حالات الإتجار بالبشر
في هذا المقال و الذي يمثل الجزء الثاني من السلسلة التي تعنى بالتوعية عن الاتجار بالبشر ، سنذكر ما هي المؤشرات التي تدل على احتمال وجود ضحية للاتجار بالبشر ، على مر السنين و بالعمل الجاد و التحريات و التوعية ، نجد أن ضحايا الاتجار بالبشر يمرون بظروف تدل على معاناتهم ، ما يلي سيوضح الأمور أكثر.
إن ضحايا الاتجار بالبشر يمكن أن نجدهم في العديد من الأوضاع و بوسعنا نحن أن نساهم في التعرف عليهم و ذلك هو الخطوة الأولى في مساعدتهم.
إن المؤشرات المذكورة تاليا لا تتوافر كلها في كل الأوضاع التي تعني وجود ضحية للاتجار بالبشر ، يعني ذلك أن في بعض الأحيان لدينا 5 أو 6 مؤشرات تدل على ضحية واحدة و أحيانا أخرى لدينا 5 مؤشرات تدل على 5 ضحايا ، و لكن كما ذكرنا ، أن المؤشرات هي كجرس الإنذار ، إذا وجدناها فيجب علينا أن نتحقق من الأمر ففي الغالب أنها تدل على وجود ضحية أو أكثر للإتجار بالبشر.
لن أطيل عليكم أكثر ، و لكني وددت فقط أن أمهد لكم حتى تكون الرؤية أوضح ،ما يلي هي مؤشرات عامة عن امكانية وجود ضحايا الإتجار بالبشر:
-
يعتقدون أن عليهم العمل غصبا عنهم.
-
هم غالبا غير قادرون على ترك بيئة عملهم.
-
تبدو عليهم دلائل أن تحركاتهم خاضعة للمراقبة.
-
يشعرون أنهم ليس بإمكانهم ترك ماكن العمل.
-
تبدو عليهم علامات الخوف و الجزع و القلق.
-
يخضعون للعنف و/أو التهديد باستخدام العنف ضدهم أو ضد ذويهم و أحبائهم.
-
تلحق بهم إصابات تبدو نتيجة إعتداء وقع عليهم.
-
تبدو عليهم إصابات أو عاهات يشيع اقترانها بمهن معينة أو تدابير سيطرة معينة.
-
يرتابون و يتخوفون من السلطات نتيجة تهديدهم بتسليمهم للسلطات
-
يخشون الإفصاح عن وضعهم كمهاجرين
-
لا تكون بحوزتهم جوازات سفرهم أو غيرها من مستندات السفر أو الهوية نظرا لاحتجازها من قبل شخص آخر.
-
قد تكون لديهم مستندات سفر أو هوية مزورة.
-
يعثر عليهم في مكان من النوع الذي يرجح استخدامه لغرض استغلال الناس أو ان يرتبطوا بهذا المكان.
-
ليس لديهم معرفة أو أن معرفتهم قليلة باللغة المحلية.
-
لا يعرفون عنوان مسكنهم أو عملهم.
-
يسمحون للآخرين بالتحدث نيابة عنهم عند مخاطبتهم مباشرة.
-
يتصرفون و كأنهم خاضعون لتعليمات صادرة من شخص آخر.
-
يكرهوا على العمل في ظل ظروف معينة.
-
يكونون منضبطين جدا خوفا من العقاب.
-
يكونون عاجزين عن التفاوض بشأن ظروف عملهم.
-
يتحصلون على أجر زهيد أو لا يتحصلون على أجر اطلاقا مقابل عملهم.
-
لا يمكنهم المطالبة بأجور عملهم.
-
يعملون لساعات طويلة للغاية لفترات طويلة.
-
لا يتحصلون على أي إجازات عمل.
-
يقيمون في أماكن سيئة أو متدنية المستوى
-
لا يحصلون عل أي رعاية طبية.
-
يكون تفاعلهم مع المجتمع محدودا أو معدوما.
-
غير قادرين على التواصل مع أسرهم و عائلاتهم أو أن تواصلهم بهم محدود جدا.
