ما عقوبة من يُجاهِر بتناول المواد المفطرة في نهار رمضان؟

أثير- المحامي صلاح بن خليفة المقبالي

يُعدّ شهر رمضان من أفضل شهور السنة، فهو فرصة للمرء لمراجعة ذاته، وفيه الحسنات تتضاعف، حيث تُفتح أبواب الجنات وتُغلق أبواب النيران، وتُصفد فيه الشياطين فيكون للمسلم الفرصة الكبرى في تجنب المعاصي والتوجه إلى الله تعالى بالعبادات والطاعات التي تقربه من الجنة وتبعده من النار.

ونتحدث في زاويتنا القانونية هذا الأسبوع عبر “أثير” عن عقوبة نقض الصيام عمدا وجهرا في نهار رمضان حسب قانون الجزاء العماني الجديد.

إن نقض الصيام أو المجاهرة به يُعدّ إثما كبيرا عند الله سبحانه وتعالى فمن لم يتب ويتق الله فإن عقوبته في الآخرة عذاب عظيما.

أما من الناحية القانونية، فالنظام الأساسي للدولة وفي المادة الثانية منه نصّ صراحة بأن دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية هي أساس التشريع، حيث شدد المشرع العماني على ضرورة احترام الدين الإسلامي وتعاليمه وشدد على من ينتهك حرماته في مناسبات كثيرة ، وقد ورد في قانون الجزاء العماني الجديد بأنه ” يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (10) أيام، ولا تزيد على (3) أشهر كل من جاهر في مكان عام بتناول الأطعمة أو المشروبات أو غير ذلك من المواد المفطرة في نهار ‎رمضان”.

ونلاحظ هنا أن النص لم يقيد بالإسلام أو غيره، فكل من ظهر وهو يتناول الأطعمة أو المشروبات في نهار رمضان ينطبق عليه النص أيا كان دينه أو عرقه . كما تعد هذه من الجنح لذا يجوز فيها القبض والتفتيش والحبس الاحتياطي. ويخرج من هذا النص تناول الطعام والشراب في نهار رمضان في مكان خاص؛ فالمكان العام هو المكان المفتوح أو المباح أمام العامة أو الجمهور بدون تمييز أو لفئة خاصة.

وفي الختام نقول بأن شهر رمضان هو شهر التوبة والغفران، فليتقِ ربَّه كل من ينقض صومه بدون عذر شرعي، فالعقوبة الدنيوية لا تساوي شيئا عند العقوبة الأخروية.

إعادة نشر بواسطة لويرزبوك

عقوبة المجاهرة بالإفطار في رمضان حسب القانون العماني