اثار الاسلحة النارية في مسرح الجريمة
في الجرائم التي ترتكب باستخدام الاسلحة النارية فان على ضابط مسرح الجريمة مراعاة كافة الاصول الفنية والقانونية الواجبة الاتباع الكشف على المكان من حيث سرعة الانتقال والسيطرة على المكان وتحديد الاثار وترميزها وتصويرها ورفعها وتحريزها وارسالها الى المختبر لفحصها، كما انه مطالب علاوة على ذلك بالتحري عن امكانية تحديد مسارات واتجاهات اطلاق النار في حدود ما يمكن ما يتوفر لديه من معلومات سنأتي على ذكرها بعد ان تبين ما هي الاثار المتوقعة في مسرح الجريمة في هذا النوع من الجرائم .
وان كافة الاثار المادية المعروفة لدى الخبراء يجب توقع وجودها كالاثار البيولوجية من دم ولعاب وعرق وشعر وافرازات الجسم المختلفة والاثار الكيميائية واثار البصمات واثار الاقدام والى غير ذلك من الاثار .
ولكن ما نود الوقوف عنده هي الاثار الناتجة عن عملية اطلاق النار تحديداً وتشمل: –
1 . سلاح الجريمة (Firearm) من المتوقع ان نجد السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة في يد المتوفى في قضايا الانتحار او الشروع فيه كما نتوقع العثور عليه مع الجاني في حال ضبطه في مسرح الجريمة او قيامه بتسليم نفسه للسلطات، وفي هذه الحالة التي يعثر فيها على السلاح في مسرح الجريمة فانه يجب على ضابط مسرح الجريمة ان يهتم بهذا الدليل المادي الاساسي وان يتخذ كافة الاجراءات الضرورية الاساسية المطلوبة عند احتواء اي اثر مادي، وعلاوة على ذلك فان عليه ان يحدد على وجه الدقة مكان العثور على السلاح وبعده او قربه من الجثة وان يضع في اعتباره حالات كثيراً ما تحدث وهي وضع السلاح في يد القتيل بعد قتله للايهام بأنه قد قتل نفسه، كما ان على الخبير ان يتعامل مع هذا السلاح بحذر شديد ويفضل نقله في وعاء كرتوني كما هو للمختبر الجنائي ليتم فحصه حسب الاصول الفنية بحثاً عن بصمات يحملها السلاح او الطلقات الحية المخزنة داخله دون ان يؤثر ذلك على مخلفات الاطلاق الاخرى مثل املاح البارود وخلافها .
2 . الأظرف الفارغة ( Cartridge Case) تختلف الاسلحة من حيث قذف الظرف الفارغ في مكان الاطلاق فعلى الأغلب في جميع انواع الاسلحة التي تتسخدم المخزن ( الباغة) كالمسدسات والبنادق يتوفر للسلاح قطعة تسمى قذاف الظروف ( Ejector) تعمل على قذف الظرف الفارغ خارج السلاح اما يميناً اما يساراً حسب مكان وجود فتحة القذف في السلاح، اما المسدسات ذات الطاحونة ( Revolver) فانها تحتفظ بهذا الظرف داخل الطاحونة حتى تتم عملية الاطلاق وتفريغها يدويا، وغالباً ما تكون له خمسة او ستة حجرات تتسع لخمسة او ستة طلقات ،وكذلك الامر بالنسبة لبنادق الخرطوش ذات الطلقة الواحدة او التي تحوى اكثر من سبطانة وتحشى كل ماسورة بطلقة فانها ايضاً تحتفظ بالاظرف الفارغة بداخلها بخلاف البنادق الحديثة التي تتغذى من مخزن يعبا باكثر من طلقة فان لها قذاف ظروف وهي تترك اظرفها على الاغلب في مسرح الجريمة .
3 . رؤوس الطلقات والمقذوفات (Bullet) ذكر فيما سبق انه نتيجة لعملية احتراق املاح البارود في داخل الطلقة فان الغازات الناتجة عن عملية الاحتراق تدفع المقذوف الناري الى الامام عبر سبطانة السلاح حتى يصل الى فوهة السلاح وعندها تكون عملية الاحتراق قد اكتملت وتولد عنها اكبر كمية من الغاز فيخرج المقذوف الناري باقصى سرعة محدثاً اثاره، فعند اصطدامه بجسم صلب قد يتهشم ويغير مساره وعند اتجاهه للأعلى فانه يبقى صاعداً حتى يفقد كامل طاقته في اعلى نقطة يصل اليها ويبدأ رحلة العودة الى اسفل فيما يعرف بالمقذوف الناري في نهاية مشواره، اما في الحالة التي يكون مطلق النار مصوباً على هدفه فان اثار الاصابة تعتمد على طبيعة ومادة الهدف فاذا كان جسم انسان او حيوان فانه يدخل الجسم محدثاً فتحة دخول وهنا قد يستقر داخل الجسم وقد يخترق الجسم ويخرج منه حسب قوة ومكان الاصابة ومسافة الاطلاق ونوع السلاح المستعمل ونوع الذخيرة .
وعلى ضابط مسرح الجريمة ان يتوقع مكان وجود رؤوس الطلقات في مسرح الجريمة ففي الاماكن المغلقة في حالة عدم وجود فتحة خروج في النوافذ والابواب فان على ضابط مسرح الجريمة ان يبحث عن المقذوفات النارية المطلقة والتي قد تكون مستقرة في اجساد الضحايا وقد تكون مستقرة في الاثاث وارضية الغرف والساحات الداخلية حسب مسارها، وفيما يتعلق بحبيبات الرش فانها تنتشر بعد خروجها من فوهة السلاح بشكل مخروطي وتتباعد كلما زادت المسافة(؟؟؟؟) .