-
يكونوا غير قادرين على التصرف بحرية مع غيرهم.
-
يتصورون أنهم يعملون لوفاء دين مستحق عليهم.
-
يكونون في حالة من التبعية و غير قادرين على تحديد مصيرهم.
-
يأتون من مكان ( دولة أو مدينة ) معروف عنها أنها مصدر من مصادر الإتجار بالبشر. ( بعض الدول التي تنتشر فيها شبكات الجريمة و تهريب البشر ).
-
يكونوا في صدمة نتيجة للوعود الكاذبة و يتصرفون بناء على ذلك.
هذه بعض المؤشرات الشائعة لضحايا الاتجار بالبشر ، و لكنها ليست الوحيدة كما ذكرنا فقد نجد ضحايا للإتجار بالبشر في أوضاع أو صور مختلفة لم نذكرها هنا.
حسنا ، ماذا عن الأطفال ضحايا الإتجار بالبشر؟ غالبا ما نجد المؤشرات التالية مرافقة لوجود أطفال متاجر بهم:
-
لا يمكنهم الاتصال بآبائهم أو الأوصياء عليهم.
-
تبدو عليهم علامات الخوف و يتصرفون على نحو لا يتفق مع سلوك الأطفال في نفس سنهم.
-
لا يكون لديهم أصدقاء بنفس سنهم خارج نطاق العمل.
-
لا تتاح لهم أي فرص تعليمية.
-
لا يكون لديهم أي وقت للهو و اللعب ، بل هم منهمكون في العمل دوما.
-
يكونوا منعزلين عن الأطفال الآخرين و يقيموا في أماكن متدنية المستوى.
-
يتناولون طعامهم وحدهم بعيدا عن البقية ( أفراد الأسرة أو الأطفال الذين يشاركونهم في العمل).
-
قد يحرمون من الطعام لفترات طويلة أو يتم إعطاؤهم فتات و بقايا الأكل.
-
يؤدون أعمالا لا تلائم الأطفال.
-
يسافرون وحدهم بدون رفقة أشخاص بالغين مسؤولين عنهم (كأفراد الأسرة أو أوصياء عليهم).
-
يسافرون في مجموعات لا تربطهم بهم أي صلة قرابة.
-
وجود ملابس أطفال عادة ما ترتدى لممارسة أعمال يدوية أو ممارسات جنسية.
-
وجود دمى و أسرّة و ملابس أطفال في أماكن غير لائقة كالمصانع و الحانات و غيرها.
-
قد يقدم أحدهم بلاغ بعثوره على طفل مشرد ( يكون هذا الطفل ضحية و تمكن من الهرب و لكنه لا يعرف أين هو و لا أين يذهب ).
-
العثور على أطفال مشردين يحملون أرقام هاتفية لسيارات الأجرة ( التاكسي ) أو لأشخاص غرباء.
-
العثور على حالات تبني غير مشروع و غير قانوني.
هنالك أيضا بعض المؤشرات عن ضحايا الاتجار بالبشر في مجال العمل المنزلي:
-
يقيم الضحايا مع أسرة في بيئة غير ملائمة.
-
لا يتناولون الطعام مع باقي الأسرة و لا يتناولون طعاما جيدا.
-
يكون الحيز الذي ينامون فيه غير ملائم و قد يكون مشتركا مع غيرهم بشكل ضيق.
-
يبلغ من يشغلهم عنده أنهم مفقودون و لا يعرف مكانهم رغم أنهم لا يزالون في حوزته
-
لا يغادون المنزل إلا في حالات خاصة جدا بعد فترات طويلة.
-
لا يسمح لهم بمغادرة المنزل لوحدهم و يكونون دائما مصحوبين.
-
يتعضون للشتم و الإساءة و التهديد و العنف.
بينما نجد أن ضحايا الاتجار بالبشر في الاستغلال الجنسي يمكن أن:
-
يكونوا في أي سن رغم أن أعمارهم تتفاوت بناء على السوق و المكان الذي جاءوا منه.
