هناك أشخاص قد تصنعهم الصدفة أو يصنعهم القدر ، وكل ما يحتاجه هذا النوع من الأشخاص هو القليل من الحظ .
ولكن أن تصنع القدر بيدك فهذا يحتاج إلى الكثير من الجهد والإصرار والصبر والمثابرة ، فالقدر اكبر من الإنسان ، ومن السهل على الكبير ان يتحكم بالصغير ولكن العكس أمر صعب جدا ، فالإنسان يبدأ حياته ضعيفا وينهيها ضعيفا .. وما بين الضعفين توجد مرحلة الشباب التي هي عنفوان الحياة لديه وعليه استغلالها ليصنع قدره .
هذه الأفكار راودتني وأنا انظر إلى المئات من المحامين الشباب الذين أصبحت الحياة أمامهم صخرة صماء لا يملكون أمامها سلاحا سوى الأظافر ليحفروا طريقهم وسطها ، وقد يقول قائل إننا مررنا بنفس الظروف في بداياتنا ، فأجيبه :
إننا دخلنا عالم المهنة متسلحين بشئ من الثقافة القانونية التي كانت تمنحها لنا كليات القانون بالأمس وتنصلت عنها اليوم ، في بداياتنا كان هناك جيل من المحامين الذين ينظرون إلى مستقبل المهنة من خلالنا فقدموا لنا الدعم والنصيحة وعلمونا أخلاقيات المهنة لنقف على أقدامنا بثبات ، أما اليوم فالجميع ينظر إليك بعين الخصومة والمنافسة على الرزق اليسير ويتمنون ان تزل قدمك ليشطبوا اسما من قائمة منافسيهم ، وشتان مابين النظرتين .
وإذا أردنا أن نستعين بأفكار علماء الاقتصاد ونظريتهم حول ( العرض والطلب ) سنضع يدنا على صلب المشكلة ، فأعداد المحامين تزايدت بشكل مهول ، يشاركهم في عملهم ( الدلالين – المعقبين – ضباط الشرطة – أصحاب العلاقات والنفوذ ) يقابل ذلك محدودية القضايا وفرص العمل . وهذا الأمر كان شغلنا الشاغل في مجلس النقابة (( نقيباً ومجلساً )) ..
لأننا مسؤولين عن رعاية زملائنا المحامين وخاصة أبناءنا الجدد منهم ، ولأننا رجال القانون فيجب أن تكون حلولنا قانونية ، وهذا ما تمخض عنه أعدادنا لمشروع قانون المحاماة الجديد الذي يفتح آفاق العمل أمام المحامين بشكل يسع الجميع ، وجعلناه وسيلة من وسائلنا لتغيير قدرنا وقدر مهنة المحاماة ، فمن أراد أن يغير مصيره ومستقبله نحو الأفضل فعليه ان يدعم تشريع القانون الجديد …
المحامي
رزاق امير رشيد العبيدي
عضو مجلس نقابة المحامين العراقيين