مستقبل التظاهرات الشعبية في العراق واسبابها

مستقبل التظاهرات الشعبية واسبابها 

بقلم المستشار فاروق العجاج

لماذا هذه التظاهرات في هذه الاوقات وفي مرحلة انتقال السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة من الشعب عبر مجلس النواب الجديد المحتمل تشكيلها بعد اعلان النتائج النهائية لاعضاء مجلس النواب الجديد
من خلال استقراء الاوضاع في البلادوتدهورها بشكل سريع وخاصة بعد احتلال داعش لاغلب المدن الغربية في البلاد طالت اكثر من عامين وخلف دمار كبيرفي البنى التحتية وفي حياة القوى البشرية من الانفس والاموال والممتلكات ومن هدم معالم التاريخ الحضاري في البلادكانت نتيجة من مواجهتهم ودحرهم وطردهم من البلاد بعد تحرير المدن من سيطرة فلوله المهزومه امام مواجهة القوات المسلحة الباسلة فاصبح الامن اكثر استقرار وهدوءا مما كان عليه في السابق…

 فاصبحت الحاجة إلى الالتفات إلى تصحيح الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتردية في البلاد من شماله إلى جنوبه من دون استثناء وخاصة تعمير المدن الغربية التي احتلها داعش وما اصابها من تدميركبير في البنى التحتية المهمة لواقع مجتمعاتها وموضوع المهجرين والنازحين من العوائل: ولكن كان الحمل ثقيلا على حكومة العبادي مما تركته العملية السياسية والحكومات السابقة من تركات سلبية كبيرة ومن فساد كبير كان قد سبب دخول داعش في البلاد واحتلاله معظم الاراضي العراقية الغربية ومدنها الكبيرة – نينوى- صلاح الدين – والانبار- فكان ذلك ماساة كبيرة وكارثة هددت امن واستقرار البلد إلى الخطورة الكبيرة لا سامح الله-

افضل محامي في الاردن – فلم يعد ان تتوفرالامكاناتات اللازمة لحكومة العبادي من ان تستمر لمعالجة الاوضاع في البلاد , لا من حيث الاموال ولا من حيث الوقت اللازم لها ولا من حيث استقرار الوضع السياسي ولا من حيث تكالب الدول الخارجية بالتدخل في الشان العراقي – ومضى عام من بعد تحرير البلاد من سطوت داعش الارهابي المقيت بقيت الامورتحوم حول محورالتنافس السياسي على السلطة وترك ما يعانيه الشعب من ويلات الفقر والجوع والمرض والبطالة دون حلول منطقية واقعية ملموسة مع تصاعد مظاهر الفساد على اشد نشاطه في كافة مرافق الدولة وفي واقع المجتمع العراقي بانواعه المختلفة وظهر ذلك جليا خلال الانتخابات لاختيار اعضاء مجلس النواب القادم في دورته الجدية لعام 2018م من نهاية تموزالحالي…
 وتمثل بشكل واضح صورة الفساد من تزوير الانتخابات في العديد من المراكز الانتخابية وتم اعادة فرز الاصوات من جديد فيها للوقوف على حقائق التزوير ومضت شهرين ولم تعلن النتائج – ولكن المهم في هذا الموضوع هو ان هم الكتل والاحزاب كان يجري التنافس بينها على الهيمنة على الحكومة وعلى سلطات الدولة العراقية ولم يكن همها النظر في مصالح الجماهير المنتخبة وبدئت الصراعات والسجالات والمؤتمرات والتوافقات تطلق تصريحات متناقضة عن سير الاموربصدد نتيجة الانتخابات ونتيجة ومصيرتشكيل البرلمان وانعقادة ممثل الشعب المنتظر ولكن بدون جدوى ولا امل يلوح في الافق يطمئن المواطن على مستقبله مما حدى بالمواطنين ان يعلنوا التظاهرات ويطالبوا بحقوقهم قبل حقوق ومكتسبات السياسين ونواياهم الشريرة المخالفة للدستور والمصلحة الوطنية وعم صوت الشعب وارتفع في كل ارجاء البلاد وخاصة المنطقة الجنوبية الاقرب من اهل الحكم في البلاد بسبب الراوابط المذهبية والاجتماعية والاقتصادية ومنها حصة المحافظات الجنوبية من النفط والموارد الحدودية وابنائهم بلا عمل ولا تعليم ولا صحة ولاعيش كريم ولا امن ولا استقرار والفساد ينهش باجسادهم وحياتهم بكل الم وظلم وعدوان
ولا زالت التظاهرات الشعبية تعم في البلاد لن يهدئ لها بال حتى تتحقق مطالبهم المشروعة فلا تستطيع اية حكومة قادمة ان تلبي هذه المطالب حتى تتخلص من الفسادوالفاسدين ومن المرتزقة واعوان الاجندة الخارجية بمختلف اصنافهم وانتماءاتهم وعمالتهم حتى يتحررالبلد من رجسهم ويكون الطريق واضح للاصلاح والتغيرالمنشود