-
لا يظلون في مكان الدعاة الذي هم به لفترات طويلة بل يتم تنقيلهم بشكل عشوائي أو منظم.
-
لا يمكنهم التنقل لوحدهم بل دائما يرافقهم حراس أو مراقبون و غالبا ما يتحدث المرافقون نيابة عن الضحايا.
-
تكون على أجسادهم (وشم أو أوشام ) كدليل على انتمائهم أو ( ملكيتهم ) لشخص معين و لا يكون هذا الشخص بالضرورة معهم دائما.
-
يعملون لساعات طويلة و لا يتحصلون على راحة إلا لفترة وجيزة.
-
غالبا ما ينامون في نفس مكان العمل و في ظروف غير ملائمة.
-
يعيشون و يتنقلون ( يسافرون ) مع مجموعات ( نساء أخريات ) قد لا تتحدثن نفس اللغة.
-
لا يمتلكون إلا قليلا من الثياب و لا يختارون ثيابهم بل يحدد لهم المستغلون ما يلبسونه.
-
تكون أغلب ثيابهم ذات علاقة بالعمل الجنسي أو مكشوفة بشكل مبالغ فيه و تحذب الأنظار في الغالب.
-
لا يعلمون من اللغات أو اللهجات المحلية إلا الألفاظ ذات العلاقة بالعمل الجنسي.
-
وجود مجموعة من النساء يتحركن بشكل يدل على خضوعهم لسيطرة غيرهم.
أما في ما يتعلق بضحايا العمالة القسرية ، نجدهم عادة يعملون في قطاعات مثل الصناعة أو الزراعة أو البناء أو الترفيه أو التصنيع و غيرها، و و بالتالي يمكن أن:
-
يعيشوا في جماعات في نفس المكان الذي يعملون فيه و لا يغادرونه إلا نادرا أو لا يغادرونه على الإطلاق.
-
يقيمون في أماكن رديئة لا تصلح للعيش مثل المباني الصناعية أو الزراعية و بأعداد كبيرة أحيانا.
-
لا يرتدون ملابس تلائم طبيعة عملهم ( مثل الخوذات و الملابس و المعدات الواقية ) و ليس لديهم أحيانا ملابس تقيهم من البرد أو الحر أو الظروف التي يعملون بها.
-
لا يكون لديهم عقد عمل منظم و واضح و أحيانا لا يمتلكون نسخة منه و أحيانا يتم خداعهم بإن لديهم عقد عمل.
-
لا يمكنهم الحصول على أجورهم و أحيانا لا يعطون إلا القليل من أجورهم و أحيانا يتم مقايضة أجورهم بالأكل و الشرب.
-
يعملون لساعات طويلة جدا لا تناسب جهدهم او طاقتهم و يبدوا عليهم التعب دوما.
-
لا يمكنهم التنقل بمفردهم و يعتمدون على من يشغلهم في الحصول على خدمات المواصلات و الإعاشة و غيرها.
-
لا يكون لديهم أي خيار فيما يخص ظروف العمل أو السكن أو الإعاشة.
-
يخضعون لتدابير أمنية لمنعهم من التنقل بحرية و إبقائهم داخل مكان العمل.
-
قلقون دائما و لديهم خوف من العقاب في حال مخالفتهم للأوامر أو التعليمات.
-
يتعرضون للشتم أو إساءة المعاملة و العنف و التهديد.
-
لا يتحصلون غالبا على أي تدريبات أساسية بخصوص العمل أو أي إجراءات بخصوص الرخص المهنية.
-
نشر تنبيهات في محيط العمل بلغات غير اللغات المحلية.
-
لا تنشر أي تنبيهت تتعلق بالصحة و الأمان في محيط العمل.
-
عدم قدرة من يشغلهم على تقديم المستندات المطلوبة لتشغيلهم ( الأوراق الخاصة بتشغيل عمال من بلدان أخرى).
-
عدم قدرة المستخدم على تقديم السجلات التي تثبت الأجور المدفوعة للعمال أو ما يثبت تحصل العمال على أجورهم.
