معلومات أساسية عن الإطعام القسري وتعديل القانون الذي يسمح بالإطعام القسري
اعداد المحامي كامل ناطور – هيئة شؤون الاسرى
غالبا ما تتم عملية الإطعام القسري عن طريق ادخال أنابيب عبر أنف المضرب عن الطعام لتصل الى معدته وذلك يتم عادة باستعمال القوة ( الا في الحالات التي يتم فيها الإطعام القسري بعد فقدان المضرب لوعية)، وتتم عادة بعد تكبيل الأسير المضرب ويتم ذلك مرارا وتكرارا عند كل “وجبة ” ويتم ذلك عادة بإشراف أطباء وممرضين ولعدة مرات يوميا.
في التاريخ البشري الحديث كان هنالك عدة دول كانت مجبرة على التعامل مع حالات إضراب جماعية عن الطعام أبرزها اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية واللتا اكتسبت الخبرات في التعامل مع الاضرابات الجماعية عن الطعام واكتسبتا معلومات طبية عن فيسيولوجيا جسم المضرب عن الطعام.
الأدعاء العام هنا هو أن الإطعام القسري هو أمر ضروري وأن استخدامه هو بهدف انقاذ حياة المضرب عن الطعام، لكن التجربة ( في معتقلات غوانتنامو ) أثبتت أن الإطعام القسري يستخدم لكسر عزيمة المضرب وكسر ارادته وبالتالي كسر الإضراب، والإطعام القسري اعتبر ضرب من ضروب التعذيب واختراق حرمة الأسير، وتم ادانة سياسة الإطعام القسري من قبل اللجان والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان غير التابعة واعتبر الإطعام القسري ” إجراء قاسي، مهين وغير انساني” وبسبب طبيعة الإطعام القسري اللا انسانية أدانت منظمات حقوق الانسان الإطعام القسري بعدة بيانات، حيث تبنت منظمة الصحة العالمية إعلان طوكيو المتعلق بالإطعام القسري وأعلنت أن على الطبيب أن يحترم رغبة الأسير برفض الإطعام القسري، ولاحقا جاء اعلان مالطا في سنة 1991 والذي عادت منظمة الصحة العالمية وأقرت غالبية ما جاء فيه بسنة 2006 وذلك جراء الممارسات اللا أنسانية في معتقلات غوانتنامو.
إضافة لذلك فأن الإطعام القسري يعدم أي ثقة تم بنائها لدى الأسير بالطواقم الطبية، وبرسالة موجهة لرئيس الوزراء نتنياهو نصحت منظمة الصحة العالمية رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بتبني موقف نقابة الأطباء الإسرائيلية التي حذرت بدورها من مخاطر هذه الممارسة والتي غالبا ما تفشل- وخاصة لما يرافق تلك الممارسة من الوحشية- من الناحية الانسانية ولمخالفتها لأخلاقيات مهنة الطب.
وتقول منظمة الصحة العالمية أن الإجراء الأمثل في مثل هذه الحالات هو إعطاء طواقم أطباء مستقلين من طواقمها الفرصة للتواصل مع المضربين عن الطعام دون وسيط أو رقيب من جهة مصلحة السجون. من خلال رسالة لنقابة الأطباء أدلت النقابة برأيها الأخلاقي بكل ما يتعلق بالإطعام القسري ونصت برسالتها التي نشرت بشهر فبراير 2005 أنه ” يحظر على أي طبيب الاشتراك في إطعام قسري لمضرب عن الطعام” ( البند 6 للرسالة) وفي البند رقم 12 لرسالتها حذرت أنه ” في حال فقد المضرب عن الطعام وعيه بحيث لا يستطيع أن يبدي رأيه- للطبيب الحرية أن يقرر حسب معرفته وضميره كيف يمكنه الاستمرار بمعالجة المضرب عن الطعام من خلال الحفاظ على موقف المضرب ورغباته حسبما أبداها أمامه خلال الإضراب “.
الصليب الأحمر أيضا تبنى موقف أنه لا يجب اعطاء علاج بالغصب أو إطعام المضربين عن الطعام قسرا وأنه يجب احترام رغبة الأسير وحقه للاحترام، من نتحية أخرى وبنفس السياق أعربت منظمة الصحة الاسرائيلية أنه لطالما يستطيع الانسان ابداء رغبته يجب احترام رغبته في الاستمرار بالاضراب عن الطعام ويحظر على الطبيب الاشتراك في الاطعام القسري.
جمعية حقوق المواطن في إسرائيل أعربت عن موقفها إزاء قضية الإطعام القسري وارتأت أنه يجب أن يتم التعامل مع حالات الإضراب عن الطعام في إطار قانون حقوق المريض وخاصة المواد 13 و 14 و 15 منه، وأعربت كافة المؤسسات الحقوقية عن اعتراضها على أن القانون المنوي سنه أخذ بالاعتبار اعتبارات خارجة عن الأمور الطبيه وتعداها الى اعتبارات أمنية تتعلق بأمن الدولة، سلامة الجمهو والحفاظ على الأمن دون الأخذ بموقف الجهات الطبية حول القضية المطروحة.
الطرق الواردة للإطعام القسري هي عن طريق نبوبة الى المعدة عبر الفم أو عبر الأنف أو عن طريق أنبوبة تصل مباشرة الى المعدة عن طريق عمل فتحة جراحية ي البطن أو عن طريق الاطعام بطريق مواد مغذية تدخل عبر الوريد. ولهذه الطرق أضرار جسمانية مباشرة تتسبب للانسجة التي يتم اختراقها بشكل مباشر كما أن هنالك مخاطر التسبب بالاختناق أو خطر تسبب مضاعفات بسبب التلوث والتي من الممكن أن تكون قاتلة، وكل ذلك حتى دون التطرق للاخطار الناجمة عن استعمال العتف وهي متلازمة في حالات الاطعام القسري وتتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها للتغلب على هذه الأعراض.
من خلال التجربة على الأسرى الفلسطينيين عبر سنوات الاحتلال فأنه لم يتسبب الإضراب عن الطعام بأي حالة وفاة ، بينما (وفقا لتقرير الأطباء لحقوق الإنسان ) من الناحية الأخرى فقد تسبب الاطعام القسري للوفاة ب 4 حالات كان سبب الوفاة فيها تعقيدات نتجت عن ممارسة الاطعام القسري.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأسرى الذين أضربوا عن الطعام عانوا من متلازمة wernicke-korsakoff جراء الاضراب بينما عانى القسم الآخر من نفس المتلازمة جراء الاطعام القسريدون اعطائهم thiamine .