. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الإهمال غير اعتيادي، أي أنه يخالف المعايير الطبية القومية أو المتعارف عليها في ممارسة الطب، وبذلك فإن إثبات الإهمال الطبي يحتاج إلى خبرة واضحة ودراية بالأصول القانونية والطبية.

أنواع الأخطاء الطبية الممكنة وكيف يمكن تفاديها

يعد الإهمال الطبي واحدًا من أسباب الوفاة الأكثر شيوعًا في العالم، ويتسبب ذلك في العديد من الأخطاء الطبية المحتملة. من بين هذه الأخطاء:

  1.  الأخطاء في التشخيص: يمثل هذا النوع من الأخطاء أحد أهم الأنواع التي يمكن أن يتعرض لها المرضى، حيث يتم تشخيص الحالة بشكل خاطئ أو عدم تشخيصها تمامًا مما يؤدي إلى إعطاء العلاج المناسب للحالة الخاطئة.
  2. الأخطاء في وصف العلاج: تشمل هذه الأخطاء إعطاء المرضى الدواء الخاطئ أو جرعة خاطئة أو دواءً لديهم حساسية تجاهه.
  3. الأخطاء في استخدام الأدوية: تتضمن هذه الأخطاء استخدام الأدوية الخاطئة أو على جرعة غير مناسبة أو تفاعلات الأدوية مع بعضها البعض التي تؤدي إلى تدهور صحة المريض.
  4. الأخطاء في الجراحة: تشكل هذه الأخطاء مخاطر كبيرة ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للمريض مثل فشل الجراحة أو التعرض للعدوى.
  5. عدم التواصل والتعاون السليم بين الطاقم الطبي والمريض: يجب أن يقوم الطاقم الطبي بالتواصل بوضوح مع المريض ومناقشة أبعاد الحالة والعلاج بشكل مفصل للتأكد من فهم المريض لعلاجه وتفادي أي أخطاء تتعلق بالتواصل.
  6. عدم الالتزام بإجراءات السلامة: يتعلق هذا النوع من الأخطاء مثلاً بعدم الحفاظ على النظافة الشخصية أو عدم التأكد من سلامة الأدوات الطبية والأجهزة المستخدمة في علاج المريض.
  7. الأخطاء في التجارب الطبية: قد يحدث خطأ في إعطاء العلاج المناسب في التجارب السريرية أو عدم إجراء التجارب بشكل صحيح وفقًا للبروتوكولات المعتمدة.

بدلاً من إلقاء اللوم على أي فرد أو جهة، يجب على الجميع الحرص على تجنب هذه الأخطاء الخطيرة. ولتحقيق ذلك، يجب التركيز على تعزيز الثقافة والتوعية الصحية بين الممارسين الطبيين والمرضى وأولياء الأمور والجمهور، بالإضافة إلى الالتزام بالإجراءات القياسية والمعايير الدولية في الرعاية الصحية.

عقوبات الإهمال الطبي والمسؤولية القانونية للممارسين الصحيين

تنص القوانين السعودية على توقيع عقوبة بحق كل طبيب يتسبب في خطأ طبي يهدد صحة المريض أثناء العلاج نتيجة الإهمال في عمله. وتتنوع عقوبات الإهمال الطبي وفقاً للقوانين الصحية المعمول بها، والتي تتراوح بين العوائق الإدارية والغرامات المالية والإيقاف الوظيفي والتعويض القضائي وحتى الحبس الجزئي. ويتحمل الطبيب المسؤولية القانونية في حالة إثبات إهماله الطبي والتسبب في ضرر للمريض، بما في ذلك التعويض عن الأضرار الناتجة عن الإهمال الطبي. وعلاوة على ذلك، تتحمل المؤسسات الصحية المسؤولية عن عملائهم والضمان الصحي العام بالتعويض عن الأضرار التي تكبدتها المؤسسة. لذلك، ينبغي على الممارسين الصحيين احترام قواعد الأخلاقيات المهنية واتباع المعايير الطبية الدولية لتفادي حدوث الإهمال الطبي وتجنب المسؤولية القانونية المترتبة عليه.

