معالجة مشكلة الأهوار يتم من خلال الفنيين والعلماء والمنظمات الدولية

ولمعالجة مشكلة الأهوار يتم من خلال تدارس تلك المشكلة وبمشاركة من قبل الفنيين والعلماء والمنظمات الدولية المعنية ويتم تدارس:

الباحث: احسان محسن
عطية

أ‌- المناقشة والأتفاق حول المياه المخصصة للعراق ضمن المنفعة المتبادلة بين الدول المتنشاطئة, والتجهيز الكافي والملائم للأهوار (الرئيسة) مع التحكيم العالمي. 
ب‌- إقامة أبحاث علمية تطبيقية ومراقبة دائمة, والتعاون مع العلماء والمختصين المحليين والدوليين. 
جـ- إعادة ترتيب النظام المائي وتطوير التقنية المناسبة للتدخل, وتقدير حصص الماء المناسبة والأراضي المستغلة. 
د- إلغاء وتعطيل الأعمال الهندسية للتحويلات والتحويرات الإضافية في أراضي الأهوار. 
هـ- إعادة السكان المحليين. 
و- تحديد الأراضي ذات الأهمية للابقاء على إنهاء جزء من شبكة لحماية المناظر الطبيعية الجذابة متضمنة على المحيط الحياتي العالمي والمواقع التراثية العالمية, ويمكن التركيز على الأهوار الدائمة, والغاء الأهوار المؤقتة والموسمية. 
ر- عمل خزانات وسدود في مناطق جنوب بغداد وعلى نهري دجلة والفرات؛ لإنعدام تقريبا مثل هذه المشاريع في هذه المنطقة التي تكون بأمس الحاجة لها. 
عقد قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة بالتعاون مع قسم الاجتماع –كلية الآداب-جامعة ذي قار الندوة العلمية الموسومة(الأهوار في العراق….بين التدهور والاستدامة)وذلك على قاعة رئاسة جامعة ذي قار يوم الاثنين الموافق 15/8/2016.
كان هناك اهتمام وتعاون عاليين بين جامعة ذي قار وبيت الحكمة في هذا المجال لما له من اهمية حيوية للعراق.
جاء اهتمام بيت الحكمة في موضوعة الاهوار ونلاحظها من خلال كلمة ا.م.د.خديجة حسن عن بيت الحكمة وقد تناولت فيها أهمية موضوع الندوة وأسباب انعقادها في محافظة ذي قار مؤكدة على أن هذه الندوة هي رسالة علمية لإيجاد وسائل ناجعة لوضع البحوث العلمية في مجال استدامة الأهوار والمحافظة عليها من التدهور وان مد جسور التعاون مع الأطراف المعنية هو جزء أساسي من عمل بيت الحكمة من اجل الارتقاء بالبحث العلمي وإيصاله إلى الجهات ذات العلاقة تمهيداً لاعتماده بشكل رسمي والعمل على تنفيذه من خلال الخطط الموضوعة لإدارة ملف الأهوار .

