العلاقة بين النظام الانتخابي والثنائية الحزبية في الولايات المتحدة الامريكية عادل عيدان حمزة مدير عام مكتب انتخابات النجف الاشرف


العلاقة بين النظام الانتخابي
والثنائية الحزبية في الولايات المتحدة الامريكية
عادل عيدان حمزة
مدير عام مكتب انتخابات النجف الاشرف
العلاقة بين النظام الانتخابي
والثنائية الحزبية في الولايات المتحدة الامريكية
عادل عيدان حمزة : مدير عام مكتب
انتخابات النجف الاشرف
    
 يشكل الحزبان الجمهوري والديمقراطي
في الولايات المتحدة الامريكية، قطبي الثنائية الحزبية في النظام الحزبي الامريكي
ومع إنهما يتشابهان كثيراً في برامجهما السياسية والكثير من المبادئ، إلا أنّ هناك
العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد أثرت في البيئة السياسية
الامريكية، ومن العوامل المهمة في ابراز الثنائية الحزبية هو النظام الانتخابي
المتبع في الانتخابات الامريكية
.
   
إنّ التأثير والعلاقة المتبادلة بين النظام الانتخابي الامريكي والثنائية
الحزبية فيها، يأخذ عدة اشكال، فمن ناحية تؤثر القوانين الانتخابية والنظام
الانتخابي في النظام الحزبي، ومن ناحية يؤثر النظام الحزبي الثنائي على سلوك
الناخبين ومعتقداتهم، ويؤثر في مؤسسات الدولة الرسمية ويتأثر من مؤسسات الدولة غير
الرسمية، لذلك فأن العلاقة بين النظام الحزبي والنظام الانتخابي هي علاقة تأثير
وتأثر، واتضح من خلال البحث الحاجة الى الرجوع الى التاريخ الامريكي وكيف نشأت
الامة الامريكية وتحت أي ظروف، مما يفيدنا في بيان المدخل الحقيقي لنشأة وتطور
النظام الحزبي الثنائي وعلاقته بالنظام الانتخابي، إذ إنّ هذه الدراسة تسلط الضوء
على تأثير النظام الانتخابي في تكوين الثنائية الحزبية في ظل نظام الأغلبية المتبع
في الانتخابات الامريكية، وتحدد العلاقة بين النظام الانتخابي والثنائية الحزبية
بأنها علاقة متبادلة، وإنّ تأثير النظام الانتخابي على تلك الثنائية يتضح من خلال
التأثير في المؤسسات الرسمية، فالنظام الانتخابي المتبع في الولايات المتحدة
الأمريكية يعد من الأنظمة التي تؤدي الى تشكيل حكومات الحزب الواحد مع وجود معارضة
قوية، مما يعني أن هناك ثنائية حزبية يحاول كل حزب فيها الوصول الى السلطة ويتخذ
الخاسر منهما جبهة المعارضة
.
ولا يخفى أن هنالك
دور طبيعي تؤديه الظروف البيئية والمجتمعية في نشأة الاحزاب السياسية الأمريكية
التي انبثق منها نظام الثنائية الحزبية، إلاّ إنّ العنصر الجوهري والمهم يبقى
دائماً أمام جميع هذه الوقائع والظروف هو النظام الانتخابي، فكل نظام انتخابي يتفق
وينسجم مع ظاهرة من ظواهر التعددية الحزبية، ونظام الأغلبية النسبية ذو الدورة
الواحدة في الانتخاب المتبع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية هو ما ينتج نظام
حزبي واضح، ما يلبث أن ينكمش ويتقلص الى نظام الحزبين الكبيرين في النهاية؛ لأنه
يجبر أحزاب الأقلية على الانضمام أو التحالف مع الحزب الأقرب إلى اتجاهاتها
السياسية، ولا يعطي لها الفرصة في مجرد التفكير في الاستقلال أو الانفصال عن أحد
الأحزاب الكبيرة
.
    
وعليه فإن بروز الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي والجمهوري)، يمثلان أقطاب
الثنائية الحزبية في الولايات المتحدة، وتلك الثنائية تؤثر تأثيراً مباشراً على كل
مفاصل الحياة الأمريكية بما في ذلك المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، مما ينتج عملية
تأثير وتأثر معقدة بين النظام الانتخابي والنظام الحزبي القائم على الثنائية، إذ
إن العلاقة بين النظام الانتخابي والنظام الحزبي علاقة متداخلة ومتشابهة وعكسية
أيضاً، في الولايات المتحدة نجد ان النظام الحزبي لا يتأثر بالنظام الانتخابي فحسب
بل هو من يتحكم بالنظام الانتخابي ايضاً، وهذا ما نلاحظه في نظام فريد من نوعه،
لانتخاب رئيس الجمهورية عبر هيئة انتخابية أو مجمع انتخابي، يعزز من الثنائية
الحزبية، كما أن النظام الحزبي القائم على بنية حزبية تنظيمية تُعزًزَ أدوارها
الداخلية عبر منظمة قومية ومحلية وعلى مستوى الولاية، تحافظ من خلال تلك البنية
التنظيمية على بقاء نظام انتخابي ذو أغلبية ويتبع نظام الفائز الأول، ومن خلال
تبلور النظام الحزبي الأمريكي القائم على الثنائية الحزبية للحزبين الرئيسين
الديمقراطي والجمهوري، جعل من الصعوبة بمكان ظهور حزب ثالث، وإن ظهور حزب ثالث ليس
بالمهمة المستحيلة، وإنما يجب ان يكون الحزب المنافس الثالث جدير بان يزيح أحد
الحزبين الرئيسيين خارج حلبة السلطة وينافس حزب السلطة ليكون في المعارضة حتى
يتحين له فرصة الدخول في السلطة
.