الخطوات المتبعة لتقديم شكوى حول الإهمال الطبي

لتقديم شكوى حول الإهمال الطبي:

ستقدم هذه القائمة خطوات تقديم شكوى بشأن الإهمال الطبي، بصيغة محترفة وجهة نظر المركز المعني.

  • جمع المعلومات الضرورية: يجب على المريض الحصول على جميع المعلومات المتعلقة بالمستشفى، طبيب العناية الصحية، والخدمة الطبية التي تلقاها. يمكن الحصول على هذه المعلومات من السجل الطبي أو طبيبه.
  • التواصل مع السلطات المختصة: يجب التواصل مع السلطات المختصة، مثل اللجنة المركزية للفحص الطبي واللجنة الوطنية لمتابعة شكاوى الخدمات الصحية. يمكن إرسال الشكوى بالبريد العادي أو البريد الإلكتروني.
  • ملء نموذج الشكوى: يتعين على المريض ملء نموذج شكوى الإهمال الطبي بكافة المعلومات المطلوبة، مثل بيانات المريض والمستشفى والطبيب ونوع الإهمال الذي تعرض له.
  • إرفاق المستندات المطلوبة: يجب إرفاق المستندات اللازمة، مثل السجل الطبي، التقارير الطبية، الفواتير، وأي مستندات أخرى ذات صلة بالشكوى.
  • متابعة الشكوى: يجب على المريض متابعة الشكوى والتأكد من أن السلطات المختصة تتعامل معها بشكل صحيح. يجب أن يكون المريض على اتصال بالسلطات المختصة والحصول على تحديثات دورية حول حالة الشكوى.
  • تأجيل تقديم الشكوى: في بعض الأحيان، قد يتم تأجيل تقديم الشكوى حتى يتم الخروج من المستشفى وتحمل الأضرار التي ترتبت على المريض بسبب الإهمال الطبي المزعوم.

الحقوق القانونية للمرضى المتضررين من الإهمال الطبي

تعرض بعض المرضى لأخطاء طبية قد تؤدي إلى آثار سلبية على صحتهم، ولكن يُحق لهم مطالبة المسؤولين عن هذه الإخفاقات بتعويضهم مادياً ومعنوياً، وهنا سنتطرق إلى حقوقهم القانونية:

  1.  الحصول على التعويض المادي: يُحق للمريض المتضرر من الإهمال الطبي المطالبة بتعويض مادي يُعوّضه عن الخسائر المالية التي تكبدها، مثل الأدوية والإجراءات الطبية الإضافية.
  2. الحصول على التعويض الأدبي: يتمثل التعويض الأدبي في تعويض المريض عن الآثار العاطفية والنفسية التي خلفتها الأخطاء الطبية، وهو نوع من التعويض الذي يدفع مادياً إلى المريض.
  3. المطالبة القانونية: يحق للمريض المتضرر من الإهمال الطبي رفع دعوى قانونية ضد المسؤولين عنها، ولتثبت صحة مطالباته يُلزمه إثبات تجاوز واجب الحذر من المدّعى عليه وتوفر العلاقة السببية بين الإهمال والضرر.
  4. حماية صحتهم وسلامتهم: يُحق للمريض المتضرر من الإهمال الطبي الحصول على الرعاية الطبية اللازمة للتعافي، وضمان عدم تعرضه للخطر مرة أخرى، كما يتم تطبيق قواعد السلامة المهنية على الممارسين الطبيين.
  5. تثقيف المريض حول العلاج: يحق للمريض المتضرر من الإهمال الطبي الحصول على المعلومات الكاملة والشافية عن حالته الصحية وعن العلاج المناسب، كما يجب على الطاقم الطبي توجيه المريض بشأن جميع الخيارات العلاجية والروتينية المطلوبة للوصول إلى تشخيص دقيق.

تحتفظ مصادر الصحة الذكية بالحق في تحرير وقتها هذا المحتوى أو تعديله في أي وقت، وإذا كنت تعتقد أن هذه النشرة لا تزال صالحة، فيرجى إخبارنا، وسنقوم بمراجعة المحتوى وإجراء اللازم.