عداله خارج التغطيه – مقال قانوني مميز

عداله … خارج التغطيه

فوزي كاظم المياحي
سيدي حمورابي … روما تعض على اﻻصبع لو انك ولدت فيها ولم تولد في العراق.
في ساعه متأخره من ليله مشؤومه اخبرني الرفيق ابو انتصار ان اترك العراق فوراً ﻻن امر بالقاء القبض قد صدر ضدي.
سألته مستغرباً ما اذا عرف شيئاً عن حيثيات هذا الامر؟
قال : قد وردت معلومات عن انتماء ابن خالتك ﻻحد الاحزاب الإسلامية المحضوره .
: و ما علاقتي انا بهذا ؟! … انتم انفسكم تعرفون اني سكيرا وفاحشا ومشجع لنادي الزوراء وغالبا ما كان احدكم يوصلني الى البيت وانا اترنح بعد ان ينصحني بترك المشروب الخره…
قال : هاي هيه عليك الهرب .. استعجل ترى بعد ماعلينه
مددت يدي خلسه تحت وسادة امي التي كانت تغط بنوم عميق لأختلس منها مبلغ ثلاثمائة دينار كانت تتدخرها ليوم دفنتها . شممت رائحتها و ودعتها بصمت ولو انها ستشكيني لدى المنظمه الحزبيه بتهمة سرقة مدخراتها و تزوير دفتر الخدمه العسكريه
دخلت الى دمشق بأعتباري من المنشقين عن الحزب الحاكم ومن هناك قادني البحر الى روما. في البدايه كنت استحي من التماثيل الرخاميه حيث كان اغلبها دون لبسان. هناك سألت عن تمثال لألهة العداله .. دلوني عليه . عانقته بكيت على اعتابه ثم اني غالباً ما كنت اتوسد قاعدته الرخاميه لابيت عليها … لعله الظلم وحده قادني لاتعلق بهذه العداله الصماء.
بعد اكثر من ثلاثين سنة ماتت امي ، المنظمه الحزبيه حازها احد ابناء الشعب على اساس ان عقارات الشعب للشعب ، الحكومه على وشك منع المشروب والترويج للبربيكان.
وفي منطقه موبؤه قال احدهم واضنه من المتحولين انه حلم بألهة العدل وهي مقطوعة اليدين يقطر منهما الدم.
قال اخر : اخ اخ يا خطئي الجسيم وانا محام عريق فقد صدر حكم قضائي ضد موكلي و بدل ان اخاصم تمييزا الخصم الحقيقي خاصمت قرار المحكمه .. لعلها تعذرني ألهة العداله .
تقدم اخر : انت لست على خطأ أبداً انما تقمصتك سيادة خصومة المحكمه لك لان هذه تخفق غالباً في توزيع الرعايه القضائيه على الخصوم بالتساوي فهي تسمع لهذا وتمتنع عن ذاك تبش لهذا و تهش عن ذاك
اما ان الهة العداله تقطر دما فتفسيرها ان الامور و القضايا تحسم قبل الاوان و على حساب الحق
لما عرفت ان الجماعه سكارى مثلي و لا يعوون ما يقولون قلت : قرأت مره ان وكيع القاضي كان لا ينام الليل اذا كان لديه دعوى تتعلق بحق لا يعدو اكثر من دنانير معدوده فالحق لألهة العداله ان تقطر دما.
بلنا جميعاً على الحائط المؤدي للكراج و ودع احدنا الاخر دون سابق معرفه.