وفي هذا المؤتمرتم مناقشة الأوراق التالية:-

(1). الأهوار في العراق….نظرة عامة/د.فعال نعمة المالكي/رئاسة الوزراء/هيئة المصالحة الوطنية. والتي حاول من خلالها إلقاء نظرة عن بيئة الأهوار الطبيعية من خلال تحديد مواقعها ومساحتها ومسمياتها وبيان أهميتها كما تطرق الباحث إلى أسباب تدهور بيئة الأهوار الطبيعية وصنفها إلى (عوامل داخلية)والمتمثلة في انعدام الاهتمام من قبل جميع الحكومات والوزارات المعنية منذ تشكيل الحكومة العراقية الحديثة بحماية الأهوار من التجاوزات والمخالفات البيئية المختلفة والعمل على تطويرها بل استمرت الإساءة والتدمير لها من خلال التجفيف وصرف الملوثات والمخلفات الصناعية مع مياه الأنهار فضلاً عن غياب التنسيق بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية فضلا عن شبهات الفساد المالي الذي صاحب المشاريع الخاصة بالأهوار بعد سقوط النظام المقبور وغياب التخطيط العلمي لإحيائها وتطويرها والحفاظ عليها.
أما ابرز التحديات التي تواجه الأهوار فقد صنفها الباحث إلى شحة المياه والجفاف ،غياب اتفاقيات تقاسم المياه مع الدول المجاورة، النوعية المتردية للمياه في نهري دجلة والفرات نتيجة الملوثات الصناعية والصرف الصحي، تسرب المياه المالحة لها من الخليج العربي وانعدام السياسات الفعالة من الحكومة المركزية والحكومات المحلية وغياب التنسيق بينهما لإدامة الأهوار والحفاظ عليها وتطويرها والنهوض بها.
(2). أهوار جنوب العراق بين الاستدامة والتحديات/ا.متمرس.د.كاظم عبد الأمير الزيدي/كلية المستقبل الجامعة الأهلية. أكد الباحث فيها أن الأهوار العراقية تمثل اكبر نظام بيئي للأراضي الرطبة(wet land )من نوعه في الشرق الأوسط وغربي آسيا فهي تتألف من مجموعة من بحيرات وأراضي مستنقعية متصلة مع بعضها ، في الجزء الأدنى من حوض دجلة والفرات ،امتدت تاريخيا على مساحة أكثر من 20000كم2 من العراق وإيران.
واستطرد قائلا إن الأهوار في جنوب العراق تمتلك تاريخا طويلا يمتد لأكثر من 5000 سنة ولها أهمية بيئية بالغة كونها:-
1) )تشكل طريق لعبور الطيور المهاجرة ما بين القارات
( 2) مستودع ساند لاستمرارية مناطق صيد أسماك المياه العذبة حيث تشكل مفاقس وحضانة مثالية لأنواع الأسماك العذبة وحتى البحرية مثل البياح والروبيانات .
3) )تدعم النظام البيئي البحري والحياة البحرية في الخليج العربي.
( 4) تقوم بحماية أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض بتوفير التغذية والملجأ والتكاثر لها. 
( 5) تعتبر مناطق الأهوار مصادر طبيعية للمياه عبر الحدود. 
( 6) تشكل تراثا إنسانيا لا مثيل له وقد كانت موطنا للسكان الأصليين منذ 5000 سنة (السومريين .أور. اريدو.لجش. 
( 7) تسهم الأهوار بالتخلص من الملوثات المائية من خلال ترسيبها وتمثيلها بدورات الحياة الطبيعية للمغذيات والكائنات النباتية والحيوانية بالشبكة الغذائية.
( 8) أدى وجود الاحتياطات البترولية فيها والنزاعات العسكرية إلى وضعها أمام تحديات كبرى لإدامة نظامها البيئي واستغلال مواردها للنمو والتطور.
وخلص الباحث في نهاية ورقته إلى أن الجهود التي بذلت لإدراج الأهوار جنوب العراق على قائمة التراث العالمي فتحت آفاقا جديدة وواعدة لاستعادة الحياة لهذه الأهوار الجميلة في كل الميادين. وهو ما يتطلب رسم سياسة شاملة لتطوير المنطقة واستكمال البنية التحتية للاستفادة من هذا القرار في إعادة الأهوار وتطويرها وضمان استدامتها بشكل سليم. 
أما
3). )الخصائص الجغرافية العامة للأهوار الدائمية جنوب العراق/ا.متمرس.د.عبد علي الخفاف. حاول الباحث فيها استعراض أهم الخصائص الجغرافية والطبيعية للأهوار الدائمية والمتمثلة بالموقع الجغرافي والمساحة والامتداد وخصائص المناخ فيها والبيئة الحيوية وما تضمه من مجموعات نباتية متعددة ومتنوعة فضلاً عن المجموعات الحيوانية المتنوعة فيها،كما تناول الباحث موضوع السكان والحياة البشرية فيها من ناحية إعداد السكان على مدى الحقب الزمنية في تاريخ العراق الحديث وابرز النشاطات الاقتصادية لهم وابرز المتغيرات الاجتماعية التي أثرت في المجتمع الأهواري .
الباحث أيضا تطرق في ورقته إلى بعض الخصائص الاجتماعية لمجتمع الأهوار والمتمثل بنظام الأسرة ولا سيما الأسرة المركبة وتعدد الزوجات وطبيعة العلاقة المتكاملة التي تربط بين المرأة والرجل في هذا المجتمع.

