البيئة الاجتماعية والسلوك السياسي
التوجهات والتحولات
التوجهات والتحولات
بقلم الاستاذ الباحث : احمد حسين
الربيعي
الربيعي
البيئة الاجتماعية والسلوك السياسي التوجهات والتحولات
بقلم الاستاذ الباحث : احمد حسين الربيعي
إن الانسان بوصفه كائن اجتماعي كان ولا يزال
مركزاً منطلقاً للدراسات التي تعني بجوانب حياته المختلفة, خصوصاً تلك التي تتعلق
به كعضو في المجتمع, وكمواطن في نظام سياسي, فهو – بهذه الصفات – يتميز بخصائص
ذاتيه موروثة ومكتسبة, كما انه يدخل مع البيئة المحيطة به في مجموعة من التفاعلات
التي يؤثر من خلالها في البيئة كما يتأثر بدوره بتلك البيئة, أي من خلال العلاقات
المختلفة القائمة في البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها, وعليه فان ماهية الانسان
في جوهرها اجتماعية, اما ما هو سياسي فيها فيأتي عبر العلاقات التي يدخل فيها مع
الآخرين, أفراداً وجماعات, وهي التي تدفع به الى التفكير والى القيام بنشاط سياسي
ينعكس بصورة مواقف, واتجاهات, وميول سياسية, يطلق عليها إجمالاً تعبير (السلوك
السياسي), لذلك فإن السلوك السياسي للفرد والجماعة تتحكم في نشؤه وفي أنماطه عوامل
متعددة ومتنوعة, هي عوامل البيئة الاجتماعية والوسط الحضاري السائد, والثقافة
السياسية والتنشئة الاجتماعية السياسية.
مركزاً منطلقاً للدراسات التي تعني بجوانب حياته المختلفة, خصوصاً تلك التي تتعلق
به كعضو في المجتمع, وكمواطن في نظام سياسي, فهو – بهذه الصفات – يتميز بخصائص
ذاتيه موروثة ومكتسبة, كما انه يدخل مع البيئة المحيطة به في مجموعة من التفاعلات
التي يؤثر من خلالها في البيئة كما يتأثر بدوره بتلك البيئة, أي من خلال العلاقات
المختلفة القائمة في البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها, وعليه فان ماهية الانسان
في جوهرها اجتماعية, اما ما هو سياسي فيها فيأتي عبر العلاقات التي يدخل فيها مع
الآخرين, أفراداً وجماعات, وهي التي تدفع به الى التفكير والى القيام بنشاط سياسي
ينعكس بصورة مواقف, واتجاهات, وميول سياسية, يطلق عليها إجمالاً تعبير (السلوك
السياسي), لذلك فإن السلوك السياسي للفرد والجماعة تتحكم في نشؤه وفي أنماطه عوامل
متعددة ومتنوعة, هي عوامل البيئة الاجتماعية والوسط الحضاري السائد, والثقافة
السياسية والتنشئة الاجتماعية السياسية.
ان السلوك السياسي يتوقف على درجة الوعي السياسي الفردي أو الجماعي, ولا
يمكن تفسيره بمعزل عن جملة عوامل مترابطة ومتفاعلة, كالعوامل الاجتماعية
والتأريخية والنفسية والبيولوجية والاقتصادية والتي تدفعه بالنتيجة الى القيام
بسلوك سياسي معين اتجاه قضية سياسية معينة, ولعل المشاركة السياسية هي ابرز وأوضح
سلوك سياسي قد يصدر من مواطن في اي مجتمع وفي اي دولة, وهنا علينا التأكيد في إن
كل نماذج التحول الديمقراطي تتفق في ان المشاركة السياسية أحد أهم الاسس التي تقوم
عليها العملية الديمقراطية.
تؤدي عناصر البيئة
الاجتماعية (الدين- العشيرة- الاسرة- المجتمع المدني- الطبقة الاجتماعية- القيم
والعادات والتقاليد الاجتماعية) تأثيرها في السلوك السياسي للأفراد, وبناءً على
توافر تلك العناصر يختلف السلوك السياسي بين الافراد, وهذا الاختلاف يتضح بصورة
اكبر من خلال النشاطات السياسية المتمثلة بالمشاركة السياسية, والسلوك الانتخابي,
والانتماءات الحزبية, والثقافة السياسية, اذ نجد بعض الافراد يحرصون على المشاركة
في الانتخابات والاهتمام بالقضايا السياسية والولاء والاخلاص لنظامهم السياسي, في
حين نجد البعض الآخر يحجم عن المشاركة في أي عمل سياسي ويتخذ موقف اللامبالاة, وقد
يتطرف نحو استخدام العنف السياسي.
يأتي أهمية الكتاب من
حيث انه يعالج موضوعاً مهماً من مواضيع علم الاجتماع السياسي, الا وهو السلوك
السياسي للمواطن العراقي, ومن هذا المنطلق تبرز أهمية الموضوع في تحديد السلوك
السياسي وكيف تؤثر البيئة الاجتماعية العراقية فيه, فهذا الموضوع مهم للسلطة
السياسية وللمواطنين, فهو مهم للسلطة السياسية لمعرفة كيفية سلوك المواطن او ردة
فعله تجاه قرار أو قانون أو سياسة عامة معينة لأجل تبني سياسات عامة تتلائم مع
طبيعة البيئة الاجتماعية ولا تتناقض معها, ومهم للمواطنين لأجل معرفة ان السلوك
والتصرفات التي يتصرفونها في الميدان السياسي لها اهميتها بالنسبة للوضع السياسي
كما لها اسبابها في البيئة الاجتماعية للمواطن وانعكاساتها ونتائجها على النظام
السياسي نفسه, بحيث تتركز اهمية الكتاب حول الاتي: 1- بيان وتحليل البيئة الاجتماعية والسلوك
السياسي (تأصيل نظري)
2- بيان وتحليل البيئة
الاجتماعية العراقية بعد عام 2003 ومتغيراتها. 3- بيان وتحليل السلوك السياسي للمواطن
العراقي بعد عام 2003.
4- بيان وتحليل
المتغيرات المؤثرة على البيئة الاجتماعية وانعكاساتها على السلوك السياسي للمواطن
العراقي.