مرفق العدالة الفلسطيني واقع وطموح بقلم المحامي سليمان ياسين

مرفق العدالة الفلسطيني واقع وطموح 

ان مرفق العدالة هو من اهم مرافق الدولة و ان ارتفاع ثقة المواطن في القضاء يدل على ان مرفق العدالة يقوم بواجبه على اكمل وجه ، و في مسح قطاعي صادر عن مركز مساواة عام 2012 فان 50% فقط لديهم ثقة في القضاء الفلسطيني ، مع احترامنا للجهود الكبيرة التي يقوم بها القاضي وضغط العمل الذي يعيشه ، ولكن لدى مرفق العدالة معيقات كبيرة يجب تجاوزها حتى ترتفع ثقة المواطن الفسطيني في هذا المرفق الهام و ابرز هذه الميعقات :
اولا- تدني دخل القضاه وعدم ربط رواتبهم بجدول غلاء المعيشه وعدم توفير بيئة معيشية آمنه وعدم النظر لاحتياجاته ، وكثير من الدول توفر للقاضي راتب مرتفع و مسكن ملائم وحراسة ، ونجد في بلادنا مسؤولي الامن رواتبهم وامتيازاتهم أكثر من القضاه ، وان تدني الرواتب يمكن ان يؤدي الى شبهات فساد.
ثانيا- عدم ارفاد القضاء بقضاه جدد رغم الحاجة الملحة ، مما يجعل القاضي ينظر ملفات أكثر من طاقته و التباعد في المواعيد ويزيد من ضغط العمل لديه وهذا يؤثر على اداءه وسلوكه و تصرفاته .
ثالثا- عدم توفر بيئة مناسبة للمتقاضين والقضاه والمحامين ، فيجب العمل على بناء مقرات محاكم ملائمة للتقاضي.
رابعا- تدني الخبرة لدى بعض القضاه ، مع احترامنا للسادة القضاه الا ان بعضهم لا يصلح للعمل القضائي .
خامسا – غياب مظاهر العدالة في احيان كثيره ، فهناك سلوكيات غريبة يقوم بها بعض القضاه من حيث الاستعلاء على المتقاضين وعدم معاملتهم باحترام ، والمحاباه في احيان كثيره مع النيابة على حساب باقي الاطراف .
سادسا – تدخل السلطة التنفيذية في اعمال القاضي ولو بشكل غير مباشر ، وهذا يظهر بشكل واضح في تمديد التوقيف .
سابعا- عدم تعين موظفين جدد في المحاكم رغم الحاجة الملحة لهم ، رغم ان السلطة تقوم بتعين رجال امن الا انها تشكو من قلة الامكانيات عندما يتعلق الامر بمؤسسات اخرى كقطاع العدالة .
ثامنا – عدم احترام كثير من موظفي المحاكم لمدونة السلوك .
تاسعا – قلة الرقابة على أعمال القضاه و موظفي المحاكم.
عاشرا – عدم تعاون السطلة التنفيذية في احيان كثيره مع القضاء وعدم تنفيذ بعض القرارات التي تصدر عنه.
حادي عشر – عدم الاستخدام الواسع للوسائل التكنولوجية في مرفق العدالة .
فنحن جميعا نسعى لقضاء عادل يقضي الحقوق بالسرعة الممكنة وبجودة عالية ، فكلنا امل وطموح ان نتجاوز هذه المعيقات حتى ينال القضاء ثقة المواطن وبدون ثقته لن يبقى أهمية لهذا المرفق .
مع الاحترام