محامية .. تحت التمرين
- كووول اللي درستيه بالجامعة ذبيه وراج
وتركتُ الاستاذة الكبيرة حين همس لي محامي قريب الشبه والسن بوالدي :
– ماشالله عليج , اتوقع لج مستقبل باهر بالمحاماة – وأردف وهو يشير بطارف عينه الى استاذتي – بس ترا الاستاذة متفيدج
وسألتُ عنه زملاء لي من دفعتي فاتسعت احداقهم :
– الاستاذ ؟! قامة من قامات المحاماة .. واحتمال يصير منتدب الغرفة
- ولم اتردد .. وانتقلتُ الى مكتب الاستاذ ( قامة من قامات المحاماة )
وصعقتُ .. أسبق لك وان صعقتَ بالكهرباء ؟ صُعقتُ وانا اقرأ اضبارة الدعوى التي كلفني الاستاذ باعداد ملخص عنها .. ذبتُ تماما في ملابسي في غرفة الضابط في مركز الشرطة وانا أقلّب الاوراق التحقيقية .. كانت قضية بغاء ودعارة !!
تصوّر يادكتور محمد حالي – انا السنفورة المتخرجة قبل خمسة اشهر – وانا اقرأ تفاصيل لم اجرؤ يوما على تخيلها طوال 22 سنة من عمري .. كنت كمن يشاهد فيلما اباحيا قذرا .. تصبب العرق غزيرا من كل مسامات جسدي وانا ارفع ناظري لأجد ضباط المركز يتبادلون الابتسامات ونظراتهم تلتهم تفاصيلي كأنّ شيئا ما على وشك ان يقع ,
– فعلا المركز نوّر بحضورج استاذة .. ياريت كل يومين تمرين علينا .. الا نغَركج بالدعاوى
– اكبر قضية افضها بموبايل .. قدراتنا من فضل الله لاحدود لها
ولأن الاستاذ ( قامة من قامات المحاماة ) لايقف عند حد .. ولاني بنت ناس ومستورة .. تركته
وأقسمتُ يمينا مغلّظة ان لا ادخل مركز شرطة
وتوسط لي احد اساتذتي في الكلية لأباشر العمل برفقة محام شاب :
– رح ترحين ويه واحد عبقري .. اكبر عقلية قانونية خرّجتها كليتنا
هكذا لخصّه لي .. وسررتُ جدا .. وتطلّعتُ الى السماء باحثة عن ( طاقة القدر اللي اتفتحت لي – على كولة المصريين ) .. كان استقباله لي حافلا :
– ماشاءالله عليج صورة وقيمة .. ترا الدكتور غالي علينا وهوّا وصاني على ثلاث بنات خريجات دايشتغلن وياي .. بس انت ماكو وحده تنافسج
واحرجتني كلماته .. وظننته يراهق .. فعلا صدّقني ظننته يتغزل بي
لكن الاستاذ لم يكن يراهق .. ولم يكن يتغزّل
– باجر عدنا مرافعة حاسمة عند القاضي ( – ) اريد هالوجه الحلو يكابله من الصبح حتى يحسم القضية بمزاج هههههههه
– نعم ؟!!
تساءلتُ بشيء من الاستنكار .. لأقل .. تصنّعتُ الثَوَل
– قابل القضاة احسن مني
وصفعته .. وانهيت علاقتي به .. وعدت الى المحكمة .. اتناول الشاي والقهوة والثرثرة المكررة في غرفة المحاميات .. وأعد الخطى في اروقة المحاكم متصنعة الانشغال بانتظار دعوى قد تأتي وقد لا تأتي .. وطال الانتظار .. ومللت .. ونفد صبري .. وتذكرتُ يوما عرضا سخيا لأحد العرضحالجية مقابل الباب الكبير للمحكمة
انا الان في كروب محاميات ( 5 ) نعمل لدى أبو سعد .. عملا بمنتهى اليسر والثراء والشرف .. الرجل يتكفل بكل شيء , الاتفاق , والاستلام , وحتى كتابة العريضة , ازوره صباحا لاتسلم الدعوى مع الموكلين , مع حصتي من الاتعاب ( المقسوم ) , المهم مطلّعه مصرفي ومعيشتي واشتراك السيارة .. ومحّد يعرف المستقبل .. احتمال يبتسم لي الحظ فد يوم واتزوج ابو سعد
لاتضحك دكتور ..
ترا ابو سعد دا يكمّل دراسة حقوق أهلي .