-
المعدات المتعلقة بالأمن و الصحة غير موجودة أو أنها رديئة الجودة.
-
وجود معدات مصممة بشكل يسمح للأطفال بتشغيلها.
-
وجود دلائل على انتهاك قوانين العمل المحلية مثل عمالة الأطفال و التشغيل بدون عقود أو غيرها من الانتهاكات.
-
وجود أدلة على خداع العمال و أيهامهم بأن عليهم دفع تكاليف الاقامة و التنقل و السكن و الأكل ، أو استقطاع هذه التكاليف من أجورهم.
أما بالنسبة للضحايا المتواجدين في ظروف عمل التسول أو ارتكاب جرائم بسيطة نجد أنهم قد:
-
يكونون أطفالا أو شيوخا أو أناسا يعانون أعاقة ( مهاجرون أو سكانا محليين ) يتسولون في الطرقات ، الأماكن العامة أو وسائل النقل.
-
يكونون أطفال تم إرغامهم على نقل أو بيع مخدرات.
-
تكون لديهم عاهات جسدية يبدو أنها ناتجة عن تشويه متعمد.
-
يكونون أطفالا من نفس الجنسية أو العرق ( المدينة أو القبيلة ) يتحركون في مجموعات بدون بالغين و يتم مراقبتهم.
-
يتحركون في مجموعات و يستقلون وسائل النقل العامة في مواقيت معينة قد تدل على رواحهم و إيابهم لنقاط عمل محددة ( قد تكون حركتهم من الريف للمدينة أو العكس ).
-
يتم ارغامهم على المشاركة في أنشطة عصابات إجرامية منظمة أو عشوائية.
-
يتواجدون في مجموعات لا تربطهم أي صلة قرابة و يكونوا تحت وصاية شخص بالغ واحد فقط قد لا يرتبط معهم بأي صلة قرابة.
-
قلقون دائما من العقاب إذا لم يجمعوا أموالا كافية من التسول أو لاسرقة أو غيرها من الأنشطة المفروضة عليهم.
-
يفرض عليهم الإقامة في أماكن غير لائقة مراقبة من أفراد العصابة الإجرامية في حال انخراطهم في أنشطة غير قانونية.
-
قد يتواجدون في أماكن تظهر فيها أنشطة إجرامية لم تكن موجودة من قبل مثل السرقة أو غيرها.
و كما ذكرنا فإن كل هذه المؤشرات ليست الوحيدة الدالة على احتمالية وجود جريمة للإتجار بالبشر و ضحايا يجب إنقاذهم و مساعدتهم ، ايضا إن هذه المؤشرات لا تأتي بصورة متسلسلة ، و قد تختلف من بلد لآخر حسب الظروف.
إن المؤشرات المذكورة ليست دليلا ملموسا على حدوث جريمة الاتجار بالبشر و لكنها نقطة بداية و جرس انذار يدفعنا للتحقق من الأمر و اكتشاف ما يحدث.
يجب التنويه هنا و بصورة واضحة أنه على المواطنين العاديين الحذر من التدخل في حال تعرفهم على أي من هذه المؤشرات ، يجب دوما طلب تدخل السلطات أو الجهات المختصة و يجب توخي الحذر المطلق من التخاطب مباشرة مع الضحايا أو محاولة نقلهم إلى مكان آخر أو أي صورة أخرى من التدخل الذي قد يضر بهم أو بالضحايا و يعرضهم للخطر.
كل ما علينا فعله هو الانتباه و السعي لمعرفة كل ما يمكننا معرفته عن هذه الجريمة و صورها و ظروف الضحايا ، لعل و عسى نساهم بشكل ما في مساعدة أحدهم ، قد يكون ذلك بإنقاذ طفل من عمل مرهق يحني ظهره أو إمرأة فرضت عليها قيود عمل غير لائق أخلاقيا و كل ذلك لأنهم ضحية لخداع و استغلال المتاجرين بالبشر.
إعادة نشر بواسطة لويرزبوك
التوعية القانونية بحالات الإتجار بالبشر