أما ابرز النتائج التي خلص إليها الباحث في ورقته فهي:-

1. الخصائص البيئية لمنطقة الأهوار الجنوبية تشير إلى كونها محمية طبيعية بفعل ضعف تأثير الإنسان فيها.
2. المشهد المائي والحياة النباتية والحيوانية والحياة البشرية المتفردة تجعل من الأهوار منطقة جذب سياحي
4). )التراث الثقافي لأهوار بلاد الرافدين من العصر السومري إلى العصر العباسي/د.عبد الأمير الحمداني/الهيئة العامة للآثار.. .
أكد الباحث في ورقته أن بيئة الأهوار ساهمت ومنذ بواكير الحياة البشرية في صنع عناصر ومقومات الحضارة التي انتقلت من خلالها البشرية إلى العصور التاريخية مثلما تؤكد ذلك الشواهد الآثارية ففي الأهوار أقيمت أولى المدن المسورة مثل أوروك واريدو وأور ولكش وفي الأهوار اخترعت الكتابة لأول مرة في تاريخ العالم إيذانا بانطلاق تاريخ العالم المدون ومنها أيضا بدأت أنظمة الحكم والقوانين والشرائع والفنون والصناعة والري والزراعة والمعتقدات الدينية والآداب والموسيقى ولهذا فقد اختيرت لتكون ضمن لائحة التراث العالمي ليس لأنها مسطحات مائية عذبة وموطن لأصناف نادرة من الطيور والأسماك والنباتات،بل لان التراث الثقافي في الأهوار يمثل امتداد لثقافة عراقية قديمة بدرجات منذ الألف الخامس قبل الميلاد ولازالت مستمرة وتابع قائلا أن البيئات المتشابهة تنتج ثقافات متشابهة إلى حد ما…
 لذلك فان ثقافة الأهوار الحالية وأنماط العيش فيها وتفاصيل حياة الناس اليومية تشبه تلك التي ابتدعها واستخدمها السومريون في الألفيات الرابعة والخامسة قبل الميلاد وما تلاها لاسيما تلك المتعلقة ببناء البيوت من القصب والمصاطب العائمة والثابتة من الطين والقصب وفي صناعة السفن ووسائط النقل والري والزراعة وكذلك الممارسات الاجتماعية والعادات التي يرجع قسم كبير منها إلى أصول رافدينية قديمة.
وقائع الجلسة العلمية الثانية للندوة ضمن محورها الاجتماعي برئاسة ا.د.لاهاي عبد الحسين من جامعة بغداد ومقررية الباحث فراس عبد الجبار من بيت الحكمة وقد تضمنت مناقشة أربعة أوراق علمية هي كالآتي:-
(1) الأهوار ودورها في إنتاج شخصية عراقية كونية قطبية/ا.د.متعب مناف جاسم/قسم الدراسات الاجتماعية/بيت الحكمة. أكد من خلالها الباحث أن بيئة الأهوار تمثل نمطا حياتيا له خصائصه التي تميزه عن غيره من أشكال العيش والتعايش في العراق((الحيوية الايكولوجية))بمظاهرها (المتبدية والمتريفة والمتحولة) وهذه الأنماط برأيه تشكو من قلق حياتي عدا النمط الأهواري الذي تجاوز كل ذلك بالمحافظة على نمط خاص من الحياة والثقافة فيه وبإجماع المختصين فهذه البيئة برأي الباحث جمعت بين التراث +الفكر+الحضارة والتي وصلت بالأخيرة إلى القمم العالية.
في نهاية ورقته أكد الباحث أن الأهوار بصيغتها الثقافية والتاريخية تشكل الحاضنة المناسبة لإعادة بناء الشخصية العراقية وان المحافظات وجامعاتها التي توجد فيها الأهوار تقع عليها مسؤولية الحفاظ عليها كمحمية طبيعية أنتج ماؤها الإنسان وحضارته.
وهي بذلك قد تتحول إلى منتجع سياحي عالمي يؤمه أهل العالم يتخفف فيها إنسان القرن الحادي والعشرين من همومه ويعاود العيش مع الطبيعة وفي الطبيعة وللطبيعة.