4 . علامات قرب اطلاق الناري: فالاطلاق يترك اثاره على الملابس والجلد الملاصق او القريب من نقطة الاصابة، واذا كان تحديد سبب الوفاة وفيما اذا كانت ناتجة عن الاصابة بالمقذوف الناري ام لا هو من واجب الطبيب الشرعي فان خبير الاسلحة يلعب دوراً بارزاً في تحديد علامات القرب على الملابس ونقاط الاصطدام والاحتراق في الاواني والزجاج وغيرها بعد او قبل الاصابة وتفيد علامات قرب اطلاق النار في مكان الاصابة في تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج في حال وجودها ففتحة الدخول غالباً ما تكون اصفر من فتحة الخروج باستثناء حالة ما اذا كان اطلاق النار ملاصقاً او شبه ملاصقة فعندما تكون فتحة الدخول كبيره وتأخذ الشكل النجمي الناشيء عن ارتداد الغازات الى الخارج بعد دخول الى الجسم وتكون حواف الجرح مقلوبة الى الخارج .
ومما يساعد في تحديد فتحة الدخول ان خيوط الملابس والانسجة يكون اتجاهاً الى الداخل واحياناً داخل جرح فتحة الدخول بينما تكون اتجاها عكس ذلك اي الى الخارج في فتحة الخروج .
ويتم فحص المسحات التي تؤخذ من حول الجروح في فتحة الدخول والملابس في المختبرات ويحسب كثافة مخلفات املاح البارود والمخترق فتحة الدخول يمكن تحديد مسافة الاطلاق ولذا يجب تحري الدقة في نقل الملابس واخذ المسحات عن الجلد ونقلها الى المختبر بهيئتها التي رفعت بها في مسرح الجريمة اما في حالة اصابة المقذوف الناري لأحياء في مسرح الجريمه فان اول يستدل عليه ان اطلاق النار قد حدث في هذا المكان كما يساعد في البحث عن رؤوس الطلقات في المكان كما يفيد في تحديد مسافات واتجاهات اطلاق النار .
5 . مخلفات اطلاق النار على جسم الرامي( Gun shot residue) عندما يقوم شخص ما باطلاق الناري من سلاح فان عملية احتراق املاح البارود تنتج كمية هائلة من الغازات يصيب اول ما يصيب يد الشخص الذي يقبض على السلاح لأنها الاقرب على فتحة القذف والتي يخرج منها جزء من هذه الغازات ولذا يجب على ضابط مسرح الجريمة ان يقوم بأخذ المسحات عن ايدي المشتبه بهم في مسرح الجريمة حسب الأصول الفنية والعلمية .
واذا كانت اجهزة الاشعة غير المرئية تحت الحمراء او فوق البنفسجية مفيدة جداً في مسرح الجريمة في اكتشاف هذه الاثار الا ان الاختبارات الكيميائية اكثر اهمية اذ يتم من خلال فحص المسحات المأخوذة عن يد المشتبة به وتحليلها مخبرياً واستخلاص النتائج المتعلقة بها ،كما قد تلحق بعض الاصابات بيد الرامي نتيجة استعمال السلاح كالجروح والحروق الناشئة عن خلل في السلاح او الاستعمال الخاطىء او كثرة الاستعمال .
كما ان من الممكن العثور على بعض الدماء المتناثرة من جسم الضحية على جسم الجاني في حالة الاطلاق عن قرب .
6 . تحديد مسافات الاطلاق: يلعب ضابط مسرح الجريمة وخبير الاسلحة في مسرح الجريمة دوراً فاعلاً في تحديد المسافة التي اطلقت منها النيران من خلال معاينة الاثار المتخلفة في مسرح الجريمة كالاظرف الفارغة ورؤوس الطلقات وشكل الاصابة واثار اطلاق النار على جسم المجني عليه .
كما ان وجود حواجز طبيعية في مسرح الجريمة كالمباني العالية او الجبال تمكن الخبير من تحديد مسافة الاطلاق فيما اذا كانت اقرب من تلك الحواجز ام ابعد وفي بعض الاصابات يستطيع الخبير تحديد ما اذا كانت الاصابة مباشرة ام انها ناشئة عن مقذوف عائد من الجو في نهاية مشواره وقد كانت لي تجربة طويلة في هذا المجال اذ يكثر في فصول الصيف اطلاق النار في الافراح والمناسبات مما يسبب احداث اصابات بعيارات نارية لاطفال في الشوارع او ماره وتكون اصابتهم الاغلب في اعلى الراس فيما تستقر المقذوفات النارية داخل الجمجمة . وكما ذكرنا فانه في حالة استعمال بنادق الصيد الخرطوش فان حبيبات الرش تنتشر بشكل مخروطي وهي تتباعد عن بعضها كلما زادات المسافة بين يد الرامي والهدف مما يساعد في تحديد مسافة الاطلاق عند دراسة حجم الانتشار .
7 . تحديد اتجاهات الاطلاق
يستطيع ضابط مسرح الجريمة والخبير الفني في مسرح الجريمة تحديد اتجاهات اطلاق النار في اغلب الاحيان استناداً الى موقع الاصابة ونقاط الدخول والخروج في مسرح الجريمة وموقع الاظرف الفارغة في حال وجودها والوضع الذي كان يجلس او يقف فيه الضحية قبل اصابته، وفي حال حدوث الاصابة مباشرة باستقامة واحدة اي ان المقذوف الناري لم يصطدم باجسام صلبة تغير اتجاهه وبقي يسير في خط مستقيمفان من الممكن اخذ امتداد الاتجاه بواسطة الليزر او بواسطة خيط يشير الى مكان وجود الرامي التقريبي .
تفاصيل قانونية حول أثار الأسلحة النارية في مسرح الجريمة