أمريكا ترامب في أول عمل حربي خارجي لها (القصف الأمريكي على قاعدة “الشعيرات” العسكرية في سوريا) تكشف سياستها القادمة خلال 4 (أو ربما 8) سنوات قادمة وبإيجاز كالاتي :
اولا – لا زالت مستمرة في خطها الستراتيجي المعروف في عدم مخالفة السياسية الصهيونية بالمنطقة.
ثانيا – لا يمكن ان تسيء لعلاقاتها مع دول الخليج العربي بسبب البترول ورؤوس الاموال الخ بغض النظر عما يقال عن بعض ساستها ومن حلفائها من ان تلك الدول او بعضها على الاقل تدعم الجماعات الارهابية في سوريا والعراق ومصر وليبيا والمنطقة ككل !
ثالثا – لا زال اللاعبون الكبار يتصارعون في سوريا لأهميتها التي لا تخفى على أحد
رابعا – مجيء دونالد ترامب والذي لطالما كرر ومن معه (في الحزب الجمهوري) اثناء الحملة الانتخابية الاخيرة إلى ان اوباما وهيلاري كلنتون هما صانعا داعش الحقيقيان في العالم وبمجيء ترامب أكد دعمه لتلك الجماعات الارهابية واصراره على ابقاء حالة الدمار والحرب الاهلية في سوريا وعدم السماح لحسم المعركة لصالح الجيش العربي السوري (خاصة ان تلك الضربة الجوية كانت لانقاذ جبهة النصرة كما تناقلته وكالات الانباء) !
خامسا – ان موقف امريكا ترامب بات اكثر حدة من امريكا اوباما والتي اضطرت لابرام الاتفاقية النووية بالعام الماضي مع ايران والذي لم يكن يرضي الحزب الجمهوري المعارض انذاك !
سادسا – بمطالعة ردود الافعال لتلك الدول ادناه والتطورات التي اعقبت الضربة الامريكية (التي تذكرنا بضرباتها على العراق اعوام 1991 و 1998 و 2003) نعلم ان المنطقة مقبلة على تصعيد وربما حرب كونية لا سمح الله تسببت بها (لو اندلعت) الادارة الامريكية والسياسة الحمقاء للتاجر دونالد ترامب !
1 – وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، يعتبر أن من الضروري الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإدارته في أقرب وقت
2 – وزارة الخارجية الإيرانية، أدانت القصف الأمريكي على سوريا.
3 – السعودية واسرائيل وتركيا وبريطانيا، وفرنسا، واليابان، رحبت بالضربة الصاروخية الأمريكية التي استهدفت قاعدة جوية للجيش السوري
4 – المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تعتبر أن الضربة الأمريكية لسوريا كانت مبررة، لكنها تدعو إلى تركيز الجهود على التسوية السياسية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ديمقراطيا
5 – وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس يعلن أن فيينا تدرك أن الغارة الأمريكية على سوريا جاءت لمنع تكرار الهجمات الكيميائية، مشددا على أن قرارا كهذا يجب أن يتخذه مجلس الأمن
6 – تركيا تدعو لإنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا ر(لمنع القوة الجوية السورية من السيطرة على اجوائه وترك الارهابيين يسرحون ويمرحون في سوريا) (الا يذكركم هذا بخطي عرض 36 و 32 على العراق منذ 1991 ؟)
7 – البنتاغون بدوره، صرح أن سفن البحرية الأمريكية أطلقت 599 صاروخا مجنحا باتجاه الموقع المستهدف
8 – الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن أنه أمر بشن هجوم صاروخي على مطار عسكري في سوريا.
9 – وكالة “سانا” أفادت بمقتل 9 مدنيين بينهم 4 أطفال وإصابة 77 آخرين جراء الضربات الأمريكية على ريف حمص والقيادة العامة للجيش السوري، أعلنت، في بيان، عن مقتل 6 عسكريين وسقوط عدد من الجرحى وحدوث أضرار مادية كبيرة.
10 – روسيا تجمد العمل باتفاق سلامة الطيران مع الولايات المتحدة لتفادي الحوادث وتوفير أمن التحليق في سوريا.
11 – لافروف: يبدو أن الضربة الأمريكية تهدف إلى تجنيب “جبهة النصرة” الضربة ويصف القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات السورية بالعمل العدواني
12 – موسكو تدعو مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة من أجل بحث الغارة الصاروخية الأمريكية على سوريا.
من يتذكر ما حصل للعراق من 1991 الى 20033 لا يختلف السيناريو كثيرا – العالم يصرح ويؤيد ويندد ومجلس الامن مشلول بسبب حق النقض (الفيتو) واللاعب الدولي الوحيد (الولايات المتحدة) ومن يلهث خلفها والتي دوما تفرض الامر الواقع (دي فاكتو) !
تذكروا لا يوجد ما يسمى بثورات الربيع العربي فهي ضحك على الحلم الفرد العربي واستغلال لتعطش وسغب المواطن العربي الدائم للحرية الموهومة من حكامه الفاسدين وان تغيروا فلن يتغير منهم سوى الاسماء واما الحقيقة فالعالم تحكمه المصالح وان الانبوب البترولي الذي ارادت فرضه قطر وتركيا على سوريا ليمر من اراضيها الى تركيا واوروبا ما زال السبب الحقيقي وراء تدمير سوريا والمحاولة للاطاحة بحكم لا يتوافق مع مصالحها ولن يرضى ان يكون تابعا لها بالمقابل مواقف روسيا وايران الداعم للحكم في سوريا ايضا له اسباب مالية واقتصادية وعقائدية فروسيا لديها اكبر خزين غاز بالعالم ومن اكبر المصدرين لتركيا ولاوروبا والانبوب القطري المأمول يضرب مصالحها بالصميم فضلا عن المصالح الروسية المهمة والتأريخية في سوريا كما ان الاطماع التركية التاريخية والجغرافية والاقتصادية في سوريا معروفة فهي لم تكتف على سبيل المثال بلواء الاسكندرون بل ربما سقف طموحها سيصل الى ضم العاصمة الاقتصادية في سوريا (حلب)