بسم الله الرحمن الرحيم
المسلك العقلي
جمال الحياة بجوهرها الواقعي وليس بالمظاهر التي طالما تدفع المرء الى الهاوية بل الى الموت الحقيقي فالمدرسة عندما يدخل لها الطالب لاتعلمه ان ينظر الى جدرانها والمقاعد بل تعلمه اهم الامور التي يحتاجها لكي ينتقل من مرحلة نوعية معرفية الى اخرى بشرط ان تكون حاملة للتعب والجد والايمان بالطريق الذي ابتغي الوصول اليه , بعد هذه المقدمة ادخل بصلب الموضوع في الاغلب هناك حالة نتحسسها وهي شدة الموقف بخروج الجنازة من الدار الى المقبرة فهذه الحالة بها الافتراق عن الدار والاحبة بحيث اصعب عن وصفها والخروج بهذه الصورة صعب للغاية لانه لارجوع بعدها للدار والاولاد والزوجة , هناك آية قرآنية فيها مضمون جداً جميل ( ربّ ارجعون لعلي اعمل صالحاً فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها )
الاية واضحة بانه لايمكن الرجوع لكن لو تعمقنا بها نجدها متحققة بالعالم المادي , اليوم الفرد عندما يحمل الحقيبة ويخرج من الدار للسفر هو بحد ذاته خروج عن الدار والبيت والزوجة بحيث لو خرج من الدار والتفت خلفه للدار سيجد في نفسه وحشة لوجود الحاجز بينه وبين العائلة الهم في هذا المشهد هو المقصد من الخروج من المعلوم ان المرء عندما تخرج روحه تنتقل الروح من العالم المادي الى العالم الاخروي الغيبة وبنتيجة هناك مقصد لتلك الروح في السفر كذلك لكن الجهل والعلم يكمن في النظر لهذا المقصد هل سيكون مثمر بحيث اجد فيها التكامل الانساني ام لا اعيش في جهل من امري بحيث يصبح السفر نار محرقة الاغلب يجهل الامر فالانسان عندما يموت هناك من يكون مقصدة صورة بيضاء اي اعماله تدفعه لرؤية كرامة الباري ومنهم من يكون مقصده مظلم جراء الحقيبة التي يحملها في عنقه وبالنهاية العقاب , الصورة الاخر علاقتنا بالانسان بالعالم المادي تنتهي بوضعه بالقبر وهو المحطة التي تضع الحاجز بين الاحياء والاموات اي بين المرء واهله وهذه الصورة وجدها بالمطار ,
المطار محطة تنقلك من بلد الى بلد والعجيب ان المطار له نظرة مقتبسة لما موجود في القبر من ختم التذكرة والمرور على سونار الفحص والتفتيش كل هذه الامور اجدها في الرحلة وتمعنت بها ووجدتها صورة حية تجعلني اضع امامي التهيء الى السفر الطويل الذي لارجوع بعده هذا السفر الذي يقول عنه امير المؤمنين علي عليه السلام ( لو عاينتم ما قد ماعين من مات منكم لجزعتم ووهلتم وسمعتم واطعتم ولكن محجوب عنكم ما قد ما عاينوا وقريب ما يطرح الحجاب ) ,
الصورة الاخر التي اعطتني صورة مشرقة هي ان الموت متنوع فالصغير يموت والمراة الشابة الشيخ الكبير والسوداني والعراقي والسعودي الكل ميت والموت لايوجد عنده تحديد للموت في الطائرة كذلك وجدت هذه الصورة المسافرين تجد اختلاف الاعمار وتجد اختلاف الجنس وتجد اختلاف القوميات والكل مسافر , هذه الامور صورة حية تنقلك من البرزخ الى القيامة عبر عدة مواقف وبالنتيجة يختم الجواز بالدخول للمقصد الذي حزمت امتعتنك اليه اما لرضى الله سبحانه او لسخطه , ورب قائل يقول انت تتكلم وكأنك ميت الرحلة نعرفها للسيحاة والاطلاع على ثقافات تلك البلاد وانت تتكلم عن الموت ايعقل ما تقوله ايها الكاتب ؟
الجواب اعطيك الحق لكن العلم اعطاني سمة بان هذا العالم محطة انتقال من عالم الى عالم وهذه النظرة لابد ان لا اغفل عنها بل اجد واتعب لكي تكون الرحلة موفقة بالخير والاعمال الصالحة بحيث اعطي بصمة مشرقة تجعلني اتكامل انسانياً فالناس اليوم كثر لكن النوع الانساني قليل للغاية وهذا الشيء لابد ان نطمح بالوصول اليه , الاية القرانية قلت انه لارجوع فيها للحياة لكن السفر المادي تجد فيه الرجوع الى الاهل والاسرة التي تعيش بكنفها وهذا الامر بحد ذاته نعمة من نعم الباري عز وجل لكي تعيد حاسابات اعمالك وتجهد نفسك نحو الاصلاح كالشخص الذي ينام وفي الصباح يستيقض فالبعض ينام وهذا النوم ينقله للعالم الغيبي الموت والبعض لا يستيقض ويعيش ما تبقى من عمره ,
اخوتي هنا يكمن جمال الحياة التي اوجدها الباري عز وجل نسال الله سبحانه ان يجعلنا بافضل الاحوال وان ينقلنا من دار الدنيا الى دار القرار باحسن الاحوال والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .