تصاعد سريع في حدة الصراع والموجهة بين إيران والولايات المتحدة عمار احمد المكوطر معهد العلمين للدراسات العليا


تصاعد سريع في حدة الصراع والموجهة بين
إيران والولايات المتحدة
عمار احمد المكوطر
معهد العلمين للدراسات العليا
تصاعد سريع في حدة الصراع
والموجهة بين إيران والولايات المتحدة
 
عمار احمد المكوطر
    لا زالت الأزمة بين إيران والولايات المتحدة
الأمريكية في تصاعد دراماتيكي ، ففي الوقت الذي يصرح فيه الطرفان المتصارعان عن
عدم رغبتهما في الحرب ، إلا انهما  يديران
الأزمة بينهما بإتجاه تصعيدي مستمر ، فالولايات المتحدة تزيد من إرسال قواتها
العسكرية لمنطقة الخليج العربي ، وتعززها بحاملة طائرات ، فضلاً عما لديها من
قواعد عسكرية وقوات مسلحة في العديد من الدول الخليجية . ترد إيران في تصعيد مماثل
بالرد على حلفاء الولايات المتحدة بإستهداف سفنها وضربها بالعمق عبر حلفاءها .
   
وقبل إنهاء أزمة ضرب السفينتين اليابانية و الفيتنامية في خليج عمان وهو
مالم ينته التحقيق فيه بعد ، ليعرف من خلاله الطرف المسؤول عنه ؛ وإذ يرى الكثير
من الكتاب والمتخصصين ان الولايات المتحدة تقف خلف الهجوم على كلتا السفينتين
والذي يدخل في إطار إدارة للأزمة بالأزمة ، وهي سياسة امريكية مألوفة كنوع من الضغط
والإرباك للخصوم ، لتحقيق مصالحها واهدافها المنشودة .
   
ولعل إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة زاد الأزمة تعقيداً وتصعيداً يجر
بأذياله نحو المواجهة العسكرية سواء كانت محدودة ام واسعة . فبالوقت الذي تصر
إيران على ان ردها على الولايات المتحدة بإسقاط طائرتها المسيرة كان في
اجواءها  وفي مجالها الاقليمي ، وان لديها
ما يثبت ذلك ، منها إحتفاظها بأجزاء من حطام الطائرة ، وصور ومستندات أخرى تدعم
إدعائها ، وأنها قد اخبرت السفير السويسري في إيران عنه ، كون سويسرا راعية
للمصالح الأمريكية في إيران ؛ كما  سارعت
إيران بإخطار الأمم المتحدة عبر اداته التنفيذية والمسؤول عن حفظ الأمن والسلم
الدوليين (مجلس الأمن ) .
    وإحتجت
لديه لإنتهاك الولايات المتحدة لسيادتها 
عبر إختراق طائرتها المسيرة لأجواءها .
   
في حين ذهبت الإدارة الأمريكية وعلى لسان رئيسها ترامب بالتوعد بالرد كون
استهداف طائرتها كان في اجواء المياه الدولية . ولعل ماقامت به الولايات المتحدة
هو إستمرار لسياساتها القأئمة على استخدام القوة العسكرية بعد الترويج لها عبر
إفتعال احداث ، فالتسويق الإعلامي لها عالمياً . وهذا ما تم في احداث وحروب عدة ،
منها إحتلال أفغانستان بحجة احداث سبتمبر ٢٠٠١ وإحتلال العراق بدعوى امتلاكه
للسلاح النووي .
   
وهذا ما يدعو المتابعين إتهام الولايات المتحدة ذاتها بخلق ازمة ضرب
السفينتين ومن ثم ارسال طائرة الإستطلاع او التجسس كما يصفها الإيرانيون . وهو
إمتداد لسياساتها في التصعيد وإدارة الأزمة بإخرى .
   
الذي يرجح ان الولايات المتحدة سترد عسكرياً مهما كان السبب الذي يقف خلف
الحدث ، أكان من صناعة الولايات المتحدة 
وإختراق طائرتها للأجواء الإيرانية ام لا .
   
فهو بات مما يمس هيبة ومكانة الولايات المتحدة دولياً ، وهذا  مما لا يمكن سكوتها عنه ، او التغاضي ازاءه .
   
المهم  الآن هو طبيعة الرد الأمريكي
،  فيما اذا كان عسكرياً وداخل العمق
الإيراني ، ويستهدف قوات و منشآت عسكرية إيرانية ام سواه .
   
ففي السيناريو الأول فإن من المرجح 
ان ترد إيران بقوة على اي فعل من ذلك ، صحيح ان ميزان القوة يرجح
الكفة  لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ،
إلا أن  الرد الإيراني ايضاً سيكون موجعاً
، ولاسيما إذا ما علمنا ان القوات الأمريكية وحلفاؤها مطوقون بأذرع إيران وتحت
مرمى نيرانها . وهناك ستدخل المنطقة مواجهة عسكرية كبرى قد تكون لها تداعيات
سياسية واقتصادية وأمنية عالمياً . اما أذا ما كان الرد  خارج العمق الإيراني فهو مما سيخفف من ردود
الافعال الإيرانية السريعة والفاعلة ، كنوع من إمتصاصها للأزمة ووقف تداعياتها
عليها . وهنا لابد من تدخلات للدول الفاعلة لتهدأت الأزمة وإحتوائها دفعاً لأي
تطورات محتملة قد تخرج عن نطاق اليسطرة ، وعلى الدول العربية عموماً ، وخاصة
العربية السعودية ان تعيد حساباتها مع حلفاءها فإنها اول من ستحرقه  نيران الحرب اذا ما تصاعدت السنتها . وعلى
الحكومة العراقية ان تحسب حسابها وتنأى بنفسها عن دائرة الصراع والمواجهة ، فهو
مما ليس للعراق فيه ناقة ولا جمل ، وعليها الإعتبار من حروب الماضي والتي اوصلت
العراق لما عليه الآن من دمار وخراب وفساد ، نخر مفاصل الدولة وهز اركانها
.